في يوليو من العام الماضي وفي ما كان والي البحر الأحمر محمد طاهر ايلا في رحلة استجمام ونقاهة خارج السودان *انعقد مجلس شورى المؤتمر الوطني ببورتسودان ..دون مقدمات طرح المجلس المؤقر فكرة ترشيح إيلا لدورة ثالثة..لم يكن الامر مطروحا في أجندة الاجتماع ولكنه كان هاجس في رؤوس رجال حول الوالي..امس الاول نقلت الزميلة السوداني مطالبة ذات النافذين في الحزب بضرورة خرق الدستور الذي حدد اجل الوالي بدورتين لا غير ..محمد ادم حامد عضو مجلس الولايات الزائر لبورتسودان اكد رفضه لأي تشريعات تمنع إيلا من الترشح لمرة ثالثة بل ورابعة..فيما اكد السيد احمد همد نائب إيلا في المؤتمر الوطني ان مسالة *ترشيح ايلا محسومة و لا تحتاج لنقاش.. لم ينس الشيخ همد شكر رئيس الجمهورية الذي كان قد ايد من قبل اعادة ترشيح إيلا لدورة ثالثة. لم يكن إيلا وحده الساعي لخرق الدستور الذي جعل اجل الولاية العامة دورتين وبعدها يتقاعد المسئول..والي شمال دارفور عثمان كبر حاول متسللا ممارسة التهديف في المرمي حينما تولى إمارة الحركة الاسلامية لدورة ثالثة رغم انف اللوائح المنظمة..بعدها اضطرت الأمانة العامة للحركة الاسلامية للتدخل *وفشلت مخطط كبر الذي كان بروفة لإصابة ولاية جديدة في حكم شمال دارفور..لم تغضب قيادة الحزب الحاكم وتشهر البطاقة الحمراء في وجه غازي *صلاح الدين الا حينما استعان بالآلة الحاسبة ونظر في كراسة الدستور ليتأكد ان كان بإمكان الرئيس البشير الترشح مجددة لولاية ثالثة بالقصر الجمهوري. فيما مارس الاستاذ على عثمان رشد سياسي حينما رفض الترشح لإمارة الحركة الاسلامية للمرة الثالثة..الشيخ علي عثمان تجاوز ضغوط الطامحين الذين حاولوا تقديم الشيخ للإمارة *مرة اخرى بحجة ان اللائحة لا تسري بأثر رجعي ..الا ان علي عثمان ذكرهم بضرورة الالتزام بروح اللوائح الهادفة للتغيير والإصلاح لا نصوصها الجامدة . بصراحة يحب الا نقلل من الأصوات الصادرة من اقصى المدينة والتي تهدف الى تجاوز نصوص دستورية صريحة..هذه الدعوات الولائية تعتبر جس نبض لتحسس أحوال الساحة السودانية ويمكن اعادة تبنيها على نطاق مركزي..ومن المتوقع أيضاً استخدام فكرة تصفير العداد عبر اقتراح دستور جديد يجب ما قبله. نعود لوالي البحر الأحمر الذي مازال نافذين في حزبه يرددون في كل مناسبة ان إيلا باق في منصبه رغم انف الدستور..بداية يجب الإقرار بان الرجل وضع بصمة على خارطة البحر الأحمر و أقام مشاريع تنموية غيرت من وجه الحياة في تلك الولاية البعيدة..مثل هذه الانجازات يجب ان تكون رافعة سياسية تجعله مؤهلا لمنصب ارفع *مثل تقديم نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية او في اقل الطموحات واليا على العاصمة القومية. في تقديري ان على جميع السودانيين في هذه اللحظة التركيز على احترام الدستور القائم الذي أوضح بجلاء الآجال الدستورية في كافة المستويات ..وحافظ بوضوح على *المباديء الدستورية التي توفر العيش الكريم لكافة المواطنين..دستور 2005 الذي تحاول الحكومة تجاوزه جاء في ظرف افضل فيه توازن للقوى بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ..مثل هذا الوضع غير متوفر الان..لهذا علينا ان نعض بالنواجذ على هذا الدستور ونطالب بتعديل القوانين التى اراقت دم الدستور وجعلته مستباحا..لا نحتاج لدستور جديد بل الالتزام بنص وروح الدستور الحالي ..هذه الحقيقة يجب ان تكون حاضرة على طاولة المائدة المستديرة التى دعت لها امس رئاسة الجمهورية. [email protected]