وفقاً لما أعلن رسمياً في الخرطوم فإن أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني سيقوم بزيارة رسمية للسودان يوم الأربعاء القادم ، وهو الذي لم يخرج من بلاده كثيراً عقب توليه الحكم ! أن تكون الخرطوم وفي هذا الظرف تحديداً واحدة من أولويات الأمير الشاب ، فان لذلك عدة مدلولات ومعانٍ توكد أن مابين الإمارة الصغيرة والغنية والساعية الى لعب دور إقليمي كبير وسط صراع عماقة المنطقة ومابين حكومة المؤتمر الوطني التي تعيش عزلة ضاربة في منزلق خطير يعصف بأرجلها في وحل التردي الأمني في مناطق النزاعات والخنقة الإقتصادية التي بلغت ذروتها و حالة الإستقطاب السياسي داخل مؤسسات الحكم من جانب و الشد المزدوج من جانب قطاعات المعارضة المدنية والمسلحة إنما هو وفاق إستراتيجي وليس تكتيكاً مرحلياً فحسب ! هذا الى جانب القاء المشهد المصري بظلاله قريباً من أقدام سلطة الخرطوم تلك المتعثرة و التائهة تخبطاً في عدة إتجاهات وهو ما يزيد من التجاذب الإنقاذي القطري في محاولة لخلق ضجيج أجراس إزعاج للجارة مصر التي تحسب لهذا الغزل بين الطرفين حسابات وتحوطات ! فالأمير الشاب يأتي الى الخرطوم تاركاً وراءه أزمة شديدة التعقيد مع شركائه في مجلس التعاون بلغت حد سحب سفراء ثلاث دول في منظومة المجلس لسفرائها من الدوحة وهي السعودية والإمارات والبحرين ! فماذا يعني كل ذلك الإهتمام والتشبث بنظام الخرطوم المتأكل الزوايا غير أنه بات الملاذ الأخير ولكنه السيء الذي لا بديل عنه لتجميع صفوف جماعة الأخوان المسلمين التي أصبحت محصورة في أضيق الزوايا بعد سقوط حكمهم في مصر وتصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل السلطة المصرية المؤقتة بغرض الملاحقة وتضييق الخناق عليها ! ولعل ذلك يؤكد أن التقارب مابين حزب المؤتمر الوطني والشعبي لم يأت من فراغ ولا يمكن أن يكون إلا نتيجة مساعٍ قطرية وقرضاوية ،ستكتمل بأن يوفر لها الأمير القطري في هذه الزيارة المحلل اللازم ومهر التراضي من جديد الذي يعيد وحدة أسلامي السودان بعد طلاقهم البائن بالثلاثة في محاولة لتأمين المستودع الأمن والحاضن للجماعة على مستوى الإقليم ، وهو مسعى ً دون شك وإن عاد على نظام الإنقاذ بترياق مادي يسنده قليلاً من سقطته الحالية ولكنه سيجر على السودان ويلات فوق ما عليه من عزلة وحصار وسيدفع شعب السودان ثمن ذلك الطموح القطري إنطلاقاً من ترابنا المأزوم أصلاً بحكم الإسلاميين با هظاً ! فلا خير فيهم وهم منقسمون ولن ياتينا خيرٌ من توحدهم ، ففي كلتا الحالتين شعبنا ضائع جراء شرورهم و نهجهم الماسوني الذي يُعلي مصلحة تنظيمهم فوق القيم الوطنية ! bargawibargawi@yahoocom