مشاهدو البرامج التلفزيونية في السودان.. خاصة النساء والفتيات يداومون على متابعة برامج تقوم بتقديمها مذيعات من الجنس اللطيف.. ً مقدمة البرامج لا هم لها قبل دخول استديو التلفزيون سوى التأكد «100%» من أناقة وجمال مظهرها- مكياج و نوع ولون وتطريز الثوب ونقشة الحناء والخواتم والغوائش التي تظهرها بطريقة تبدو عفوية ولكنها في الحقيقة مقصودة لنيل إعجاب المشاهدين وخاصة المشاهدات أو بالأحرى حسدهن.. وهات يا تعليقات إيجابية وسلبية على لبسة ومكياج مقدمة الحلقة.. نقشة حناء المدبغة.. وخواتم فلانة وغوائش مقدمة حلقة لا تعرف تاريخ استقلال السودان ولا أول رئيس حكومة سودانية.. يعني باختصار فإن من أعلى الحلقات التلفزيونية مأخوذة عندنا في هذا البلد المنكوب لا تعني بالضرورة فحوى الموضوع الذي يتم مناقشته.. وإنما بمظهر مقدمات الحلقات وجمالهن.. وللأسف قرأت ما يشبه الاستطلاع يوم السبت في «الرأي العام «احتلت فيه الإعلامية نسرين النمر المركز الأول.. فإذا عرفت أيها القارئ الكريم سبب فوز الاستاذة نسرين بالمركز الأول - ما تستغرب في هذا الزمن العجيب- فحسب ذلك الاستطلاع العشوائي فإن نسرين جاءت في قائمة المعجبين لأنها «تتميز بارتداء التوتال وببساطة التطريز» تخيل! ياناس الأستاذة نسرين واحدة من افضل الإعلاميات في البلاد وافضل مقدمة البرامج التلفزيونية في السودان.. فلماذا يهتم الزملاء فقط بمظهرها؟ ويجهلون ابداعاتها؟ أعترف أنني قلما أهتم بالبرامج التلفزيونية السودانية.. فإنني هذه الأيام بالذات أتابع الاوضاع في السودان ومصر وسوريا وبلاد أخرى في الفضائيات العربية والأجنبية- أوضاع مأساوية .. أساهر لأواخر الليالي لمتابعتها.. وذات ليلة لاحظت ان الحاجة أم العيال تتابع باهتمام غير عادي برنامجاً تلفزيونياً فتوقفت لدقيقة لمعرفة سبب اهتمامها فانقلبت الدقيقة إلى ساعة كاملة.. ولم تكن مقدمة ذلك البرنامج سوى الاستاذة نسرين.. ومنذ تلك الليلة أحاول بقدر الإمكان الحرص على مشاهدة حلقات نسرين في النيل الأزرق.. فقد تميزت نسرين خلافاً لزميلاتها في القنوات الأخرى- باختيارها الموفق جداً لضيوف حلقاتها.. المهتمين حقيقة العارفين بدقائق القضية ذات الصلة..