بسم الله الرحمن الرحيم تقول الحكاية أن أبلهين دخلا سوياً الي دار السينما وجلسا في المقاعد الشعبية ،واشتما رائحة نتنة فقررا ان يتحولا الي كراسي الدرجة الأولى ، لكن الرائحة ظلت كما هي . فقررا التحول الى اللوج ، فطاردتهما نفس الرائحة . واقترح أحدهما مغادرة هذه السينما النتنة ، وعندما تقدم أحدهما ،لاحظ الآخربقعة كبيرة في بنطاله من الخلف ، فسأله : هل أسهلت في بنطالك ؟ فأجابه الآخر : نعم . ولكن لماذا تسأل !؟ فأجاب الآخر : لا عليك ، كنت أظنني وحدي من فعلها!!! تراودني هذه الحكاية كلما شهدت أحد إعلاميي النظام مستضيفاً لمسئول حكومي لمناقشة مشكلة من مشاكل السودان التي تسبب النظام فيها، بينما كان الإعلام يهلل له. مثل مشكلة الحركات المسلحة أو تدهور التعليم والصحة ، وانهيار الزراعة ، والتقاوي الفاسدة ، أو انهيار القيم وقضايا الفساد. ويتذاكيان في البحث عن الأسباب ، بعيداً عن دور حركتهما الاسلاموية فيها . ولا بأس من ضيف واحد بين أربعة يصدح بالحقيقة فيتبادل البقية في تبخيس رأيه ويعلن مقدم البرنامج ان البرنامج ليس للسجال الحزبي . ويخيل لي أنه ما أن ينتهي البث المباشر أو التسجيل ، يلتفتان إلي بعضهما بالأسئلة السابق ذكرها في الحكاية . آخر مرة تذكرت فيها هذه الحكاية، وأنا اشهد جزءاً من برنامج حتى تكتمل الصورة . وكانت القضية قضية العنف الطلابي في الجامعات ، على خلفية مقتل الشهيد علي أبكر . فالضيفان يغرقان في التفاصيل الأكاديمية ، والظاهرة العالمثالثية . أما رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين ، فلا يعرف شيئاً عن التسليح من مسجد الجامعة ، ولم يسمع بأعضاء حركته وتاريخهم في إدخال العنف في الجامعات .و عندما بدأ الصحفي الشجاع في بيان الحقيقة ، تمت مقاطعته من الجميع . ولكني أغض الطرف عن كل ذلك وأسأل النظام وإعلامييه : هل دربتم الطلاب عسكريأ قبل دخول الجامعة في دورات أسميتموها عزة السودان ؟ والعسكرية ، هل تدرب الناس علي الحوار أم علي القتال والعنف؟ ويا من تنادون بترقية لغة الحوار ، ماذا يقول التعلمجي في الإدارة الداخلية ؟ وما مصير من يبدي ملاحظة سالبة في كلامه ؟ عليكم طرح أسئلة الأبلهين علي أنفسكم عقب نهاية البث المباشر . لكن ما يحيرني ، مع من تبادل حسين خوجلي الأسئلة عقب حلقة الليلة ؟ فهو كالعادة ، ضيف نفسه. [email protected]