ما الذي ينقصنا نحن شعب السودان حتى نكون مثل غيرنا من شعوب الأرض التي لديها من الموارد الطبيعية مثل ما لدينا أو أقل، لكنها تعيش حياة أفضل من التي نعيشها؟ ينعم السودان بأرض زراعية شاسعة، وأنهار ومياه جوفية، وثروة حيوانية، غير ثروات باطن الأرض من معادن وبترول. السودانيون نالوا حظاً وافراً من التعليم قبل كثير من الشعوب العربية والأفريقية، وكانوا رأس الرمح في نهضة كثير من الدول خاصة دول الخليج. فأين نحن اليوم من تلك الشعوب؟ وأين السودان من تلك الدول؟ الإجابة لا تحتاج إلى جهد، وهي معروفة للجميع، لكن المهم لماذا تقدمت تلك الدول وتأخر السودان؟ لماذا تطور المستوى المعيشي لشعوبها وتدنّى في السودان؟ بل لماذا يشهد السودان تراجعاً مخيفاً في جميع المجالات؟ ليس السبب شح الموارد، ولا ندرة الكفاءات والخبرات، أو قلة الأيدي العاملة الماهرة. ليس السبب في عدم استقطاب التمويل الخارجي لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية العملاقة، فقد وجد السودان الكثير من المنح، إضافة إلى القروض التي صارت عبئاً ثقيلاً علينا وعلى الأجيال القادمة، التي ستجد ديوناً ثقيلة على عاتقها وهي لا تعرف أين صرفت تلك المليارات من الدولارات، ولا تجد مشاريع توازيها، ولا أثر لها على أرض الواقع. هل يكمن الخلل في السياسات أم في السياسيين؟ ما دور المواطن فيما يحدث وهل قام كل منا بواجبه كاملاً غير منقوص تجاه الوطن؟ السودان الآن في مفترق طرق، ولا بد من عمل جاد يشارك فيه كل فرد من الشعب حتى يستطيع هذا الوطن العملاق النهوض من كبوته، ليعود مارداً كما نتمنى له جميعاً. لا بد من المشاركة في صنع مستقبل مشرق لأبنائنا يجنبهم ما مررنا به من تجارب وأحداث مؤلمة. فليفكّر كل منا في واجبه تجاه الوطن حتى نتمكن من المحافظة على ما تبقى من أرض المليون ميل، ولا ننتظر أهل السياسة الذين يتحدثون أكثر مما يعملون، فهم من أوصلونا إلى هذا الدرك السحيق بحساباتهم الخاطئة ومواقفهم المتقلبة، ونحن الآن ندفع ثمن أخطائهم. محمد المهدي الأمين [email protected]