ضحك الطاهر وقال: غايتو الله يرحم الشيخ ود حمدان، والله رجل ما بيتعوض كرم وأدب وتواضع ، كان متميز حتي وسط أولاد عمو ناس شيخ الصاوي وشيخ بدر، بمحبتو واحترامه الشديد للكبير والصغير، وكان يحب النكتة، مرة واحد من حيرانه شيخ عثمان ود فاطمة قاعد يتونس معاه، الشيخ قال ليه يا عثمان سمعنا ولدك ساتي بقي غناي وبقي يغني في الاعراس بالقروش والكلام دة حرام ، فقال عثمان : ما قاعد يجيب لينا المصاريف!، ويضحك الشيخ من رده، وكان يضحك دائما من كلام شيخ الصاوي وذات مرة قال له : يا الصاوي انت ليه ما قعد تحضر معانا صلاة الصبح في المسيد وكان الوقت شتاء في شهر طوبة، قال له ما شايف الامين ود محمد قاعد يحضر رغم ان بيتهم ابعد من بيتك، وكان الأمين في شبابه مشهورا بأنه هو من يطلق الرصاص في حفلات الاعراس ليعلن عقد الزواج فتزغرد النساء وذات مرة أفلت البندقية من يده فقتلت الطلقة امرأة عجوز، حبوبة ناس بابكر ود النور، ماتت العجوز وعافاه اهلها. فيقول شيخ الصاوي لشيخ النور: شيخ الامين ليه حق يطق المشوار .. كاتل رقبة، انا ذنبي شنو في البرد دة !. أنا لو محل شيخ الأمين أقعد الليل كله أصلي وأبكي! قال الزين ود الحاج وهو ينفض التراب من جلبابه: غايتو شيخ الصاوي مافي زول قدر يمقلبو غير فارس المجنون، حكي لي فارس مرة قال: مرة انا قاعد في البيت في امان الله افكر يا ربي الليلة حنلقي حق العرقي وين، سمعت واحد خبط الباب، فتحت لقيتو عثمان الفقري وطبعا عثمان انت عارفو ما سموه فقري ساكت اذا داير منك حاجة يفضل وراك بالليل والنهار لغاية ما تكره روحك وتديه حقو بالزيادة عشان يتحل من رقبتك، فتحت الباب لقيتو واقف زي الشيطان، قلت ليهو اتفضل قال ما داير معاك كلام داير الامانة، يقصد الف جنيه كان شلتها منو يوم في سوق السبت الله يجازي المرة كلو منها. المهم فكرت القي منو يحلني من الورطة دي اتذكرت شيخ الصاوي طبعا زي ما انت عارف كان عندو مشاكل مع الوالد في أرض واشجار نخيل، حتي أبوي قالوا كان عنده قولة مشهورة ، أيام قالو شيخ النورود حمدان كان عيان بقي شيخ الصاوي يجي يصلي بالناس الجمعة، أبوي مشي يصلي لقي شيخ الصاوي طلع المنبر قام طلع من الجامع قبل الصلاة، الناس سألوه ليه ما صلي قال ليهم ناس شيخ الصاوي يوعظوا فينا ويقولوا الدنيا يومين اتذكروا الموت ويزحفوا علي واطاتنا ونخيلنا!، اتوكلت مشيت عليه، وقلت للسجم عثمان الفقري اقعد لغاية ما القهوة تجهز انا راجع ليك، كنت شوية ملخوم خايف ارجع فاضي ويشيل عثمان الفقري حالي، نسيت حتي ادق باب بيت الصاوي، دفرت الباب ودخلت، اول مرة اعرف انه فكي كنت قايل الزول بيستهبل ساكت لامن يتكلم في السوق ويقول للناس تعالوا لي انا بعالجكم، ومرة قالوا قال للطيب ود بشير وكان عندو مشكلة مع ناس الامن، مرة وقف في السوق وسط الناس وشتم الحكومة علي الغلاء وعلي الشباب البيودوهم يموتوا في الجنوب وقال بالله المنافقين يودعوا الاولاد المرسلنهم الجنوب يقولوا ليهم : أها نتقابل في الجنة! فرسلوا ليه استدعاء عن طريق اللجنة الشعبية، واحد اظنه الطاهر ود ابراهيم والا مين ما عارف