بسم الله الرحمن الرحيم 1- إن الدعوة المبهمة التى أطلقها الرئيس السودانى لإجراء حوارات مع كافة القوى السياسية السودانية...تعبر بلا أدنى شك عن حالة الحيرة والإرتباك التى يشعر بها النظام...وتعكس فى ذات الوقت رغبة النظام الملحة لمراجعة سياساته وإجراء تغيير ما, ينقذه من المأزق الذى وجد نفسه متورطآ فيه. 2- وبناءً على هذه الخلفية, أنا إسماعيل إدريس نواى, وإستنادآ إلى مرجعيتى التنظيمية كعضو مؤسس لحركة تحرير السودان, وبالنظر إلى مسئولياتى ومهماتى المهنية التى قمت بها وأديتها للحركة لمستشار سياسى وقانونى معآ... ونظرآ لكونى أكبر القيادات سنآ, وبالتالى حرِّىٌ بى أن أكون أكثرهم إلمامآ ودراية بالسياسة السودانية...ومآلآتها. أعلن أن حركة تحرير السودان – أولى حركات غرب السودان التى حملت السلاح فى وجه النظام – وبكل فصائلها, قد قبلت دعوة الحوار التى أطلقها الرئيس السودانى أوآخر شهر يناير 2014 3- ومن هنا تأتى تأريخية هذا البيان ومصيريته...لأنه يؤسس لمرحلة إستئناف الثورة إستكمالها, وأكرر إستكمالها - لا عن طريق الحرب والقتال – ولكن بالحجة والفكر والفعل السياسى الرصين. (طالع مذكرتى للحكومة السودانية على سودانايل بتاريخ السابع من مارس 2014). ولنا فى الحركة الشعبية وزعيمها الراحل "قرنق" خير مثال حيث حقق عن طريق الحوار والتفاوض نجاحات مساوية لتلك التى أنجزها عن طريق الحرب. 4- وشرط الحوار للحركة...هو شرط وآحد فقط... أن يجرى الحوار خارج السودان, وأن تستضيفه دولة صديقة نثق فى حيادها وإريحيتها معآ, كالكويت مثلآ. 5- والحوار الذى تعنيه الحركة, هو ذلك الحوار الذى يجرى بين كافة فصائل وأحزاب وتيارات القوى الحديثة السودانية, أعنى القوى الحديثة المنظمة تحديدآ...كالمؤتمر الوطنى الحاكم, ,حزب المؤتمر الشعبى, والحزب الشيوعى, وحركة العدل والمساواة, والحركة الشعبية – قطاع الشمال, وأنصار السنة ....إلخ. وعزل القوى التقليدية وأضَرابها تمامآ, فالمرحلة ليست مرحلة القوى التقليدية التى كانت جزءآ من المشكلة وسببآ أساسيآ فيها..فنظام الإنقاذ ما جاء عام 1989 إلا لينقذ القوى التقليدية...ولذلك سلمته السلطة طائعةً مختارة!! 6- وترى الحركة أن الصيحات التى تطلقها بعض القوى السياسية – سواءً كانت من قوى اليسار أو القوى اليمينية – لعقد "مؤتمر دستورى", ماهى إلا كلمة حق أُريد بها باطل...بمعنى أن المؤتمر الدستورى مقصود به أن يكون منبر سياسى- إعلامى تستغله هذه القوى أو تلك يمينآ وكانت أو يسارآ لتعود للواجهة وصدارة المعارضة السودانية..بعد أن أقصتها الحركات المسلحة من الواجهة, ومن قيادة المعارضة السودانية طوال الحقبة الماضية وإلى الآن. 7- وهكذا فإن فجرآ جديدآ يبزع على السودان, وقيادات سياسية شابة تُولد. أسماعيل إدريس نواى عضو مؤسس لحركة تحرير السودان [email protected]