يحكى ان أحد الملوك سأل وزير من وزرائه كيف يحكم هذا البلد وكان هذا الوزير داهية فأشار عليه بإتباع سياسية سماها سياسة البيض الفاسد ما هذه السياسية ؟ أن ينادي الملك رعيته وان يطلب من كل واحد منهم ان يأتِ ببيض ويضعه أمام الملك فقد فعل الجميع حتى ينالوا رضا الملك بعد فترة فسد بعض البيض فنادي الملك فيهم ان يأخذ كل رجل ما أعطاه من بيض فذهب كل واحد يأخذ البيض السليم حتى لا يظن الملك بأنه صاحب البيض الفاسد . هنا وقف الوزير ليعلن للملك انه الآن فقط يستطيع ان يفعل بهم ما أراد فقد أخذ كل واحدٍ منهم حاجة أخيه وهذا يظهر أنانيتهم وضعفهم ومحاولات تقربهم من الملك هذا الحالة تشابه الحالة التي تمر بها ولايتنا التي تدار بنفس السياسية سياسة البيض الفاسد خاصة وان للبيض رمزية في هذه الولاية فكل واحد منهم يسعى لإرضاء الوالي بإبعاد شبهة البيض الفاسد عنه ولو كان هذا خصماً على أخيه المهم ان يفوز ولو بطبق بيض ( النبلاء ) ويؤكد للوالي انه لم يوقع على قرار سحب الثقة والنبلاء هي مزرعة الدواجن التي تتبع للوالي . والنبلاء اسم قديم لطبقة ظهرت في العصر الروماني وهم أعالي القوم وهم من يكونون مجلس الشيوخ والسيناتور ومجلس الشعب ( الكومينتات ) وكانت هنالك شريحة أخرى تقوم بخدمة النبلاء تسمى البلهاء وكانوا يتباهون أنهم بلهاء طالما هم في خدمة النبلاء ويدافعون عنهم ويتصدون لكل من يتحدث عن النبلاء وهؤلاء البلهاء يمتلكون لساناً حاداً وعقلاً فارغاً ولا عمل لديهم سوى يستخدمهم النبلاء مقابل حفنه من المال أو رأس من البقر أو ( طبق ) من ( بيض النبلاء) أحياناً ويسلطونهم على من ترتفع أصواتهم للمطالبة بحقوقهم وهذا الفئة تشبه أعضاء المجلس التشريعي التي تزبد وترعد هذه الأيام مدافعة عن الوالي بعد أن أشيع خبر سحب الثقة عنه وبنفس البلاهة التي تتمتع بها طبقة البلهاء في عهد النبلاء يصيح بلهاء السياسية عندنا دون حياء يصفون كل من يتحدث عن الوالي بأنه حاسد وطابور خامس ويرهنون مصير ولاية كاملة بل وحتى إرادتهم في مصير شخص تتقاذفه الآن رياح التغيير التي تنتظم البلاد ومحاربة الفساد والمفسدين والكشف عنهم والرمي بهم في السجون ومزبلة التاريخ دون إشفاق . ويضحك عامة الشعب من تصرفات البلهاء ودفاعهم عن النبلاء ( لا بديل لايلا إلا ايلا ) وهنا يختلف السوق فقد كان النبلاء يبيعون البلهاء بعد دفاعهم عنهم في سوق النخاسة ولكن هنا يبيعهم ايلا في سوق السياسية بثمن بخس دراهم معدودة فقد اشترى ايلا ذممهم يوم ان فوزهم في الانتخابات واستمدوا شرعيتهم من الوالي لا من الجماهير وعامة الشعب وبلهاء السياسية لا تخضع حساباتهم للمتغيرات السياسية التي تسود البلاد فهم عقول فارغة بلسان حاد كما أسلفت وليس لهم طموح ان يكونوا نبلاء يخدمهم الناس فقد اعتادوا على خدمة النبلاء والتطبيل لهم . طبقة النبلاء في العهد الروماني تلاشت بعد ما حدث صراع بينها وبين الطبقات الكادحة التي رفضت سلوك النبلاء مطالبين بحقوقهم المشروعة وبعد ان تطاول النبلاء بسياساتهم الخرقاء وظلموا الشعب وجمعوا حولهم الرعاع ( البلهاء ) الذين بطشوا باسمهم لم يفطن البلهاء لثورة العامة وان ولائهم الأعمى للنبلاء هو ما يدفعهم للدفاع عن ايلا وتمجيده بصورة مخجلة وكأن الأرض لم تلد مثله وكأنهم لا يستطيعون العيش بدونه وكما نجحت ثورة الشعب وأنهت إقطاع النبلاء ستنجح رياح الإصلاح لتقتلع ايلا كما اقتلعت الذين من قبله سواء وقعتم على مذكرة سحب الثقة أم لم توقعوا فمتى ستعيشوا نبلاء وتتخلصوا من سياسية البيض الفاسد ؟ [email protected]