قال ليه احسن امشي لشيخ الصاوي قالوا عندو حاجات قوية يعملها ليك يحميك من الناس ديل لأنو الشايفو كدة انت مدقوق مدقوق! الغرقان يتعلق بقشة مشي لشيخ الصاوي اداه حجاب وقال ليه بعوضة ما تقدر تهبشك! عليك امان الله الزول صدق ومشي ناس الامن دقوه دق الرخصة! وجابو رموه في الحلة جنازة، لامن اهلو بقوا يستعدوا للفراش، شهر كامل ما قادر يفتح خشمو ولا يتحرك، كل عضمة في جسمو براها، قعد ابراهيم البصير قصادو شهر يرص في العظام ويجبر الكسور لغاية ما الزول اتحرك واهو لغاية الليلة بعكازين! اها انا كنت قايل قصة شيخ الصاوي فكي هزار ما جد، لغاية ما دفرت الباب لقيت زولك قاعد وسط النسوان يكتب في البخرات، اول الباب اتفتح رفع رأسه ونهرني : الجابك هنا شنو يا ابن الكلب! جاي تتم البداه ابوك!، قاطعته زوجته التي كانت تقدم الشاي للنسوان، يا شيخ الصاوي ما تصبر تشوف الجاب الولد بدري كدة شنو يمكن امر مهم. دخلت بعد كلام زوجته وجلست صامتا اراقبه وهو يعطي النسوان البخرات ويصف لكل واحدة بعد ان يسمع مشكلتها طريقة الاستعمال واحضرت لي زوجته كوب شاي شربته بسرعة وفي تلك الاثناء كان هو اثناء كتابة البخرات يلتفت نحوي كل شوية شاتما: وكمان تشرب في الشاي مش كفاية أبوك أكل حقنا! راقبته وهو يمارس عيادته الجماعية ولاحظت انه يعرف مشاكل النسوان حتي قبل ان يحكوها له، يقول لفاطمة بت النور : اها الراجل استعدل ولا لسة مفكر في العرس، فتقول له لسة تراه يفتش في واحدة صغيرة! فيقول لها ولا يهمك انا اعمل ليه مصيبة تخلي ذكره ما يتحرك ولا حتي للبول!!! واغرب حاجة هو بيسأل كل مرة قبل ما يديها البخرات سؤال تقليدي يقول ليها : بتصلي ؟ لأن المفروض اذا المرة ما بتصلي ما يديها البخرات قام ادي بت عمك بشير الساكنة الخرطوم بخرات مدت ليه القروش وفي اللحظة دي سألها : انتي قاعدة تصلي؟ اتفاجأ وكت قالت ليه لا ، ما عرف يعمل شنو وهو مادي البخرات والقروش ممدودة ليه! قام حسم امره بسرعة مسك القروش ورمي ليها البخرات وقال ليها : تصلّي ولا ما تصلّي انا مالي!! وكان كل ما اعطي واحدة من النسوان البخرات تعطيه المرأة البياض في يده أو تدس القروش أمامه تحت البساط الذي يجلس عليه، وفجأة انشغل مع سكينة محمد النور المرة البتعيش في السعودية قعد يسمعها باهتمام لأنو عارف ان البياض بتاعها بيغطي معاه حق كم يوم!قعدت تشكي ليه ولدها الصغير لسه بيبول في السرير رغم انه عمره عشرة سنوات. يا زول أنا إنتهزت فرصة إنشغالو مع المرة المغتربة وبس قمت زي الهوا رفعت البساط وخمشت من القروش التحت البساط وجري!وصاحبك وراي جاري زي الكلب ما تقول عمره سبعين سنة! وصوته زي الرعد يكورك: علي الطلاق إنت إبن حلال، أبوك كان عايش كدة!إنت وأبوك عايشين في الدنيا بالنهب المسلّح! التقول هو شغّال بضراعو! رجعت البيت لقيت عثمان الفقري شرب القهوة يمكن خمسين مرة وفطر وقاعد راجي الشاي، يعني خلص حقو بالزيادة وبعد دة قاعد! رميت ليه قريشاتو وقلت ليه يا سجم الليلة كان داير تخرب بيتنا لو ما ربك ستر! من رواية نورا ذات الضفائر [email protected] www.ahmadalmalik.com