* كما كان متوقعا انفضت جولة المفاوضات السادسة الاخيرة باديس ابابا بعد اسبوع من الدوران في الحلقة المفرغة والتي بدأت الثلاثاء 22/4/2014م واكد الطرفان فشلهما الدائم { وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال} في التوصل لأي اتفاق في مفاوضاتهما، التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤخرا، والرامية لإيجاد حل للنزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإيقاف القتال فيهما الذي أستمر لثلاث سنوات. وأعلنت الوساطة الأفريقية ليل الأربعاء 30/4/2014م رفع الجولة حتي 15/5/2014م لمواصلة التفاوض حول القضايا محل الخلاف. وكانت الوساطة عقدت اجتماعاً مطولاً مع وفدي التفاوض للاستماع لموقف الحركة الأخير بشأن مسودة الاتفاق الطارئ المعدلة، التي وافق عليها الوفد الحكومي، مضيفاً أن وفد الحركة لم يوافق على كل ما جاء في المسودة. وبدت الحكومة السودانية متمسكة بموقفها الداعي لعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمنطقتين من خارج البلاد، وإنما بتنفيذ الاتفاق الثلاثي مع الأممالمتحدة والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، إضافة إلى رفض عقد الحوار الوطني خارج البلاد. ورفض الوفد الحكومي كذلك أي اتفاق لشراكة سياسية مع الحركة الشعبية يتم بموجبه تقاسم السلطة دون بقية القوى السياسية السودانية الأخرى. فيما أعلنت الحركة الشعبية قطاع الشمال استعدادها للوقف الفوري للأعمال العدائية، والمشاركة في الحوار القومي الدستوري، شريطة إيقاف الحرب، وإشراك كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، في الحوار. واتهم القطاع في بيان الحزب الحاكم بعدم الرغبة في التوصل لاتفاق يحل أزمات البلاد . * المدهش والمؤسف في نفس الوقت هو ما يقال عن رفض الوفد الحكومي لاي اتفاق شراكة سياسية مع الحركة الشعبية تفضي الي تقاسم السلطة في الولايتين بنفس نسب نيفاشا 2005م , وفي نفس الوقت تعلن الحركة الشعبية استعدادها للمشاركة في الحوار شريطة اشراك كافة القوي السياسية , كيف يمكن فهم هذه المغالطات , فهل الحركة تقبل بمشاركة القوي السياسية في الحوار وترفض مشاركتهم في السلطة في الولايتين ؟؟ * عندما تساءلنا في الجولة السابق في فبراير الماضي عن اين اصحاب المصلحة الحقيقة وطالبنا بضرورة وأهمية اشراكهم باعتبارهم, الممسكين والوطين علي علي جمر القضية من الاعيان ورجالات الادارة الأهلية وشرائح الشباب والطلاب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني من أهل المنطقتين , لانهم الأدري بتفاصيل المعاناة والمأسي والألام وتداعيات استمرار الصراعات علي كافة الاصعدة , الامنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ....... الخ , وبالتالي هم الاكثر حرصا واستعدادا للضغط علي كافة الاطراف لتقديم التنازلات اللازمة وعدم التمترس خلف الاجندة الخاصة للأطراف المختلفة والتي لا تمت بصلة ولا تعبر عن قضايا الجماهير . لاننا لم نفوض { غندور ولا عرمان } ومازلنا عند رأينا بضرورة اشراكهم واشراك كافة القوي السياسية بلا استثناء , لان الاتفاقيات الثنائية لم تفضي في نهاية المطاف الا الي المزيد من التفتيت والتمزيق وانفصال الجنوب الحبيب الدليل الساطع , ولا نتوقع علي الاطلاق من المعطيات الراهنة اي تقدم , وعلي المتفائلين عدم الافراط في التفاؤل لان هذا النظام لايمكن ان ينتظر منه حلول جذرية لأزمات البلاد الراهنة في النيل الازرق وجنوب , كردفان ودارفور والشرق والوسط لأنها اي الازمات من انتاج نظام الانقاذ , ودعاوي الرغبة والاستعداد للتغيير مجرد أكاذيب وبالونات فارغة , . وانسجاما مع المرجعية التي قامت علي اساسها الدعوة للتفاوض فانها جعلته حصريا بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ( اي نسخة بالكربون من نيفاشا ) وكما قلنا سابقا فان علة المفاوضات الجارية الان لا تتوقف فقط في حدود ثنائية اطرافها او فشل فرع الحركة الشعبية في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحركة الام بل في استحالة ايجاد مخرج جذري من الازمة الوطنية الشاملة والمتفاقمة بدون خارطة طريق واضحة تبدأ خطواتها بالانتقال الي سلطة وطنية قومية انتقالية تقوم علي انقاض سلطة المؤتمر الوطني . ويبدو ان دعوة النظام للحوار لم تضف شيئا بدليل استمرار الطر فين في مزايداتهما وتعنتهما, ونكرر ندائنا لأبناء الولاية الشرفاء الحادبين من كل الوان الطيف السياسي ومن كل الشرائح الاجتماعية والمكونات الاثنية ايقاف هذه الملهاة والفوضي والعبث والتصدي بجسارة وشجاعة ,وطرح اراء وافكار وبرنامج متكامل لانقاذ الولاية من ابنائها {العاقين }وتحريرها من وصاية {المركزالدائمة } وسوف لن تثمر المفاوضات القادمة في 15/ مايو الجاري عن اي نتائج ايجابية وهذه هي الحقيقة والواقع . فقد أصبحت مثل هذه المشاهد مهزلة تتكرر عدة مرات كل عام، والنتيجة هي نفسها . 11/5/2014م [email protected]