رحل السحاب والغيم كشف في بلادنا وانقشع الضباب والجو حِمَى ، والنار بتحرق كُلْ مراعينا وسهولنا في المراتِع والهِضاب وحقولنا محزونة وتنوح عطشانة جفّت وبالعشم شربت سراب رحل المخضّبة إيدو بتراب الوطن ودّعنا بشويش انسحب فارقنا غاب بكت الجموع .. زرفت دموع .. ومياهنا في النيل إنزوت حزنانة عمّاها الوجوم محسورة تنتظر التساب رحل السحاب الكان بيسقي بلادنا في كل الصحاري والروابي والشِعاب ومن بعدك أصبحت الأرِضْ قفراً يباب *** سكت الغمام الكان بيروي أرِضْنا من درر القصائد والكلام سكت الفريد في عصرو كان يسقينا من طيب المعتّق من رحيق فيض الرجالة والعدالة والسلام كان يكتب الأنشودة شان يفرح فقير وقصايدو تدخل دون إذن تتهادى ما بين الصدور والدندنات تُسْكِت صراخ طفلاً رضيع راجي الفِطام رحل الغمام *** رحل العفيف العاش حياته بسيطة بين الناس دوام هادي ولطيف ما مدّى إيديه لي بشر رغم المعاناة مع المرض رغم الظروف ما هادن الحكام في يوم ما عاش حياته خداع وزيف ساكن زنازين السجون جوّاها ينسج في الحروف تخرج تطوف بين الجموع وسط الصفوف ترفع هتاف ما فينا واحداً كان بخاف وتواجه العسكر تقيف ما شفنا فيها هروب وخوف رحماكَ يا رب يا لطيف تلطف بشاعرنا الشفيف العمرو كلو قضاو نضيف في داره يجلس في خشوع وسط الضيوف وكأنه ضيف رمز الإباء والكبرياء أستاذنا محجوب الشريف *** رحماكَ يا رب العباد رحماكَ بي رمز الجهاد أنزل شآبيب رحمتك والزمنا صبرك والثبات بشجاعته كان ينثر رماد في وجه حكّام الفساد السرقوا خيرات البلاد والفاقوا أكبر مجرمين في العالمين فرعون وهتلر وبنيامين قوم نوح ولوط وثمود وعاد عزالدين حسن محجوب أبريل 2014م [email protected]