عبدالباسبط سبدرات المحامي المعروف والخبير القانوني، دخل عهد الإنقاذ من الباب العريض، تنقل في جميع مراحلها، حتى صار في أخر أيامه منقباً للتراث السوداني ومقدماً لأحد البرامج بالتلفزيون. بدأ أولى محطاته وزيراً للتربية والتعليم، ووزيراً للثقافة والإعلام ثانياً، ثم وزيراً للعدل ثالثاً، وهي مربط الفرس وممكن الداء ورأس البلاء الذي حل ببلادنا، وحامي عرين الفاسدين، وأخيراً وليس أخراً المستشار القانوني برئاسة الجمهورية، القريب من عش الدبابير. وسبدرات عرف بحبه للشهرة والأضواء، سيرته سيئة الصيت يعرفها الشعب السوداني جيداً. واليوم عندما نتحدث عن سبدرات نتحدث عن حمايته للفساد والفاسدين كمتلازمة أساسية ظلت تحيط بشخصيته المريضة سنيناً طويلة تمادى خلالها في إلحاق الأذى والضرر بأبناء الشعب السوداني، كما نوضح ذلك من خلال النقاط التالية: 1- سبدرات منذ إلتحاقه بركب الإنقاذ، عمل كل في ما وسعه، على إطالة عمر النظام، بكل ما أوتي من قوة وخبرة، بحكم شبكة العلاقات التي نسجها إبان النظام المايوي البغيض، عرف جيداً من أين تؤكل الكتف، وله صولات وجولات مع أهل العصّبة الحاكمة في ميادين الفساد والإفساد، يعرفهم ويعرفونه، عمل بسياسة الضرب تحت الحزام مع كهنة المعبد، ليواري سوءة أخيه، بمبدأ (واحدة بواحدة). 2- قال عنه مرشدهم الروحي، حسن عبدالله الترابي، عراب مشروع الإنقاذ، في بواكير العهد الجديد، لدولة المشرع الحضاري" آتينا به لإجادة فن الحياكة والتطريز، لكن أكتشفنا فيها مواهب خارقة، في التمثيل، الموسيقى، وإجادة الإخراج ، سيناريست من الطراز الرفيع، " بٌهّت دهاقنة المشروع الحضاري في بداية عشيرته الأولى العجاف، في تلوين اللوحة التشكيلية، التي صنعها لنفسه وهي تعجب الزراع وهم يرمون البذرة الأولى وهي أشواق الإسلامين منذ زمن بعيد. 3- مثال آخر، على مزايدة شيخ الإسلام عبدالباسبط سبدرات، عند دخوله أول معسكر للدفاع الشعبي بمنطقة القطينة، مع أهل السبق في جمهوريتهم الإسلامية المزعومة. قال صاحبنا "أني أشم رائحة الجنة" حينها كان صاحبنا أياه، يحمل المصحف بيد والبندقية باليد الآخرى، الهتاف يشق عنان السماء هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه. ولكن هو يدرك تماما إنها مقتضيات المرحلة، تتطلب منه " أن يبيع الموية في حارة السقايين" كما يقول المثل المصري، هو أشبه بحواري سيدنا موسى عليه السلام، يسحر جهلة القوم بمعسول الكلام، يجيد طرق التدليس والمرواغة، وفن المجادلة في ذات الشئ، ونقيضه، سمسار يبيع الوهم في الهواء الطلق. 4- بدأ سبدرات أولى قطرات غيث معاركه الكلامية، فيما يعرف بموقعة " طه القرشي، عندما تولى وزارة التربية والتعليم، في تسعينات القرن الماضي، أطلق صرخة تصك آذان السماء الممدود، بأن القصة المشهورة الواردة في كتاب المطالعة في المرحلة الإبتدائية كانت تشير للرسول الكريم، مما يدل على ذهنية وإنتهازية سبدارات، التي ترى الأشياء بمنظوره هو، لا بمنظور غيره من الخبراء والمختصين من أهل العلم والإختصاص، مما يدل على جهل متعمد كان يرمي من ورائه إلى