التقديرات الشخصية في اتخاذ القرارات الجوهرية والانتماءات السياسية وتغيير مؤشرات العمل السياسي من معارض إلى حاكم جمعيها حقوق شخصية كفلها القانون الدولي والدستور لأي شخص وفقا لحرية الانتماء السياسي وليست بالضرورة أن تكون خيارات والديك أو أسرتك هي خياراتك، وعليه أختلفنا أو اتفقنا مع عبدالرحمن الصادق المهدي في مغادرته لحزب الأمة القومي المعارض والانضام لمنظومة الإنقاذ هذا حق لا ينازعه فيه أحد، مع علمنا أن عنصر المفاضلة نفسه بين حزب الأمة والإنقاذ منتفي لعدم وجود وجه الشبه، واختيار عبدالرحمن للإنقاذ من سنن الحياة الخلاف والاختلاف وهكذا حياة البشر أبن سيدنا نوح خالف والده اختار طريق الهلاك .. إلا أن لسان حال الواقع بعد اعتقال والده الصادق المهدي رئيس جزب الأمة القومي وإمام الأنصار ورئيس الوزراء الشرعي في آخر انتخابات حرة ونزيهة.. واقع الحال يفرض على عبدالرحمن إعادة النظر في وجوده ب(القصر) ليعود إلى (دار الأمة) مناهضاً مقاوماً مقاتلاً دفاعاً عن كرامة والده كما يفعلن الآن أخواتك (أم سلمة – مريم- زينب- رباح –طاهرة- رندا).. عود إلى مسجد الإمام عبدالرحمن متظاهراً مجاهداً كما يدافع أخوك صديق وجماهير الأنصار وقواعد حزب الأمة.. أغضب فقط لأن الصادق المهدي والدك لا لشيء آخر. سؤال لم يجد له أحد أية إجابة.. كيف طاوعتك نفسك يا من كنت أمير جيش الأمة.. على الصمت؟ في وقت تهدر فيه أصوات الأنصار، وتستنشق أنوفهم الغاز المسيل للدموع، وتُمتلأ بهم المعتقلات وتُفرغ وأنت جالس كما يقال في منزلك ماذا تفعل تنتظر مرور سحابة الصيف.. هل تظن أن جلوسك في منزلك يرفع عنك عبء (الملامة).. والمدهش ما ورد بشأن اللجنة القومية لإطلاق سراح والدك وأنت جزءٌ منها.. والله تاريخ أسرتك والأنصار وحزب الأمة لا يقول إنهم يستجدون العدو في أخذ حق مسلوب لذا دماؤهم روت تراب هذه البلدة. موقفك يا عبدالرحمن جرح فؤاد والدك، وإخوتك، وكل الأحباب والحبيبات، الأمراء والأميرات.. قطعاً لم يرح والدتك سارة الفاضل في مرقدها.. الوضع الطبيعي أن تكون بالقرب من والدك في محنته.. المؤسف أن استفزاز الحلفاء الذين حبسوا والدك لم يدفعك حتى الآن لاتخاذ موقف جديد بشأن وجودك بالقصر الجمهوري الذي دخلته بدعوى أن المعارضة ليس لها ما تفعله وعاجزة عن فعل شيء .. وأقول لك وأنت في القصر عاجز عن فعل كل شيء والشاهد على ذلك حتى قرار اعتقال والدك لم تعلمه وهذه مصيبة وإن كنت تعلم المصيبة أكبر.. أعلم أيها الأمير أن أشياء كثيرة تهشمت، وضاعت كل التقديرات وتلاشت دوافع أن تكون جزءاً من جماعة وضعت والدك خلف القضبان.. وأي والد.. والد لولاه لما كنت أميراً، ولوله لما وضعتك الإنقاذ التي تبحث التزين بالأسماء والرموز في منظومة السلطة دعك من كل شيء استقيل فقط من منطلق الشهامة السودانية حينما تمس الأشياء الأم والأب يتضاءل أي شيء وتصبح الأمومة والأبوبة هي كل شيء. أسرتك قلوبهم تقطعت من جرحك، وضعتهم في موقف حرج.. الرأي العام السوداني يستفسر أفراد أسرتك من موقفك، وفي عيون السائل والمسؤول حرج كبير من موقفك الغريب. الجريدة [email protected]