لا يهم إن كنا أفريقيين أو عرباً الهوية الحقيقية هي الانتماء لطلاب الحق والعدل والحرية تُبّاً لدنياك غير البؤس لا تهبُ - فهل نصيبك فيها الهمّ والنَصَبُ تسعى وفي الرأس آمالٌ معاندةٌ - ومبلغ السعي قبض الريح والتعبُ لم يبق طي لساني غير أغنيةٍ - جريحةٍ قد سلاها اللهو والطربُ تمشي على الجمر والاشواك هائمةً - فأدفن الدمع في ليلي وانتحبُ سمراء يا غادة النيلين اقتربي - منك الصدود وفيك القصد والأربُ لا تنفري من هوىً بالقلب يضمره - صبٌّ بسحرك مجذوبٌ ومنجذبُ من لي بقافيةٍ للحب أنظمها - حروفها الدرّ والياقوت والذهبُ جواهرٌ فوق عرش الحسن أنثرها - تسري بسيرتها الأسفار والكتبُ *** ونخلةٍ في ربا السودان شامخةٍ - منها الكساء وفيها الشهد والرُطَبُ قد صوحت وتبقى من محاسنها - سعفٌ رمادٌ وجذع ٌ في الثرى حطبُ سارت على عصفها المأكول قافلة - حزينةٌ حادياها الجوع والسغبُ يلفها الليل لا نجمٌ يسامرها - أو يختلي بالدياجي صبحها الشنِبُ ضلّت زماناً فلما خاب عسكرها - وحار في أمرها ساداتها النُجُبُ تمخضّت محنة الأيام منتجةً - شعباً يمزقه التشريد والعطبُ ما بين مغتربٍ في قلب موطنه - وآخرٍ في بلاد الناس يغترب ضاق المقام فهل اجدى لراحتنا - وصفاء عيشتنا الترحال والهربُ "مليون ميلٍ" نقايضها علانيةً - بربع ميلٍ فاين العرض والطلبُ *** دق الشريد على أبوابهم خجلاً - عزيز قومٍ رمته بثقلها النوَبُ من الفتى؟ قال عربيٌ!! فانطلقت - تحيطه نظرات الشك والرِيَبُ لم يشفع الدين أو ضادٌ يُحرّكها - بين الشفاه لسانٌ مفحمٌ ذرِبُ طغى "الكفيل" فاين تكون وجهته - والبحر من خلفه بالبؤس مضطربُ القى عمامته من حزنه فإذا - "بالأوس" تخرج "والعبّاس" ينسحبُ *** يا ابن الذين على الأزمان سيرتهم - وأمجادهم فوق قرن الشمس تُكتتبُ هم الكرام فلا مؤودةً قتلوا - درءاً لعارٍ ولا جيرانهم سلبوا إرث الحضارة في واديك مشهده - يسبي النفوس وللألباب يستلبُ فحدّث الناس عن أمر النبي لدى - عهد النبوءة لما اشتدت الكُرَبُ قال الأمين الا سيروا إلى ملكٍ - في عزه وحماه الظلم لا يجبُ فالعدل كان هنا ظلاً يظللنا - وربوعنا وقرانا بيته الرحبُ فاعجب لمروي وبرمنجهام ما فطمت - كيف الحديد بها كالماء ينسكب وافخر بملكٍ على الحيوان رأفته - في سُنَةٍ سنّها للخير تُكتسب لما تناهى إلى الأسماع عن بلدٍ - ما فيه بالخيل ثمة مُشفقٌ حدِبُ اهتز للنبأ المشئوم مكتئباً - فاجاب عنه ومنه الجحفل اللجِبُ *** لو أننا ندّعي في معشرٍ نسباً - لرأيتنا لبني السكسون ننتسبُ من يبتغي أمةً في قاع حاضره - هل يُتبع الرأس أم هل يُتبع الذَنَبُ يا ويحها أمة قد صار ديدنها - شجباً وشكوى إذا ما جار مغتصبُ سود الصحائف في البلوى أسِنَتُها - وفي الخطوب الجسام سيوفها الخُطَبُ لكننا ولسان الضاد يجمعنا - وخير دينٍ ليوم الحشر يُصطحبُ تبقى العروبة في وجداننا أبدا ً - فضائلاً نستقي منها ونحتقبُ في موضع الروح قد نسجت مكارمنا - وتهاوت النعرة الحمقاء والأُهبُ قدرٌ يوحدنا طراً ويجمعنا - في عالمٍ يستبد بخيره قُطبُ أضحى يبيع بسوق البؤس عولمةً - للبائسين الحيارى أمرها عجبُ فلا يغُرًنْك من أصداء مظهرها – عيونها السود أو اثوابها القُشُبُ يندس فيها وحوش العصر إن شموا - روائح النفط في اثاره وثبوا دم الشعوب مباحٌ في شرائعهم - والأرض في عُرفهم نهبٌ ومنتهبُ تُبّاً لمن آزروهم في الفساد ومن - كدر العمالة اتخموا وشربوا تُبّاً لمن صمتوا وعيونهم شهدت - مذابحاً تحت ضوء الشمس تُرتكبُ طوبى لأرضٍ على أرجائها يسمو – مقاومٌ بدم اليانكي مختضبُ طوبى لمن وهبت نفساً طواعيةً - لم يثنها عن هوىً أفراخها الزُغب بين الضلوع فلسطينٌ وفي دمها - ينداح فجرٌ من الظلمات مرتقبُ طوبى لمن شمخوا في وجه مغتصبٍ - منائراً في عيون الليل تنتصبُ دم الفرات على أجسادهم حممٌ - ودمع دجلة فوق صدورهم لهبُ لم يبخلوا بالدم الغالي وقد علموا – غرس الكرامة يسقيه الدم السرِبُ في مثلهم تزدهي القربى لمقتربٍ – وبمثلهم يتباهى الأصل والحسبُ إن كنت تكتب يا تاريخ مأثرةً - عنهم تتيه بها الأزمان والحِقَبُ فاكتب كذلك بالكوفي متئداً - تحت الهوية ...إننا عربُ مأمون الرشيد نايل [email protected]