مساء الامس مع اقترب موعد ندوة قوى الاجماع الوطني المقامة بميدان الرابطة بشمبات سرحت بخيالي وتخيلت ان السودان اصبح دولة ديمقراطية وان الحريات متاحة وكل الحروب المشتعلة في اطرافه توقفت وصدح فيها الحمام بدل اصوات المدافع والصواريخ واختفت كل معسكرات النزوح باطراف المدن والحدود مع دول الجوار واذدهرت مناطق النزاعات او التي كانت مسرح للعمليات القتالية والحربية وضجت الاسواق بالحركة والحياة ،وعلم السودان يرفرف في سارية حلايب والفشقة وشركات التعدين والمعدنين السودانين يعدنون في شلاتين ،وسرح بي الخيال اكثر وتخيلت ان تلفزيون اصبح تلفزيون السودان بحق وحقيقة واصبح يعبر عن كل السودانين وفي قمة النشوة الخيالية التي اعترتني فتح تلفزيون او القناة القومية (القناة الكيزانية ) اتمني انكم لاتسخروا مني اخوتي فتح تلفزيون السودان عند الساعة الثامنة مساء من اجل مشاهدة ندوة قوي الاجماع الوطني السوداني لكن لم اجدها توجهت الي مواقع التواصل الاجتماعي التي لايملك النظام سلطة عليها فضاء الحرية والاحرار اول بوست نظرت اليه وجدته يقول ان قوات الشرطة والامن والمليشيات التابعة لنظام تحاصر ميدان الرابطة وتمنع الجماهير من الدخول اليه وقوات النظام تطلق الغاز المسيل لدموع علي دار حزب المؤتمر السوداني الذي فتح داره لجماهير وقيادات الاحزاب بعد ان منعتها الاجهزة الامنية من دخول الميدان ،هذا البوست قطع لي لحظة الخيال التي كنت عايش فيها وارجعني الي الحقيقة القاسية التي انكرتها بخيالي حبآ في وطن خير ديمقراطي وطن يحكم بالعدل والحرية والمساواة وطن لكل السودانين وطن القانون والمؤسسات وطن الشعب السوداني المحكومة بارادة الشعب السوداني عبر انتخابات حرة ونزية ،وتجاوزتها كل الاحزاب السياسية التي هرولت صوب دار المؤتمر الوطني من اجل الحوار والمشاركة في السلطة والثروة والكراسي والمناصب هذا ماجعل الاحزاب تتجاوز حقيقة ان اي نظام جاء الي السلطة علي ظهر دبابة لايمكنه التخلي عن السلطة الابالدبابة التي جاء بها او وسيلة افتك منها او ثورة شعبية كبيرة تشارك فيها جميع مكونات المجتمع الذي يحكمه وانه نظام لايعيش الافي الحروبات والازمات المتواصلة يخلق الحروب والمشاكل من اجل بقاءه ومن اجل شغل المجتمع مما يدور داخله من خلافات وفساد وسرقات وضياع للوطن . ماحصل في جامعة الخرطوم الاسبوع الماضي وماحصل مساء امس بميدان شمبات من الاجهزة الامنية التابعة لنظام المؤتمر الوطني يؤكد بما لايدع مجال لشك ان دعوة الحوار التي اطلقها الرئيس في وثبتة الكبرى ماهي الا خدعة سياسية جديدة منه من اجل كسب الوقت وامتصاص الغضب الجماهيري المتنامي بسبب الفساد وتردي الاوضاع المعيشية والامنية في السودان ومحاولة لكسر طوق الحصار الخارجي المضروب علي النظام . سؤال الي كل الاحزاب السياسية السودانية المعارضة التي قبلت الحوار مع نظام الانقاذ الوطني (الدمار الوطني الشامل) لماذا تتحاورون مع نظام عجز عن احتمال ركن نقاش طلابي ،نظام يمنع قوى الاجماع الوطني من حقها الدستوري في اقامة ندوة سياسية تخاطب فيها جماهيرها وتوضيح الحقائق لها وماذا تنتظر الاحزاب من نظام يضرب الطلاب ودور الاحزاب السياسية بالرصاص والغاز المسيل لدموع ولا يرحم حتي النساء والاطفال . وبهذا تصبح الثورة الشاملة هي الحل. [email protected]