العُنف داخل الجامعات ليس ظاهرة جديدة صاحبت الجامعات في الآونة الأخيرة. وبالرجوع إلى جامعة الخرطوم مثالاً نجدها طوال حقب عديدة لم تخلو من العنف حتى يومنا هذا. فيشهد شارع المين أحداث صاحبها عنف مكرر باستمرار، وحتى إذا نظرنا إلى الأدب الديمقراطي في النشاط الذي أدخله الجمهوريون عبر فتحهم فرصا للنقاش داخل أركانهم كانت محاولة للتقليل من ظاهرة العنف؛ عبر فتح مساحة للاستماع للرأي الآخر، بغية التطرق لما هو محل خلاف؛ غير أن هذا الأخير هو ما يقود بشكل أساسي الى الصراع، فبعض القوى السياسية تفض خلافها الفكري والسياسي عبر استخدام العنف، وتجدُر الإشارة الى أن ذات التنظيمات التي تمتلك أدوات العنف المادي( السيخ، الملتوف، الشرطة، الأمن) هي ذاتها من تدعو لمنابر بغية التقليل من أحداث العنف داخل الجامعات؛ بيد أن هذا الأمر هو (ترميز تضليلي)، بغرض الإيحاء للرأي العالمي والمحلي بأن هنالك جهات تستخدم العنف؛ لتمرير أجندة بعينها، وما يحدث في الجامعات الان من قتل الطلاب وإعتقالات وتشريد ياتي من قبل الطلاب الإسلاميين بالتعاون مع الاجهذة الامنية وبالتالي يصبح ذات الداعين للمنابر؛ وكأنهم ينضمون الى قائمة الديمقراطيين الذين يؤمنون بالرأي والرأي الآخر.. وهنا نشير الى أن إغتيال الطالب الدارفوري على ابكر موسى ادريس الطالب بكلية الاقتصاد في جامعة الخرطوم برصاص الاجهزة الامنية، وجرح واعتقال عدد آخر من طلاب دارفور عقب تنظيمهم لمخاطبة سياسية داخل جامعة الخرطوم مارس المنصرم، تندد بالصمت الحكومي على مستوى المركز على اعمال القتل والنهب والتشريد الجارية ضد المدنيين في دارفور بمناطق جنوب شرق نيالا وسرف عمرة والمحليات الشرقية لولاية شمال دارفور الطويشة واللعيت، ما كان هذا الا تعبيراً سلمياً وعدم الصمت عن ما يحدث في دارفور لكن الاجهزة الامنية استخدمت العنف المفرط مستخدمة الرصاص الحي والعصي والغاز المسيل للدموع، حيث ادى لمقتل الطالب على ابكر موسى ادريس الطالب بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، وجرح عدد اخر من الطلاب من بينهم محمد اسحق عبدالله جامعة بحرى، مهند ابوالقاسم عبدالوهاب جامعة الخرطوم، وقال رئيس تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات لراديو دبنقا ان الاجهزة الامنية اقتحمت داخلية الزهراء بجامعة الخرطوم واعتدت على طالبات دارفور بالضرب. واعلن رئيس التجمع عن اعتقال عشرات الطلاب من دارفور لم يتسن الحصول على اسمائهم وعددهم، واكد ان جثمان الطالب الشهيد علي ابكر موسى وهو من جنوب دارفور محلية عد الفرسان نقل الى مستشفى بشائر.. وأعلنت إدارة جامعة الخرطوم عن تشكيل لجنة تقصٍ حول ملابسات الحادث من الأساتذة للتحقيق حول مقتل الطالب علي ابكر وفتحت بلاغين لدى الشرطة تحت المادتين 130 القتل العمد و139 الجرح العمد..ورفض مجلس عمداء الجامعة استخدام العنف وإدخال واستخدام السلاح داخل الحرم الجامعي. وحسب المتحدث باسم جامعة الخرطوم عبدالملك النعيم لقناة الشروق، أوضح أن الطالب المقتول راح ضحية احتكاكات بين الطلاب داخل الحرم الجامعي، وأكد المتحدث باسم الجامعة، أن لجنة التقصي ستحقق حول كيفية دخول السلاح للجامعة، وأكد ضعف الحرس الجامعي في ظل تنامي ظاهرة العنف الطلابي، مشيراً إلى أن القانون لا يسمح للحرس باستخدام «أدوات»، كما أن قوته البشرية غير كافية.