كثير من الوزارات التى يفترض انها اساس العملية الاقتصادية وعصب ورح موارد البلاد ظلت خالدة في سبات عميق ،من بين هذه الوزارات وزارة السياحة التى لم نلحظ لها اى عمل ملوس في هذا القطاع سوى تشريف وزيرها لمهرجان السياحة السنوى الذى يقام مع بداية كل عام في ولاية البحر الأحمر ،قطاع السياحة الذى كان ينبغي ان يطلع بدوره في ظل الوضع الاقتصادى الحرج الذى مرت به البلاد عقب انفصال الجنوب لم يدعم خزينة الدولة الا (بالفتات) في وقت اصبح فيه هذا القطاع من القطاعات المهمة لدولة مثل مصر العربية التى بلغت ايراداتها من السياحة في العام الماضي 10 مليار دولار وقد اكد وزير السياحة المصرى انهم يتطلعون في العام 2020م بأن تصل عائدات السياحة الى 25 مليار دولار ، صحيح لايمكن ان نقارن حالنا في قطاع السياحة بالشقيقة مصر لما لها من امكانات وبني تحتية سبقتنا بها مئات السنوات ، ولكن من الصواب ان نحاول فهم موقعنا من هذه الدول ،ومن هنا نتسأل هل نحن لدينا خطة وأضحة المعالم لتطوير السياحة ؟ وهل للوزارة الان برامج تسعي من خلالها الى تقوية هذا القطاع عبر تأسيس البني التحتية وترميم كثير من الاثار التى لازالت تهددها الرمال وعوامل التعرية ، قبل ثلاثة اسابيع قمت بزيارة لمنطقة الاثار( البجراوية ) بنهر النيل وما رأيته يجسد مأساة حقيقية واهمال كبير لحق بمجموعة من الاثار حيث ان الرمال كادت ان تمحو معظم المواقع الاثرية التى لم توفر لها ووزارة السياحة حتى سور خارجي من اجل حمايتها من الدؤواب (والسكارة والحيارة ) ، هذا الوضع جعلنا نسمع من وقت الى اخر بنمط جديد في عالم النهب والسلب وهو سرقة الاثار ، نعم قد يقول قائل هنالك شرطة متخصصة تعمل في مجال حراستها ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كم عدد السوابق المتعلقة بسرقة الاثار خلال السنوات الاخيرة الماضية حتى ندرك جيدا حجم الكارثة التى نحن فيها الان ، مما يؤسف له ان وزارة السياحة اصبحت وزارة يدفع بها لتأليف قلوب الاحزاب ، وتارى اخرى بهدف الموازنات القبلية والجهوية ، حتى انها اصبحت مجرد وظيفة لمن يشغلها . [email protected]