مأرب أخرى. 5- أخذته العزة بالإثم، في معارك الخراب الممتد، عندما أصدر قراره الكارثي حتى هذه اللحظة، بدمج المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة، في مرحلة واحدة سميّت بمرحلة الأساس، أسقطت منها سنة دراسية كاملة لازالت آثارها باقية، دون أحذ رأي المختصين، من أهل التعليم في المناهج والإشراف التربوي، أبلغ دليل ضعف مخرجات التعليم العام، مما إنعكس كذلك على التعليم العالي، ومخرجاته في الكم والكيف، وهو الآخر لازال يعاني من القرار الإرتجالي من ثورة التعليم العالي، التي قضت على الأخضر واليابس التي بموجبها أسست جامعات تفتقر لابسط مقومات البيئة الجامعية . 6- سبدرات قدّم نفسه قرباناً للمشروع الحضاري منذ أيامه الأولى، وقتها كان الكل يتسابق زرافات وحدانا، نحو الهجرة الأولى، والدنيا الجديدة، التي يصيبها والمرأة التي يتزوجها من جراء الكسب الأول، في العهد الميمون، ودولة المسيرة القاصدة لله ، لكن يا للآسف سقط من جراء ذلك جهابذة أهل المشروع، في لجج الفساد حتى أخمص قدميهم، لم يسلم منهم أحد، إذا كان أهل الكسب والسبق الأول كذلك قد مرغوا جلدهم، في النعيم الزائف، فما بال صاحبنا من الحواريين. 7- لذلك لم أتفاجأ، بأن يكون سبدرات رأس الرمح، في حماية الفساد والفاسدين، وفي الدفاع المستميت عنهم، ناطقاً بأسمهم شاهراً سيفه البتار، في معاركه مع أهل السبق، بلاء حياء ولا خجل، حتى صنف في رأس قائمة الوزراء الفاسدين. 8- أسكره بريق السلطة وصولجانها الزائف، أعمته عن قول الحق، إحقاق الحقوق لشبعنا الكريم ، راح يسدر في غيّه، بأنه ملاقياً ربه رؤية العين، يهندس، ويشرع، ويصيغ القوانيين، واللوائح، التي تحمي الفاسدين ،الذين يعتدون على المال العام جهاراً نهاراً، لا حسيب ولا رقيب، المقولة الجاهزة، هؤلاء أخوتكم حديثي عهد بالدين والدولة، قمة الإستهبال والإستهتار بالقوانيين التي لم يبقى منها شئ، شرع الفساد بترسانة من القوانيين التي تحصّن المعتدين على المال العام. 9- سبدرات لديه معرفة ورصيد كافي بالمفسدين في أرض أهل السودان لكي يصرفه متى ماشاء وكيفما شاء، هو يعلم علم اليقين، بأن العصبة الحاكمة لا تستطيع مجاهرته في القول، وقتها كان يعمل مستشاراً قانونياً لها، يسدي النصح، وسبل الرشاد في كيفية التعدي على المال العام، وإنتهاك القانون واللوائح، التي تجيز التصرف في المال العام، بالطرق غير المشروعة . 10- كان حرياً بسبدرات بدل الملاسنة التي حصلت بينه، وبين وزير العدل، في قضية التحكيم، والتي وصل صداها إلى وسائل الإعلام، أن يكون أميناً مع نفسه متصالح مع ذاته شفافاً، يعمل على نشر كل الجرائم التي تم إرتكابها منذ مجئي الإنقاد في ليل الثلاثنين من يونيو المشؤوم، بدلا من أن يكون طروراً يعوم في بحور الفساد والإفساد، وما قضية شركة الأقطان، إلا واحدة من تلك القضايا الجنانية بإمتياز التي يشوبها كثير من الفساد، حيث لا يجوز التحكيم في القضايا الجنائية، إلا أنه سار في ركب الوهدان وهو الخبير القانوني، العالم بخفايا القانون، طالما أهل النظام يرونه المخرج والمهندس الوحيد لهم، لذلك دائماً يلجأون إليه في أخذ المشورة في كيفية إيجاد المخارج المناسبة للمعتدين، على المال العام ، بحكم عمله في مطبخ كهنة المعبد سنوات عديدة. ( يشهد له مكتبه الخاص ) . 