جاء فى صحيفة المجهر السياسى خبر بالبنط العريض فى الصفحة الأولى بعددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2014م " مجلس الكنائس يكشف: المرتدة "أبرار" غير مسجلة بأية كنيسة سودانية. وقالت الصحيفة فى خبرها أن شخصية رفيعة بمجمع الكنائس السودانية بأن الطبيبة المزيفة المرتدة أبرار الهادى أو مريم يحيى غير منضوية فى سجلات أية كنيسة فى السودان. هذا خبر غريب وشاذ ومتحامل ما كان يجب أن تقوم أية صحيفة بنشره لأنه يبين خللاً كبيراً فى تناول الأخبار الصحفية دونما تحليل. وأول الأختلال هل كل المسيحيين السودانيين مسجلين بالكنائس؟ وهل المسيحى الغير مسجل لن يسمح له بالصلوات بأى كنيسة أو مباشرة العبادات والأجتماعيات المسيحية الا بعد أن يكون مسجلاً فى كنيسة ويحمل بطاقة توضح ذلك؟ وهذا قول أبعد ما يكون عن الأداء العملى أو أن يكون مقصود أية ديانة. ولو كان هنالك تسجيل فهو أختيارى وليس أجبارياً وبذلك يمكن أن يكون هنالك مسيحيين مسجلين لدى الكنائس وآخرين غير مسجلين. ونسأل هل كانت أبرار مسجلة لدى أى مسجد من مساجد السودان أو مسجلة لدى وزارة الشئون الدينية والأوقاف حتى نعرف أن كانت مسلمة أو غير مسلمة؟ وهنالك حقيقة واضحة جاءت فى حديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام حين قال " يولد الأنسان على الفطرة ووالداه أما يسلمانه أو يهودانه أو يمجسانه" وهذا يعنى أن الأنسان أعتنق الدين قبل مرحلة الرشد على خيار والداه وليس على خياره . وما دام لم يعتنق أي دين ليس بخياره يصبح اذا تركه ليس مرتداً لأنه اصلاً لم يختار هذا الدين وبعد ذلك عندما رشد وقرأ ودرس أخذ الخيار وهذا هو مقصد الدين الأسلامى فى محكمه " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وهذا معنى به مرحلة الخيار الذى يختاره الأنسان بأرادته وليس أنشأ فيه أو ربى عليه " ولست عليهم بمسيطر الا من تولى فكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر " وفى حالة الكفر جعل العقاب عنده ولم يوكل أحداً من البشر ليعاقب بالنيابة عنه مهما كان لهذا الشخص من سلطان دنيوى. كيف يعتمد فى التكفير والحكم بالردة على حديث آحاد واحد معظم علماء الأسلام قد أفتوا بضعفه مقابل آيات الله سبحانه وتعالى الواضحة فى القران الذى خير الأنسان بين الأيمان به أو الكفر به ناهيك عن الأيمان بأديانه فقال من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " أنا هديناه النجدين أما شاكراً وأما كفوراً " ومع ذلك يظهر لنا فى الأرض من يدعى أنه سلطان الله فى أرضه ووكيله وهو لم يعط هذه الوكالة لأفضل البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال له " لست عليهم بمسيطر " وقال له جادلهم بالتى هى أحسن. ثم ألم يفت الشيخ حسن الترابى بعدم تطليق المسلمة من الكتابى وكل الثائرين على أبرار الآن صمتوا تجاه هذه الفتوى صمت أصحاب القبور. ومعروف فى هذه الحالة أما أن تجعل الزوجة زوجها المسيحى مسلماً أو يحدث العكس وفى كلا الحالين هو خيار كفله الله لعبادة حتى فى الأيمان به وعدد الذين لا يؤمنون بالله والأله أطلاقاً هم ضعف الذين يؤمنون به ولو أراد الله لجعلهم كلهم مؤمنين به والذين يفتون هذه الفتاوى بالردة والأرتداد ينازوع الله سبحانه وتعالى فيما وجه به عباده. [email protected]