التقيت دينس دانيال لاول مرة فى مكتب شئون الطلبة بكلية تجارة جامعة حلوان فى منتصف ديسمبر 2008 حيث كان يكمل اجراءات التحاقة بكلية تجارة و كنت انا اسدد مصروفات الدراسية و كانت تللك المناسبة الاولى التى تعكس جانب الكرم و الشهامة فى شخصية دينس دانيال فبعد اصرار موظفة شئون الطلبة ان ادفع رسوم اضافية هى رسوم النشاط الطلابى و محاولتى ان اقنع الموطفة بتاجيل السداد الرسوم الاضافية لاننى لااملك سوى رسوم الاساسى بعملة المصرية فى ايدى و مائة دولار فى المحفظة سارع دينس بسداد المبلغ المطلوب اصريت بعدها ان يقضى دينس معى فى منزلى الكائن بالمعادى يومين او ثلاث حيث كنت تواقا لمعرفة اخبار الوطن سيما انة عائد لتوى من ارض الوطن و اكتشفت خلال هذة اليومين مهارات فى شخصية دينس منها على سبيل المثال مهارة التواصل الجيدة مع الافراد .. مهارة التحليل الدقيق لمجريات الاحداث و ناضلة فى الحركة الطلابية بصمت فهو ليس من يعشقون المنصات و يتهاتفون على الميكروفونات و بهرجة الاضواء عهدناة مناضلا صامتا يعمل و يناضل من اجل حقوق الطلاب بجد وتفان و اخلاص عالية و نادرة بعد هذة المقابلة المبكرة تكررت لقاءتى بدينس حيث رشحنى للرئاسة رابطة طلاب جنوب السودان بجامعة حلوان 2009 الى 2010 و رشحتو هو لنفس المنصب فى العام التالى و كانت تلك الفترة ملئية بالاحداث الداخلية (استفتاء جنوب السودان ) و لاحداث الاقليمية (الثورة المصرية ) بجانب لاحداث العالمية . وفى غمرة انشغالنا نحن طلاب جنوب السودان بجامعات المصرية بهذة الاحداث التى كانت من اهمها استفتاء جنوب السودان اقتربنا اكثر و اكثر من دينس حيث كان يفوقنااكثر قدرة على استنباط وتحليل لاحداث السياسية من المجموعة التى حلقت حول دينس الور بيونق رئيس مركز كوش للدراسات الافريقية و معاطى بيتر رئيس اتحاد طلاب جنوب السودان بجمعات المصرية بالانابة وكل من نيكولاى موسى واقوير ميوين وجون شول و استمر هذة المجموعة من الاصدقاء متماسكا بفضل الخيط المشترك الذى تمثل دينس دانيال لقد تعرفت على دينس دانيال منذ فترة ليست بالقصيرة ، ذلك مكنني من أن اعرف عنه الكثير من الصفات والمزايا التي يعجز القلم واللسان عن تسطيرها وذكرها جميعها في هذا الحيز الضيق ، لقد كان دينس- إنسانا هادئا بسيطا متواضعا متسامحا , لقد تميز بهذه الصفات حقا وبكل ماتحمله من عمق المعاني لا بل عاش هذه الصفات وجسدها في مفردات حياته اليومية المليئة بالخدمة والعلاقات الطيبة مع الجميع .لقد كان نفسه في التعاون وخدمه الآخرين امرا" منقطع النظير , فلم يطرق بابه احد ويطلب منه استفسارا أو مساعدة أو استشارة إلا وقدم له مايريد . وما يستحق أن نذكر عن دينس انه كان يخدم الجميع دون استثناء , فلم يكن في عقله ونفسيته حدودا جغرافيا او ولايئا او قبلية , إنما كانت نظرته الآخرين ومساعدتهم نظرة إنسانية مفتوحة للجميع اصدقائى حاولت ان اكتب من وحي صداقتنا مع دينس وعمق ارتباطنا الأخوي معة لكن اشعر كلما اكتب سطر عن بعض ذكرياتى احس بالالم يمزق قلبى و باحسرة شديد رحم اللة الفقيد و الصديق العزيز دينس دانيال و الهم اسرتة الصبر و السلوان [email protected]