تنام مدينة نيالا على ظلم و تصحو على ظلم وتمسي على ظلم وتستنشق الظلم ؛و للظلم أنياب وأظفار تقطع وتطحن قاطني المدينة دون رحمة أو كلل حتى بات الظلم جزء من ملامح المدينة ؛ لا احد يستطيع ان يرفع صوته ضد الظلم وأصبح الحديث عن الظلم والفساد من المحرمات ؛ لاذ الكل بالصمت كصمت أهل المقابر بل يخاف الظالم أحيانا عند حلول الظلام من أهل المقابر أكثر من الأحياء أنفسهم لان الحي لا حياة له في هذه المدينة؛ لكنه يمشي ويأكل ويشرب ويلبس وينام ويرى الأشياء بأم عينة ويسمع بإذنيه لكن في الحقيقة هو أعمى وأبكم ؛اختار لنفسه هذا الموقف لأنه حكم على المسألة مسبقاً ووجد انه لا طائلة له من حمل أعباء النتائج لان الظلم محمي بمجموعة من اللوائح والقوانين والتشريعات المحلية 0 اعتادت الولاة المتعاقبة على ولاية جنوب دارفور بتعين جيش من الدستورين من وزراء ومعتمدين ومستشارين وتشرعين وغيرها من المناصب الوهمية التي لا تقدم شي للمواطن مما سبب عب على ميزانية الولاية الذي يتحملها المواطن الجزء الأكبر هؤلاء الدستورين يتفننون في رسم الخطط للحصول على مصادر مالية وهذه الأموال لا تنعكس في شكل خدمات للمواطن ؛ الكل في سوق نيالا يعلم كيف تلاعب المسئولين في ممرات وساحات السوق وأصبحت كثير من ممراته ضيقة لا يمرر عربة ناهيك عن شاحنة كبيرة وأصبح السوق مصدر قلق للتجار في فترة الخريف لعدم وجود مصارف لمياه الأمطار وخير شاهد على ذلك العام الماضي 0 وأيضا لم تسلم الساحات في الأحياء من التطاول عليها ؛ تمت بيع كثير من الساحات دون استحياء أو خجل ولم تترك ساحة لإنشاء مدرسة أو مركز صحي أو نادي لرعاية الشباب ؛ وعندما انتهت هذه الساحات لجأت أصحاب السمو إلي الشوارع الكبيرة وبالفعل تم بيع بعضها على أعين المواطنين وهم لا حيلة لهم 0 في الأسبوع المنصرم خرج استأذنا الفاضل ؛مربي الأجيال المبجل؛ الإمام التقي الورع والخطيب المفوهة الذي يعتلي عرش معتمدية نيالا شمال بقرار مفاده فرض رسوم عشرة جنيهات على كل بيت ومتجر مقابل توفير حماية أمنية لمواطني نيالا شمال بعد ان أشعل في خطبه بان تلك البقعة من أكثر الأماكن انفلاتاً للأمن في السودان بهذه السوءات يجوز دفع الجزية ؛ يأيها العزيز هل نضب موارد وزارة الداخلية ؟ وهل عجزت هذه الوزارة التي بناها أبناء السودان المخلصين منذ فجر الاستقلال ان تبسط هيبتها على الخارجين ؟ومنذ متى وزارة الداخلية تمد يدها لمواطنيه مقابل خدماتها لهم ؟وهل رفعت الدولة يدها من وزارة الداخلية ووضعتها في سلة المهملات ؟الم تكن هذه إساءة لحكومتك قبل ان تكون مذمة لوزارة الداخلية ؟ أيها المربي الفاضل ان الأجهزة الشرطية لو تركت لحالها دون ان تتدخل أيادي عابثة لها القدرة ان تردع كل معتد أثيم وتردهم على أعقابهم وتخنقهم في جحورهم؛ ولكن هيهات !انك تعرف جيدا قبل الآخرين من الذي يقف وراء هؤلاء المارقين وتسندهم على ارتكاب الجرائم البشعة؛ وهؤلاء المأجورين لا يتوارون استحياء بل يتبخترون في الشوارع ويعلنون أمام الملا بأنهم فوق القانون والشواهد كثيرة أمام الأجهزة الشرطية والمحاكم ؛ مع انك أكثر دراية بهم ولكن لن تستطيع ان تحجمهم عن ارتكاب جرائمهم ولو جمعت مال الدنيا كلها لان هناك جهات لا تريد استقرار لهذه المدينة ؛ أيها العزيز هذا المبلغ الذي فرضته على بني جلدتك باعتباره جزية وتشجيعهم على قبول العبودية بطريقة ما ؛ كنت أتمنى لو أتى اقتراحك هذا بمسمى أخرى ومن اجل غرض آخر مثل دعم الصحة أو تأهيل المشردين أو حتى دعم مهنة التعليم الذي اكتويت أنت بنارها قبل ان تكون سيداً علينا على الأقل في هذه الحالة نقبل بالجزية ونكون عبيداً من اجل تعليم أبنائنا والحفاظ على صحتهم 0 أيها الشيخ الوقور منذ متى أصبح أهل دارفور عبيداً حتى يدفعوا الجزية ؟ ومن الذي قال لك إننا لا نستطيع ان ندافع عن أنفسنا حتى نقبل بالجزية ؟ نحن في الأحياء فقط نحترم القانون ونجله وننصاع له ؛ في حال إعلان الأجهزة الأمنية عجزها عن حماية المواطن بصورة كلية عندئذ سيكون كلمتنا هي السائدة قبل دفع الجزية 0 وأخيرا ان الحكومة التي لا تستطيع ان توفر أدنى مقاومات الحياة لشعبها عليها ان ترحل غير مأسوف عنها 0 بقلم بحر ضرار [email protected]