ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو قصة السمسار هشام الكرسني ضد السفير الإيراني بالخرطوم، حيث إدعى الكرسني أنه شارك في بيع منزل بكافوري للسفير الإيراني بمبلغ 6 ملايين يورو. وهو ما يفوق ال62 مليون جنيه سوداني بالجديد – أي 62 مليار جنيه بالقديم. لذا نرى أن السمسار الكرسني قد بالغ في الرقم حتى يتعاطف معه الناس. أما عمولته فهي في حدود 600 ألف يورو، أي بمعدل 5% من كل طرف حسب قوله. فالسؤال هو: هل يدفع السماسرة الكثيرون من سماسرة عقارات وكرين أي عربات، إلى سماسرة الأراضي وسماسرة السوق الذين يسمسرون في البضائع؟ يستثنى من هؤلاء أصحاب المكاتب العقارية الذين يحملون رخصاً ومكاتب معروفة ومسجلة لدى السلطات وتخضع لضريبة الدخل وغيرها من جبايات المحليات. ولكننا هنا نعني السماسرة الذين يضعون عمائمهم على أكتافهم ويتجولون بين كرين بحري وشارع عبيد ختم ودلالة عربات السوق المركزي وغيرها في الخرطوم وأم درمان! لا تتوانى محليات ولاية الخرطوم في مطاردة الأطفال الذين يعملون في الدرداقات وتأخذ منهم إتاوة ثابتة على كل درداقة بحجة أن دخل هؤلاء الأطفال كبيراً. حتى بلغت الوقاحة بعضو في مجلس تشريعي ولاية الخرطوم أن يصف الأطفال الذين يعملون في الدرداقات بالأغنياء. لكن القول الصحيح هو أن هذا العضو وزملائه هم الأغبياء. ولا ننسى ستات الشاي والباعة الجائلون ومن هم من الضعفاء على شاكلة الواردة مهنهم أعلاه. وهي تطبق قول الشاعر: أسد عليَّ وفي الحروب نعامة. يستأسد غلاة المحليات على الضعفاء من المواطنين ولكنهم لا يقتربون من ذوي الجاه والأبهة لأسباب بدهية لا تفوت على فطنة القارئ الكريم. أعلم أن نظام الحكم في السودان لا يصرف دخل الحكومة في وجهته الصحيحة كما هو الحال في بريطانيا والدول الديمقراطية الأخرى. ولكن هذا لا يمنع من ملاحقة المتهربين من الضرائب والحصول منهم على ما يجب أن يدفعوه مقابل نشاطاتهم المختلفة. هنا في بريطانيا يحذرونك من ثلاث أشياء: السرقة .. العمل في تجارة المخدرات والسلاح.. وأحذر من أن تأكل قروش الملكة اليزابيث 2. أما قروش الملكة فهي الضرائب والتأمين الإجتماعي. فالتلاعب بها والتهرب منها يدفع بأتخن تخين إلى السجن بالمزيكة. نعلم أن الضرائب والجبايات كما يحلو للبعض تسميتها تذهب للفصل الأول والحوافز... لا أعلم تحت أي فصل ترد الحوافز.. هل هي جزء من الفصل الأول أم لنا فصل خاص بها؟ العالمون يفيدونا أفادهم الله بعلمه. النظام الضريبي الذي تركه المستعمر هو ما يطبِّق مقولة سيدنا عمر الشهيرة: (.. لأخذت فضول أموال أغنياؤكم وقسمتها على فقرائكم). هذا ما تفعله مصلحة الضرائب البريطانية حيث تأخذ من الأغنياء الضرائب لتقديم الخدمات وتدفع بالباقي لمصلحة الضمان الإجتماعي لمساعدة الفقراء. هذا موضوع آخر سنتحدث فيه بتفصيل حتى يعلم القارئ أن ما قاله ذلك الشيخ الذي ذهب إلى باريس فوجد الإسلام ولم يجد المسلمين وعاد إلى مصر ووجد المسلمين ولم يجد الإسلام. (العوج راي والعديل راي). كباشي النور الصافي لندن - بريطانيا [email protected]