11- لم يؤخذني أدنى شك، بأن سبدرات الذي تعلم في أعرق الجامعات على حساب الشعب السوداني، كان من المفترض فيه، أن يكون من المنافحين، والمدافعين، على أموال شعبنا المنهوبة، من قبل حراس الفضيلة الجدد، وأن يكون من أوائل، وطليعة القانونيين الذين يوثقون قضايا الفساد، والتعدي على المال العام، من أي شخص مسؤول حتى كان لو كان ذلك رئيس الجهمورية، بدلاً من التذاكي، واللعب على الدقنون، وإدعاء المظلومية، في فقه السترة، وأخذ المعلوم. 12- تقاطع المصالح، ونسيج خيوط الفساد، وسلاسله الممتدة من عش الدبابير( أي منزل الرئيس وبقية أشقائه) جعل سبدرات يصف وزير العدل المسكين "بمليكنا العريان" على حسب تعبيره ، هؤلاء الذين تم القيض عليهم، لا يمكن أن يفعلوا ما فعلوه، لولا علم الجهات ذات العلاقة بفسادهم هذا وهو محمي بقوة القانون وحصانة أصحاب الشآن، وما قضية مكتب والي الخرطوم، وحجم المبالغ المنهوبة والتعديات التي حصلت، إلا دليل واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، بأن الفساد ، في بلادنا ،محمي، ومحصّن، ومشرع له من قبل أعلى سلطة في البلاد، بدءً من رئيس الجمهورية، إنتهاء بأصغر موظف في عصبة أهل الحق. 13-ما أبداه سبدارت من إمتعاض ، والدموع التي زرفها، على مشارف حائط المبكى الكافوري، والحالة الهستيرية التي إنتابته من جراء تصريح وزير العدل من أن جهات نافذة لم ييسميها كانت وراء قضية التحكيم، إلا حالة من الحالات المزرية، التي وصلت فيها، في بلادنا من قوة عين أهل المشروع الحضاري، المنادين بتزكية المجتمع، والمجاهرة بأكل أموال شعبنا بالباطل في عهد التيه والضلال. 13- إذا كان لدى سبدرات ذرة من نخوة ورجولة لما تقاضي وتغافل عن حجم الفساد والتعدي على المال العام، والأموال المجنبة، لشراء الذمم وإفساد خلق الله، ولنا في زوجة الرئيس، ومنظمة سند الخيرية، أخوة الرئيس وزوجاتهم، ونواب الرئيس ومستشاريه، ومساعديه، وولاة الولايات، والمنظمات التي تسرح وتمرح بطول البلاد وعرضها في نهب خيراتنا، وما سبدرات إلا بيدق من بيادق الفساد، وشريك أساسي في كل منعطفاته وتقاطعاته، وهو متلازمة أساسية للفساد والإفساد في وطننا الجريح لازمته سنين عمره الطوال. 14- من سخرية الأقدار علينا، أن يتحكم فينا أمثال سبدرات ، وغيرهم من الفاسدين، والفشلة وأنصاف المتعلمين ، ونخب السجم والرماد، لأبد من تقديم هؤلاء جمعياً، للمحاكم يوماً ما ليكون التاريخ شاهداً عليهم ، بعد إسترداد دولتنا التي سرقت بليل بهيم ، يرونها بعيدا ونراها قريبا، ونتمنى ألا نرى أمثال سبدرات في أيامنا القادمات. أنهض يا شعبي مثل طائر الفينيق من فوق الركام.. ( هي لزمة على نسق لزمات أساتذتنا الكرام د. عبدالرحمن الآمين ، د. تاج السرالحسن ، الأستاذ فتحي الضوء ، الأستاذ تيسير حسن إدريس رد الله غربتهم جميعاً وغربتنا كذلك ) [email protected]