البشير وسلفاكير وجهان لعملة واحدة امام مشروع السودان الجديد حيث قاما بتصفية هذا المشروع وقاما بجهد مشترك وبصورة تضامنية لفصل بإنفصال وانقسام السودان. ومارسا نفس السياسات الإقصائية والقمعية في اشعال الحروب والإيغال في الهيمنه وتهميش الآخرين وإنخرطا في هجمات الفساد ونهب الموارد. ليجد الشعبين نفسيهما مشردين ونازحين ولاجئين وهاربين من جحيم الحرب ومن صدف الغرائب والعجائب أن يلوذ بعضهم في بعض وبصورة عكسية حيث الآخر أقل جحيما واكثر احتمالا. في شوارع الخرطوم وفي كثير من مدن السودان يظهر تواجد مواطنين جنوبيين إشتاقت الأمكنة إليهم وافقتدهم كثيرا وفي جوبا وفي كثير من مقاطعات وولايات جنوب السودان ظل مواطنون شماليون يتواجدون برغم ضراوة الأحداث يحتضنهم المواطنون الجنوبيون. تسقط تلك الحكومات وتتداعي بزيفها وسياساتها الموجه ضد الشعب ويصمد الشعب مبتدعا وسائله للمقاومة والبقاء برغم الإنكسار والإنجرار نحو خداع النخب الفاشلة في البلدين وبرغم هدر الآمال والأماني والتطلعات نحو الخلاص / سيظل الشعب صانع خلاصه. وبما أن الوقائع تثبت أن حكومة البلدين دفعت بشعبيهما نحو اتون الجحيم ومجاذر الحروب والإبادة فالشعوب تجترح تواصلها فيما بينها ذاتيا فالمغادرة من الجنوب الي الشمال او العكس بحثا عن الأمان والنجاة وسلامة الحياة قرار اتخذه الآف المواطنين من البلدين يصادفونك في الطريق وفي الأمكنة وبدون أن تؤثر في ذاكرتهم اربعه سنوات من الإنفصال يتجاوزون زيفها وخديعتها ويتطلعون لسودان جديد ديمقراطي مسالم يحقق الرفاة والحياة الكريمة. ويبقي شئ من الألم يعتصر قلوبهم في حلم لم يكتمل وحياة خاضوا ويلاتها واحزانها حروبا متواصله واصوات الثكلي ومناظر الجثث وبرك الدماء ظلت صورا لم تفارق اعينهم. فهل نصمت علي ذلك ؟؟ فالينهض مثقفي البلدين لإقامة اكبر تضامن بين الشعبين بتنظيم الحراك المدني بين شمال وجنوب السودان وليبدا بمساعدة ضحايا الحرب واحتضان وايواء اللاجئين واعادة الدمج ومحو الآثار النفسية للحروب وتعزيز العلاقات الشعبية بين الشعبين وتقديم السند والدعم القانوني للتجنيس واكتساب المواطنة. ولأن حكومات الفساد والإستبداد والإباده هي من تسببت في كل مايعانيه الشعبين تضح اهمية قيام جبهة مشتركة من الناشطين في البلدين للدفاع عن الديمقراطية ومحاربة الفساد والدعوة للسلم. فالشعب الجنوب سوداني والسوداني امام فرصة تاريخية برغم الجراحات وحجم المأساة في أن ينعتق من سجانيه وسفاحية الي رحابة الحرية وبوابات الخلاص المولجه الي حياة كريمة أكثر عدلا وسلما ونهضة وإزدهار. ويبقي سقوط نظام الخرطوم محورا رئيسيا في حدوث تقدم في العلاقات بين الشعبين ، فلن ننسي الحرب الدينية التي أشعلها مواطنين سودانيين في جنوب السودان ومازال يشعل اوارها في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والخرطوم ، ولن ننسي العنصرية والإستبداد عندما صرح بأن حقنه لن يعطوها لهم ولن ننسي اقامة الزبائح والإحتفالات وخطابات الدغمسة عند انفصال جنوب السودان / فهذا النظام يجب ان يسقط الي مذابل التاريخ . لننطلق نحو وحدة قادرة علي بناء دولة تستوفي معايير المواطنه وحقوق الإنسان تجذب وتحضن اليها كل من يتوق للقيم الإنسانية وتهب له الحياة الجديدة وتحقق له الحلم والتطلعات. ولن يتأتي ذلك إلا بأن نبدأ بالمقاومة الشعبية لمن تسببوا في الحرب وارتكبوا جرائمها ونقدمهم لمحاكمات واولهم الهارب من العداله الدوليه السفاح البشير وكافة الأطراف التي تورطت في ذلك. [email protected]