بدأتُ في حالة غليان مستمر من التصريحات التي تهري الأحشاء وتقتل الأحلام، قمت الإحباط أن يضحك إنسان ويحترق صدره من شدة الزفرات التي طفق بها، عندما سمعت وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان يطل على برنامج خطوط عريضة بصيحاته المؤلمة التي تقضي على أخضر حزبه ويابسه، بالقرارات الرصاصية التي وترت المشهد الإعلامي وأثارت حفيظة الصحفيين في البلاد نتيجة الأحداث التي طرأت على الساحة نتيجة الحملة الإعلامية المكثفة التي بدأتها الصحيفة الوليدة (الصيحة). بداية فصل والتي بدأت بدورها حربها ضد الفساد وقالت: إنها ستقف سيف بتار أمام هؤلاء المفسدين، استغلت الصحيفة الحريات التي صرح بها رئيس الجمهورية عن وقال: نحن نسعى لإعلام حر ونزيه، نعم هي فرصة ذهبية وجدت الاستقلال المناسبة من أسرة الصيحة ولكن لم يتسع صدر الحكومة إلى تقبل ذلك الكشف العميق لأسرار النافذين فيها، فأشعلت صحيفة التيار قبل ثلاثة أعوام قضية الأقطان وأثارتها حتى بلغ السيل الظبي وأدى الأمر إلى إغلاق تلك الصحيفة. وعاودت الكرّة جريدة الصيحة الغراء التي اخترقت الصفوف والحواجز وأعلنت حربها التي تبعتها فيها بعض الصحف وهي مابين الحلم واليقظة حتى أعلن رئيس جهاز الأمن والمخابرات والوطني محمد عطا الموالى عن تعليق صدورها إلى اجل غير مسمى، مما جعل وسائل الإعلام تعتبره تراجع عن الرئاسة الجمهورية عن ما أعلنه المشير البشير عن إطلاق الحريات. عمق الفصل وتالاه خطاب وزير الإعلام في البرلمان وكان حاد اللهجة، ويرعب به القرى ومن حولها، ويتوعد فيه بتوقيف مزيداً من الصحف في حالة تجاوزها الخطوط الحمراء، وطالب الوزير بإنشاء محكمة خاصة للصحفيين، ولكن الأمر الذي جعل الموقف يشتعل أكثر تناول الإعلام لهذه التصريحات العوراء هذا الوزير الذي عور عينه بأصبعه، وسبب لحزبه جرحاً غائر لا يلتئم. وتحدث هذه الوزير عبر الهاتف لبرنامج خطوط عريضة الذي يقدمه التلفزيون القومي في الحادية عشر صباح اليوم تناول البرنامج عدد من القضايا ومنها وكان على رأسها حديثه الباهت وهو بمثابة قاسمة ظهر للحزب الذي للإنقاذ، حول الحريات الصحفية التي راحت الصيحة ضحيتها، تحدث الوزير عن حرصهم الشديد على استمرارها ولكن تجاوزت الخطوط بعد عدة إنذارات. والباش مهندس الطيب مصطفى يقول: تم إيقاف الصحيفة من غير سابق إنذار، واتهم الوزير أجهزت الإعلام بتنفير المستثمرين عن البلاد، ورد عليه الصحفي محمد لطيف قائلاً: لم يهرب المستثمرين من البلاد إلا بسبب الإجراءات التعسفية والمعرقلة لبدء الاستثمار في البلد وليس ما تنشره الصحافة هو السبب، وفي ختام حديثه عن مائدة الحوار الذي طرحته الحكومة لقص شريط الخلاف الذي يزهق روح الوطن ويرمي به في هاوية الانهيار الاقتصادي والأمني، ووعد كل من تسول له نفسه بتعدي على الأمن القومي سيجد عقابه. أخر فصل وما أثار حفيظتي كصحفي هذا الوزير الذي يتغلف بغلاف الإعلام وهو ليس من أهله يا ليت حزب المؤتمر يدرك هذه الوزارة من هذا الوزير الذي ظل يشكل عبء على هذه الوزارة الحساسة. [email protected]