، مراد رستم باشا و محمد علي رستم باشا .. اسماء تركية مؤثرة في تاريخ السودان الحديث بقلم د. محمد عمر محمد المأمون - كاتب وباحث في التراث والتاريخ رستم باشا شركس حكمدار السودان في العهد التركي ( 1851- 1853) خلف عبد اللطيف باشا الشركسي في الحكمدارية و عرُف بابتكار طريقة تعذيب السودانيين لجمع الضرائب عن طريق ادخال القط في سراويل الضحايا .. نال رستم باشا شركس في البداية إعجاب وتقدير عباس حلمي الاول خديوي مصر لدقة نظامه في تحصيل الضرائب بيد ان الباشا غضب عليه وعزله عندما وصلته وشاية تفيد بضلوع رستم في تهريب ريش النعام وسن الفيل والذهب الي الآستانة فانتهي به الامر الي العزل والتجريد من الحكمدارية فالباشا لم يكن ليتسامح مع من يخونه . وقيل مات بالسكتة القلبية بعد تلاوة فرمان العزل عليه ودفن بالخرطوم. و عندما ذهب محمد احمد المهدي للأبيض في 1880 ووجد حفل عرس رجل لرجل فاستل سيفه ليطهر هذا المنكر .. ولكن الشيخ عبد الصمد ود ابصفية من أعيان قبيلة البديرية البقارة في كردفان نصح محمد احمد بان يرفع هذا الامر لمأمور مدينة الأبيض مراد رستم باشا وهو ابن اخ رستم باشا شركس حكمدار السودان السابق فاشتكى له المهدي علي حسب نصيحة صديقه وطالبه بتغيير هذا المنكر باعتباره ولي الامر .. فزجره رستم : لا تتدخل فيما لا يعنييك و دعهم يفعلوا ما يريدون !.. فخرج منه محمد احمد ساخطاً وأقسم للشيخ ابصفية ان الله سيذهب ملك الترك لفسادهم واستكبارهم. وعندما قام محمد احمد بدعوة الثورة المهدية في السودان تم تعيين مراد رستم باشا مأمورا علي عموم كردفان فكان عراب عملية الادارة التركية في تخذييل القبائل عن الانضمام للثورة وأغدق عليه علاء الدين باشا حكمدار السودان بالأموال والعطايا ليقوم بمهمته وعلي الرغم من ذلك لم يصب نجاحاً يذكر . وعندسقوط مدينة الأبيض وقع رستم في اسر الأنصار وصفد بالأغلال ولكن المهدي عفي عنه عندما اظهر التوبة والندم .. وفي يوم 29 اكتوبر 1883 قام الخليفة عبدالله التعايشي بضبط رسالة من مراد رستم الي الجنرال الانجليزي وليام هكس يشي له فيها باسرار جيش الأنصار ويوضح ادق التفاصيل من داخل معسكر المهدي عن التسليح وعدد البنادق والأسلحة البيضاء و عُرض الخطاب علي المهدي فامر بوضعه في الأغلال الي حين محاكمته بعد الفراغ من حملة وليام هكس ولسوء حظ رستم قتُل بمدفعية هكس في يوم معركة شيكان 5 نوفمبر 1883 وعلي الرغم من ذلك صلي محمد احمد المهدي علي جثمانه وأمر بدفنه مع بقية القتلي . اما محمد علي آغا رستم صاحب الصورة وحفيد رستم باشا شركس فأتي مع جيش الفتح البريطاني المصري في سنة 1898 وكانت وظيفته في الجيش رعاية خيول كتشنر وكبار ضباط الجيش الانجليزي مثل ونجت وماكدونالد والكولونيل برود وود وكانت شهرته (رستم السايس ) واوصي كتشنر بمكافأته نظير خدماته الجليلة لحملة الفتح وفور استقرار الأحوال للحكم الجديد مُنح أراضي وأملاك بالخرطوم وبحري . الجدير بالذكر ان محمد علي رستم هو عم الفنانة المصرية القديرة هند رستم والتي ذكرت في مقابلات صحفية كثيرة انها تنتمي لسلالة باشوات حكموا السودان. المصدر كتاب تاريخ الأتراك والمصريين في السودان - تأليف الدكتور محمد عثمان البرادعي مكتبة الفجالة - القاهرة [email protected]