في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن لوّح البشير ببيانه العسكري الاول، وفي اليوم التالي ظهر هو وزمرته يأكلون الدجاج واللحوم والمحمر والمجمر، ولم يعدنا بشيء من ذلك. بعد اسبوع ظهر رامبو النظام الهالك يتوعد الشعب "من اراد منكم ان تثكله امه". وعندها لوّح الزبير صالح نائب الرئيس وقتها بامكانية قتل ثلثي الشعب السوداني لتسهيل عملية تطبيق المشروع الحضاري في الثلث الباقي من الشعب. فدخل النظام في اليوم الاول في عداء مع الشعب المسلم الذي جبل على السماحة والاخلاق الكريمة. وبدأت حرب النظام مع الشعب بمكوناته المختلفة، وبدأت حرب الوعيد والتهديد والتلويح بالعصا وبالاصابع، وشتم وسب عامة الشعب وزعاماته وقياداته. وقام النظام الاسلامي باعتقال قيادات وزعامات المسلمين السودانيين، واول من استعداهم هم مسلمي السودان، واول من ادخلهم بيوت الاشباح واذاقهم مر العذاب هم مسلمو السودان. وعندما لوّح البشير بأصبعه أغتيل العقيد عبد الرحيم البخيت في منزله بالخرطوم بطلقة من مسدس كاتم صوت، وعندما لوّح نافع باصبعه في بداية التسعينات فُتحت بيوت الاشباح لاستقبال الالاف من الشرفاء والوطنييين في سابقة لم تعرف من قبل في العالم، وعندما لوّح صلاح قوش بأصبعه انهالت زبانية الامن على الالاف من الشرفاء تعذيبا وتنكيلا بصورة لم تخطر على قلب بشر، وعندما يلوّح، وعندما لوّح ثانية اغتيل احمد فضل في زنزانته في الخرطوم ، واغتيل عبد المنعم رحمة في معتقله بود مدني. وعندما يلوّح البشير ويرقص بعصاه يموت مئات من المواطنين البسطاء في جنوب كردفان وجبال النوبة ودارفور، قتلى بسلاحه وقنابله وجنجويده، حتى صار كالراقص فوق الجماجم، وعندما يلوّح عبد الرحيم حسين بأصبعه يهدي في اليوم التالي عدد كبير من القتلى لرئيسه البشير بمناسبة شهر رمضان المعظم. وهكذا سادت لغة البداوة والهمبتة وقطاع الطرق، وراجت مصطلحات مثل "لحس الكوع" "وبلوها اوشربوا مويتها" و "كان رجال" و الزارعنا يجي يقلعنا" حتى وصلنا الى قول الكومبارس بلال " كان راجل وكان مرة". خمس وعشرون عاما والرئيس وجوقته يهدرون ويتوعدون الشعب بالعصا ويلوحون في وجهه بالأصابع لتخويف الشعب والمعارضين. فمتى ينقطع اصبع الانقاذ؟ [email protected]