ما أن يبدأ المتحدث داخل أى استديو تلفزيونى فى تعداد مآثر مستضيفه .. أو يستفيض فى الشكر والثناء على ( إتاحة الفرصة ) فاعلم يا هداك الله .. أن الضيف هذا ليس لديه ما يقوله.. وأنه لم يكن يستحق ( إتاحة تلك الفرصة أصلا ) أو .. وهذه الأسوأ .. أن ذاك الضيف لا يعلم أن تلك المساحة الزمنية لم تخصص له هو.. بل هى ملك للمشاهد .. وهى تتاح لهذا الضيف أو ذاك ليدلى بدلوه فى ما ينفع الناس .. وإذا كان المشاهد قد إعتاد على سماع آيات الشكر والإمتنان .. للقناة .. والمذيعات .. والمخرجين والمنتجات .. فإن ضيفا للنيل الأزرق قد أتى يومها أمرا نكرا ..! منذ أسابيع وكثيرون يتابعون بإهتمام شديد .. برنامج حالة إستفهام الذى تقدمه فضائية النيل الأزرق كأفضل تحقيق تلفزيونى فى هذه الآونة .. (بل ويبشر بمستقبل عظيم للفضائية .. إذا مضت حكاية الحريات الى غاياتها ) .. وذلك بعد توغله .. أى البرنامج .. فى سوق الدواء .. تفكيكا لطلاسم الفوضى الضاربة أطنابها فى ذلك السوق .. وعلى مدى حلقات طرحت العديد من الملاحظات .. والإتهامات والإستفهامات .. حتى كان ذلك اليوم .. أمسية الأربعاء الماضية .. حين بدأت مقدمة البرنامج الصحافية المعروفة نسرين النمر .. بما يشبه الإعتذار لمشاهديها .. كونها تقدم حلقة مختلة .. يغيب احد أضلاعها .. وكيف أن ضيوف اليوم غابوا عمدا عن حلقات سابقة .. ثم عادوا وتمسكوا بالإنفراد بالحلقة .. مما غيب الطرف الآخر .. ! ولا شك أن المشاهد كان يلهث للإلمام بأطراف ذلك الحديث الخطير .. ويحاول فهم ما بين السطور .. حتى القى أحدهم تلك القنبلة الفسفورية المضيئة التى كشفت كل شىء .. بل ووضعت كل ما بين سطور المذيعة .. أو مقدمة البرنامج .. فى العراء .. وعلى الهواء مباشرة .. قال أحد الضيوف ما معناه .. نشكر السيد وزير الإعلام على إتاحة الفرصة لنا للحديث فى هذا البرنامج ....!!!!!!!! اصابنى الذهول إبتداءا .. ثم طفقت ابحث عن علاقة وزير الإعلام بالمتحدث .. فهو ليس وزيرا حتى يكون التفسير أنهما ربما التقيا فى مجلس الوزراء .. مثلا .. ولكن ..المذيعة نفسها قدمت فى فاتحة الحلقة ما يفيد أن أقدام فريق البرنامج قد حفيت خلف هذه المجموعة للمشاركة فى البرنامج فرفضت أوتمنعت .. إذن ما هى المشكلة ..؟ ولماذا تدخل وزير الإعلام لظهور هذه الجماعة فى هذا البرنامج .. وبهذا الشكل .. ؟ الذى يعلمه كل من له صلة بالعمل التلفزيونى أن فريق البرنامج هو الذى يختار موضوعه ويحدد ضيوفه ويدعوهم .. أما أن يتدخل وزير الإعلام فى تفاصيل عمل يومى لبرنامج تلفزيونى فهذا ما يثير من الريب والظنون ما يستدعى تدخل البرلمان .. للسؤال على الأقل .. كيف يتحول وزير الإعلام بى (حالو ) الى منتج فى برنامج تلفزيونى ..؟؟ ما هو الدافع .. بل ما هو الحافز .. حتى يتجشم وزير الإعلام عناء الخوض فى هكذا تفاصيل .. ولا تقل لى أنها جهة حكومية .. فكم هى الجهات الحكومية التى إستضافها ذلك البرنامج .. وغيرها من البرامج وتم .. نتف ريشها .. على الهواء .. دون أن تستعين بوزير الإعلام .. أو لجنة الإعلام .. أو إدارة الإعلام ..؟؟؟!!!! ودا كلو كوم .. وتلك الوثيقة التى فاجأت بها مقدمة البرنامج ضيوفها .. بتاعين وزير الإعلام .. كوم تانى .. فبعد أن اكد ذلك المتحدث الذى يعلم كل شىء .. كونه صيدلانيا .. وغيره لا يعلم أى شىء .. أن المعمل القومى مرجعى .. قراراته قطعية الدلالة ..فاجأته الأستاذة نسرين .. لا فض فوها .. بوثيقة تؤكد رفضهم لقرار من المعمل القومى يؤكد عدم مطابقة (صبغة ما للمواصفات ) .. وأنهم سمحوا للمستورد بتوزيع الصبغة بما فيها من سميات .. ؟؟!!! ترى هل حضر منتج الحلقة .. عفوا وزير الإعلام .. نهاية حلقته ..؟ [email protected]