وأخيراً .. تمخض الجبل فولد فأراً بل ولد (أم سيسي) .. بعد انتظار طويل أعلن والي الجزيرة المكلف حكومته المؤقتة إلي حين الإنتخابات القادمة وتكونت من 24 دستوري بينهم 9 وزراء و8 معتمدين و7 مستشارين ومعتمدين برئاسة الولاية. العدد كبير جداً ومؤلم جداً، مؤلم لأنّ الولاية لا تحتمل هذا الكم الهائل من جيش الدستوريين الذي أتي به الوالي المكلف وبدلاً من تركيز الميزانيات نحو التنمية والخدمات للمواطن المكلوم ستذهب هذه الأموال علي قلتها إلي مخصصات هذا الجيش الجديد. والعدد كبير أيضاً لأنّ الجزيرة ولاية صغيرة وليست مملكة في الخليج. الجزيرة لا تحتاج لأكثر من 5 وزراء علي الأكثر و 3 معتمدين ومستشار واحد إن كان ثمة ضرورة لمستشارين بلا مهام وحتي الذين لا علاقة لهم بشئون الحكم والغدارة يعرفون انّ المستشارين ليست لهم مهام تنفيذية ولا وصف وظيفي محدد ولا هياكل إدارية. ولذلك يتفاجأ المرء بهذا الكم العدد الكبير من المستشارين الذين سيملأون سبعة مكاتب بخلاف أفراد مكاتبهم. خذلنا محمد يوسف وقد انتظرناه طويلاً طويلاً مثل نجم السعد ليكون بديلا| للزبير طه لكن يبدو أننا سنبكي علي عهد الوالي السابق .. جاء الوالي محمد يوسف وقد مكث طيلة الأسبوعين الماضيين لا يفعل شيئاً للمواطن في الجزيرة ولم نسمع منه مشروعات مستعجلة ولا خطة إسعافية بقدر ما كان تركيزه علي تألف جيشه الجديد الذي سيستنزف موارد الولاية. كنا نظن وبعض الظن إثم إنّ الوالي الجديد يعلم قصر المدة المتبقية للإنتخابات ويعلم الإحباط الذي عاشته الولاية بكل مكوناتها الفترة الماضية ولذلك كنا نأمل سرعة عمله علي تكوين حكومة مهام تعمل علي إنجاز مشروعات سريعة تنبئ علي جدية الحكومة في فعل شئ للحزيرة ومواطن الجزيرة لا أن ينفق الوالي المكلف وقته في 24 دستورياً يحتاجون لمخصصات ضخمة. ومع ذلك فإننا نامل ان تعمل الحكومة الجديدة علي التغيير الشامل في كل وزارة وكل مرفق حكومي وأن لا تكون الوزراء الجدد نسخة كربونية من السابقين. نتمني للوالي المكلف رغم كل شئ ولوزرائه التوفيق وأن يبتدروا نشاطهم بشكل مختلف وأن لا يسعي الوزراء الجدد لاستجلاب الوجوه القديمة نريد تغييراً في كل شئ حتي في لافتات الوزارات في الجزيرة. نريد أن نري الطاقم الجديد في الشوارع بين الناس وليس خلف الأبواب المغلقة. سيف محمد علي العامري المملكة العربية السعودية. [email protected]