توقع مسئولون سودانيون في الجهاز المركزي للإحصاء، ارتفاع معدلات تضخم المواد الغذائية خلال شهر رمضان، وقال مدير إدارة التجارة الداخلية والأسعار بالجهاز المركزي للإحصاء العالم عبد الغني: إن معدلات الطلب تتزايد على عدد من السلع الغذائية في شهر رمضان مما يساهم في زيادة الانفاق وارتفاع الأسعار. ويعتمد السودان في غذائه خلال شهر رمضان على الذرة واللوبيا والسكر واللحوم الحمراء، بجانب الخضروات والفواكه، وتزداد معدلات الطلب عليها بنسب تصل 100% مقارنة بالشهور الأخرى. وأضاف عبد الغني: إن النمط الاستهلاكي الغذائي في رمضان ليست ظاهرة اقتصادية بقدر أنه موروث ونمط استهلاكي في الريف والحضر بالسودان، وقال إن أسعار السلع الغذائية الخاصة برمضان سرعان ما تنخفض بعد انتهاء الشهر لتراجع الطلب عليها. وبلغ معدل التضخم في شهر مايو الماضي 37.1 مقارنة وأظهر ثباتا في الرقم القياسي لمجموعة الأغذية والمشروبات ذات الأثر الإنفاقي الكبير لدي المستهلك بتسجيله 315.7 نقطة مقارنة ب 316.2 نقطة في أبريل الماضي. وتابع: إنه يوجد عدد من المحاصيل الزراعية ذات الارتباط الوثيق بشهر رمضان والتي تستخدمها الأسر السودانية في المشروبات والعصائر وتشتمل على الكركديه والتبلدي والعرديب، وأكد العالم على أن ارتفاع معدل التضخم للمواد الغذائية لن يؤثر في معدل التضخم العام للسودان، الذي توقع انخفاضه إذا لم تقم الدولة بإجراءات اقتصادية ترفع من أسعار السلع والخدمات. وكان الحزب الحاكم في السودان قد أكد على عزمه رفع الدعم عن المحروقات خلال الأيام المقبلة، والذي من شأنه رفع أسعار السلع الغذائية وفي مقدمتها الخضروات والفواكة التي ترتفع قيمة نقلها من الريف السوداني إلى المدن. وقلل العالم من المبادرات التي تقوم بها الدولة لمساعدة المواطنين في توفير احتياجات شهر رمضان من خلال اتحاد عام عمال السودان الذي يعمل على توزيعها بأسعار مخفضة وعلى نظام الأقساط الشهرية. ويتبنى اتحاد عمال ولاية الخرطوم، وهو اتحاد فرعي من اتحاد نقابات عمال السودان جهة حكومية مبادرة سلة قوت العاملين التي تعمل على توفير المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في شهر رمضان، للعاملين بولاية الخرطوم بأسعار مخفضة يدفعها العامل على أقساط من مرتبه. وقال الأمين العام للاتحاد سيد أحمد الشريف في تصريحات صحفية سابقة: إن فكرة سلة قوت العاملين جاءت من الاتحاد بعد انفصال دولة الجنوب لتخفيف أثار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان وتستهدف المبادرة عدد 100 ألف عامل بولاية الخرطوم. وتحتوي سلة هذا العام على 8 سلع أخرى تشتمل على (السكر، الشاي، الزيت، أرز، عدس، دقيق ذرة، الألبان، لوبيا) يتم بيعها للعاملين بسعر التكلفة على نظام ستة أقساط بسعر يبلغ 600 جنيه سوداني بما يعادل (86) دولارا. وقال مدير إدارة التجارة والأسعار بجهاز الإحصاء: إن المبادرة تستهدف شريحة العاملين في الدولة ولا تعمم على كافة الأسر السودانية بما يجعل من تأثيرها نسبيا على ارتفاع الأسعار في الأسواق العامة. وقال الأمين العام لشعبة موردي المواد الغذائية والاستهلاكية بالسودان نادر عمانويل: إن استيراد السلع الغذائية لشهر رمضان ارتفع بنسبة 100% ويأتي في مقدمتها السكر، مضيفاً: إن الزيادة في نسبة استيراد الألبان المجففة والخضروات المعلبة والشاي والقهوة تقدر ب 30% مقارنة بالشهور الأخرى بينما تصل نسبة الزيادة في استيراد السكر والدقيق بنسبة 100%. وتابع عمانويل إن التجار يعملون على توفير النقد الاجنبي من الأسواق الموازية الأمر الذي يعمل على الضغط على الطلب في ظل تناقص وشح النقد الأجنبي في السودان، ويعاني السودان من شح في النقد الأجنبي بعد انفصال الجنوب في عام 2011 وفقدان أكثر من 75% من الإيرادات النفطية، التي أثرت سلبا على احتياطيات النقد الأجنبي.