في خطوة تشكل تصعيدا جديدا لملف منطقة حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر دشن وزير الدفاع المصري المستقيل والمرشح لرئاسة الجمهورية عبد الفتاح السيسي حملته الانتخابية من حلايب عبر زيارة قام بها الى المنطقة الخميس الماضي والتقى خلالها عددا من مشايخ ﻭﻋﻮﺍﻗﻞ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻌﺎﻓﺮﺓ ﻭﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈتى ﺃﺳﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﻫﺎﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ "ﺣﻼﻳﺐ – ﺷﻼﺗﻴﻦ – ﺃﺑﻮﺭﻣﺎﺩ – ﻭﺍﺩﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﻰ – ﺃﺑﻮﺳﻤﺒﻞ" ووفقا لما ورد في الاخبار فان الاهالي تجمعوا لتأييد ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية. قضية حلايب منذ تجددها وٍ بروزها في العام 1992م كمنطقة نزاع بين مصر والسودان بسبب اعتراض مصر على منح الحكومة السودانية لشركة كندية حق التنقيب عن الذهب والبترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب تتجدد مع أي تجدد او تحول في العلاقة بين البلدين او بسبب الاختلاف في وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للاقليم ، فيقوم الطرف المصري بالاعلان عن ان حلايب مصرية ، وفي اغلب الاحيان فان مصر تتولي زمان المبادرة بفتح هذا الملف ، متجاوزة بذلك الاعراف والاتفاقيات والتحكيم الدولي الذي يحق له الفصل في قضايا النزاع على الحدود دون غيره ، وفي المقابل ظلت الحكومة السودانية تتخذ مواقف وصفت بالمتأنية تجاه القرارات المصرية بشأن حلايب وفي اغلب الاحيان لا تتبنى قرار يفند الادعاءات المصرية بدعوى الحرص على المحافظة على العلاقة مع مصر. ويبدو ان التوجه المصري الجديد جاء نتيجة للتحولات التي اعترت العلاقة بين البلدين مؤخرا لا سيما بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي من الحكم بالبرغم من الموقف الرسمي الذي اتخذته الحكومة السودانية من عزل مرسي واعتبرت الامر شأن داخلي الا انه في حقيقة الامر فان ان المرجعية الاخوانية للنظامين أوجدت تضامن غير معلن رسميا من النظام في الخرطوم مع مرسي ما ادى الى توتر في العلاقة بين الخرطوم والقاهرة رغم تأكيد الطرفين على انها تسير بصورة طيبة ، وايضا فان الزيارة التي قام بها امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان الى السودان الاسبوع الماضي وما وجدته من ترحاب واهتمام في ظل قطيعة بين قطر وعدد من دول الخليج لم تكن بمعزل عن التوجهات المصرية الجديدة تجاه الخرطوم نتيجة لموقف دولة قطر الراعي والداعم للجماعات الاسلامية في المنطقة لاسيما جماعة الاخوان في مصر . وقد سبق تدشين حملة السيسي بحلايب تاكيدات مصرية ابان تأييد السودان لقيام سد النهضة الاثيوبي على ان حلايب مصرية مائة بالمائة كمحاولة للضغط على الحكومة السودانية لتعديل موقفها من قيام السد الذي ترفض مصر قيامه ليكون الملف قد تم فتحه اكثر من مرتين خلال الفترة التي اعقبت الاطاحة بمرسى في حين ان القضية سادها نوعا من السكون طول مدة العام التي حكم فيها مرسي مصر ما يشير الى عودة العلاقة بين البلدين الى الوراء . وربما يكون تدشين حملة السيسي من حلايب بمثابة رد على الحكومة السودانية التي اعتمدت حلايب في انتخابات 2010م كدائرة انتخابية تابعة لولاية البحر الاحمر وأعتبرت سكانها سودانيون ويحق لهم التصويت . بداية السيسي لحملته الانتخابية من حلايب تثير المخاوف وتعمق الاحساس بفقدان المنطقة اذا ما أخذ في الاعتبار الترحاب والتأييد الذي وجده من قبل الاهالي هناك بجانب السعى الخفي لمصر لانتزاع حلايب عبر آلية التاثير في سكنها وخلق روح الانتما لمصر فيهم وسط غياب تام –وفقا لاهل حلايب – للحكومة في المنطقة وفي هذا الصدد كشف النائب البرلماني عن دائرة حلايب احمد عيسى عن جولات تقوم بها بعض القنوات الفضائية والصحف المصرية على فيافي حلايب للاستماع الى اراء المواطنين بخصوص الجهة التي يرغبون الانضمام اليها وقال " هذا الامر يحدث ولاول مره في تاريخ المنطقة " واضاف " كل الناس هناك لانهم مقلوب على امرهم وتعرضون لتعذيب وضغوطات اكدوا ولاءهم وتبعيتهم لمصر " وكشف عن حملات مماثلة لتمليك المواطنين عربات وغوارب باقصاد مريحة وقال ل"الخرطوم" امس " رغم الاوضاع الصعبة التي تمر بها مصر الا ان مواطني حلايب يجدون اهتمام بالغ " وتابع " كل الخدمات متوفرة الصحة والتعليم والطرق جميعها تمت سفلتتها " ومضلا قائلا " نحن في حلايب نجد رعاية اكثر من سكان القاهره هذه الايام " واضاف " لو استمر هذا الاهتمام وتوفير الخدمات سيأتي الذين هم خارج المثلث الى داخل حلايب " ، واتهم حسين الحكومة بتجاهل القضية وعدم الاهتمام بالمواطنين في المنطقة وترك الحكومة المصرية وحدها تكسب تعاطف المواطنين يوما بعد يوم –حسب قوله. وطالب الحكومة المركزية دون الولائية بان يكون لها وجود في حلايب بدعم المواطنين وتوفير الخدمات لهم وان تخطو خطوات واضحة وسريعة لانقاذ الموقف " وقال " الناس هناك عندها حب في السودان وليس لديهم أي رغبة في الانتماء الى مصر ولكن بهذه الصورة سيذهبون الى مصر " وعاب على الحكومة معاملتها طلاب حلايب الذين تخرجوا من جامعات مصر كاجانب واشار الى انهم درسوا في مصر لكنهم سودانيين كما استنكر مصادرة عربات سكان حلايب من قبل شرطة المكافحة عن دخولهم الى الارضي السودانية بدواعي انها تحمل ترخيصا مصريا ولفت الى ان هذه الممارسات كلها محسوبة . غير ان هذه الاساليب والإغراءات التي تقوم بها مصر تجاه مواطني حلايب اعتبرها الكثيرين محاولة لفرض سياسية الامر الواقع وهي سياسة مرحلية وغير دائمة باعتبار ان المنطقة سودانية بشهادات دولية وقال عضو كتلة نواب الشرق بالبرلمان محمد طاهر اوشام معلقا على تدشين حملة السيسي من حلايب ان التوجه فيه تعدى واضح لسيادة البلاد ونحن نستنكر ونرفض هذا الامر وقال اوشام ل"الخرطوم" مس الزيارة فيها رسالة وابتزاز سياسي واضح للحكومة في حين لفت الى ان موقف الحكومة تجاه حلايب يكتنفه نوعا من الضبابية ونوه الى ان الطرق والخدمات التي نشط المصريين في تقديمها لاهل حلايب ما هي الا محاولة لفرض سياسية الامر والواقع وقال هذه ساسية مرحلية وان حلايب سودانية مهما فعل الاخوة المصريين " دعا لوضع آليات بين مصر والسودان لحل القضية . [email protected]