ونصح بالاستفادة من التجارب العربية والعالمية، بأن تكون هناك قوة نظامية تحافظ على أمن وسلامة الطلاب.وعزا عبدالملك تنامي العنف بين الطلاب إلى ضعف الحجة فضلاً عن الأحزاب السياسية التي تستخدم الطلاب أذرعاً سياسية داخل الجامعات.. في المقابل حمَّل حزب المؤتمر الشعبي، الحكومة وإدارة جامعة الخرطوم مسؤولية مقتل الطالب، علي أبكر موسى مؤخراً، وأكد أن التقرير الجنائي أثبت وفاته بطلقة (كلاشنكوف) على بعد (18) ياردة، وأعلن وقوفهم مع (القصاص)، وعدم دعمه لمسألة الإفلات من العقاب. لم تمر ايام على مقتل الطالب علي ابكر فقد إعتقلت الاجهزة الامنية ( 3 ) من طلاب دارفور ومحامياً دارفورياً حسب البيان الصادر من تجمع روابط طلاب دارفور، واوضح البيان ان نظام الخرطوم واجهزته الأمنية كثفت حملات إلاعتقال تجاه نشطاء تجمع روابط طلاب دارفور وعرقلة وإيقاف نشاط التجمع الساعي للوصول إلى قتلة طالب جامعة الخرطوم الشهيد علي أبكر موسى، وتوصيل رسالة طلاب دارفور ورأيهم تجاه ما يحدث ويجري فى دارفور من قتل واغتصاب ونهب وتشريد واكد البيان أن مسيرة التجمع وطلابه لم ولن تقف بالإعتقال والقتل والترهيب والطلاب الثلاثة الذين تم اعتقالهم هم إبراهيم صالح، وعلي أحمد علي، والرضي علي ابراهيم، الى جانب المحامي الصادق حسن. بينما تتواصل مسلسل قتل وتشريد طلاب دارفور وتكتيم حريتهم وقمعهم فقد شهدت جامعات نيالاوالفاشر بغرب السودان طوال نهار الخميس اجواء من التوتر الشديد، كما لم تسلم جامعة الخرطوم من ذات الوضع فى اعقاب تجمع عشرات الطلاب وقال مصادر مطلعة ل"سودان تربيون" من نيالا بولاية جنوب دارفور ان الاجهزة الامنية فى الولاية نفذت حملة اعتقالات واسعة فى مواجهة الطلاب وعمدت الى ضرب واعتقال بعضهم من داخل الحرم الجامعى واستخدمت الغاز المسيل للدموع مما تسبب في اغماءات وسط الطلاب .وطبقا للمصادر فان الاجهزة الامنية تدخلت لفض احتجاجات قادها الطلاب بسبب اعتقال زميلة تحدثت فى مخاطبة سياسية داخل الجامعة وكالت الانتقادات الشديدة للحكومة بسبب تردى الاوضاع فى الاقليم واشارت الى ان الطالبة اقتيدت الى السجن منذ ثلاثة ايام وان زملاءها نفذوا اعتصاماً مطالبين بالافراج عنها... وفى الفاشر عاصمة شمال دارفور عاشت جامعتها توترا لليوم الثانى على التوالى اثر مقتل طالبة بكلية التربية داخل الحرم الجامعى الاربعاء عندما فتح مسلح النار عليها وارداها قتيلة فى الحال ثم ينتحر خلفها برصاصات عديدة اخترقت جسده . وطبقا لشهود عيان فان النظامي الذى قتل الطالبة كان على علاقة عاطفية بالقتيلة لكن ذويها رفضوا زواجه منها، وتقدم لخطبتها اخر واكتملت مراسم عقد القران فى اليوم السابق للحادثة مما حدا بالجاني لاغتيال الطالبة والانتحار. وتجمع العشرات من الطلاب الخميس بجامعة الفاشر احتجاجا على الحادثة مطالبين بالتحقيق فى كيفية دخول شخص مسلح الى الجامعة واضطرت ادارة الجامعة الى اخلاء السكن الداخلى للطاليات وتعليق الدراسة فى جميع الكليات واخراج الطلاب منعا لتطور الاوضاع. وفى جامعة الخرطوم ايضا تجمع مئات الطلاب امام مبانى الادارة احتجاجا على تاخر الكشف عن نتائج التحقيق فى مقتل الطالب علي ابكر الذى اغتيل قبل نحو ثلاث اسابيع اثناء احتجاجات طلابية على الاوضاع فى اقليم دارفور، وشجب الطلاب الذين حملوا صورا للقتيل مسلك الادارة وما اسموها هروبها المستمر بتعليق الدراسة، و دعوا للاسراع فى الكشف عن الجانى. [email protected]