عن نفسي لم اندهش بالصورة التى استغربها البعض في حقيقة الفنان جمال فرفور الذي اقر بعظمة لسانه واعترف بانتماءه للامن الوطني دائرة الشئون القانونية بالجهاز ، وسبب الجفاف الذي اصاب دهشتي هو انني لازلت اتوقع في الحقل الفني ظهور ما هو اثقل من عيار جمال فرفور واثقل من وزن ندي القلعة في ان يكون لواء أو عقيد أو عميد .. الخ . من الرتبة العسكرية بجهاز الامن ، ليس لان الامن مؤسسة قومية كما يتحاجج موظفيها ولكن للتراجع الحاد في جميع مؤسسات الدولة التى آلت للسقوط بسبب الاداء الضعيف للجهاز وتقاعس منسوبيه في تنفيذ الواجب الرقابي تجاه مايفترض ان يكون في صالح الوطن ، وكيف يؤدون لمهامهم كما ينبغي ومعظم الضباط يا فنانين يغنون علي ليلاهم أو مواهيم يعتقدون من الواجب رعاية جهاز الامن - لاحظو - جهاز الامن بجلالة قدره لمصالح الفرق الرياضية التى تتنافس وجميع لعيبتها يعانون فقدان السوائل بسبب المجاعة المنتشرة بين الفقراء والمساكين ، فالجهاز اذا كان يتقي الله في نفسه فالاولي به ان يستقطب السياسيين والهتيفة ممن تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا الوظائف التى كانوا يتوقعونها ، اما ان يخترق المجال الفني ويصير مثل ذلك العازف العربيد الذي كلما سمع بظهور فنانة تتميز بالتطريب سارع بالانضمام الي جوقتها الموسيقة طمعاً في جمالها وحباً في اشارات الناس نحوه ، فأن الجهاز بهذه الاستراتيجية العقيمة يحرر لنفسه شهادة بالوفاة السريرية ، فالهيبة تصنعها الشوارب المفتولة العضلات وليست الحناجر الرطبة التى تغرد كالبلابل ، لانه ضرب من الجنون ان يتخيل المرء الاستاذ جمال فرفور يحمل بيده (خرطوش ) اسود طويل كذنب البقر يلهب به قفاء المتظاهرين الذين يحتجون ضد الحكومة ، ليس لانه رقيق المشاعر أو يحمل جينات فنية تحوذ على استحسان المجتمع ولكن لان الفنان جمال فرفور هو اخر من يحق له كسوداني التحدث عن القيم والمثل التى يجب ان تسود بين قطاعات المجتمع ففاقد الشي لا يعطيه وفضيحة دولة تشاد وماقدم من نماذج مخجلة كفيلة بأن تطعن فى صدقية الجهاز الذي استوعبه قبل ان تطعن في صلاحياته الاخلاقية التى هي محل تندر للجميع . وفي خاتمة حديثي لا يسعني الا ان اقول الايمان واجب والتسليم ضروري بألمعية ( الماسونية ) التى تعرف من اين تؤكل الكتوف ، كما لايفوتنى التذكير بأن جهاز امن الدولة الذي تقهقرت عبقريته الي درجة توظيف الفنانين والفنانات هو بلا شك جهاز دولة اما رئيسها فنان أو رقاص تنخسه انغام الموسيقة ، فيدرك جهازه اثر الموسيقيين علي استقرار الدولة فيقايضهم بالرتب العليا مقابل قيادة الرتب الدنية التى يجب ان تنتشي حتي اخمص قدميها في الرقص والطرب ... فالفرصة باتت اكثر من مواتية للمعارضة في اقتلاع هذا النظام العقلاني الذي يعتمد في استمراريته على جهود الفنانيين الذين حدث ولا حرج . واللهم لاشماتة ... ورمضان كريم وكل عام وانتم ترزلون . [email protected]