في ديسمبر عام2010م , قبل إستقلال جنوب السودان رسمياً عن السودان عبر إستفتاء شعبي مستحق , خرج الرئيس البشير اْمام حشد من إنصاره المهووسين بالتطرف الديني قائلاً : بعد إنفصال الجنوب , السودان سوف تكون دولة عربية إسلامية , وتاني مافي دغمسة في هوية السودان , ومنذ ذلك التاريخ بداْت الحملة الشرسة ضد المسيحين في السودان بصورة مقززة للغاية تصيب المسلم والاْنسان المعتدل بالدهشة والاْشمئزاز من هذا التصرف الهمجي , حيث تم إستهداف اْشقاؤنا السودانيين المسحيين بصورة واضحة للناس دون اْدني حياء . في كادوقلي تم هدم وحرق كنيسة اْبرشية كادوقلي بواسطة مليشيات تابعة لنظام البشير المتطرفة , وفي فبراير عام 2013م قامت مليشيات تابعة لجهاز الاْمن والمخابرات بإغلاق المركز الثقافي الإنجيلي واْعدمت جميع الكتب والوثائق الدينية النادرة بالمركز في سابقة خطيرة من نوعها , وفي نفس الشهر من ذات العام هاجمت قوات الاْمن كلية تدرس علوم اللاهوت باْمدرمان وصادرت جميع ممتلكاتها وسيارة مدير الكلية, واْعتقلت كبار المدرسين بها دون اْمر اْعتقال اْو سبب يذكر . سوي تعريب الدولة واْسلمتها قسرياً خطاب البشير العنصري الذي دع الي اْسلامية وعروبة الدولة السودانية اْشعلت النار في البلاد بصورة مقلقة , وزاد من سعار المتطرفين الاْسلاميين بشكل واضح , حيث قام شيخ سلفي متطرف يدعي محمد عبدالكريم باْصدر فتوي تبيح قتل المسيحيين في السودان , وعلي ضوء هذه الفتوي قامت مجموعة تتبع لكتائب المجاهدين التابعة لدفاع الشعبي بحرق كنيسة الجريف غرب في اْبريل عام 2012م , وهي نفس المجموعة التي هاجمت منزل اْسقف الكنيسة الاْنغليكانية ( اْندودو اْدم النيل ) وحاولوا قتله والفتك به والتمثيل بجثته , ولكن حظ الاْسقف وعناية الرب كانت معه حيث كان خارج المنزل ساعة تنفيذ الهجوم , لم ينصرفوا المتطرفين الاْرهابيين ويندبوا حظهم السيئ بل تركوا رسالة تهديد واضحة تحمل وعداً بقتل القسيس إن وجدوه في اْي مكان واْي زمان . إستهداف اْشقاؤنا السودنيين المسيحيين , بات اْمر عادي لدي الحكومة السودانية وتجد رعاية كريمة من خادم المتطرفين ( الرئيس عمر البشير ) , حيث اْصدرت حكومة ولاية الخرطوم قراراً بهدم وإزالة مدرسة كمبوني في منطقة اْمبدة الحارة 41 مشروع الليمون , يدرس بها طلاب جميعهم مسيحيين , واْيضاً قامت وزارة الاْوقاف السودانية بإرسال رسائل تحذيرية تحمل تهديدات واضحة للكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسودان , بإنهم سوف يعتقلون جميع قيادات الكنيسة إذا قاموا بنشاط ديني علني ! . مسلسل إضطهاد المسيحيين في السودان اْصبح اْمراً مؤلفاً لدي عامة الشعب السوداني ويكاد لا يمر يوم دون إضطهاد مسيحي اْو مصادرت ممتلكاته , اْو تصدر تصرفات غريبة وعبثية من المهووسين بالدين بالاْسلامي تجاه المسيحيين السودانيين , في مدينة ودمدني بولاية الجزيرة داهمت قوات جهاز الاْمن مدرسة كمبوني تتبع للكنيسة الاْنجيلية بولاية الجزيرة وطرد كل من بداخلها اْثناء إقامة شعائر قداس لزواج اْحد الشبان المسيحيين , مبرر جهاز الاْمن للاْقتحام : إن الكمبوني إنشئت من اْجل الدراسة وليست من اْجل ممارسة شعائر دينية ! جرائم النظام العنصرية وسلسلة إضطهاد وطرد المسيحيين من السودان يسير بخطي ثابتة , يوم الاْثنين 1 يوليو 2014 تفاجاْ خدام كنيسة العزبة مربع 19 (طيبة الاْحامدة ) شمال الخرطوم , بلودرات تهدم وتدك مبني الكنيسة دكاً ,دكاً , وتطرحه اْرضاً وسط تصفيق وتهليل وتكبير من بعض سكان الحي المسلمين , هذا التصرف الشاذ اْصاب اْحد خدام الكنيسة بالجلطة الدماغية نقل علي اْثره الي المستشفي لتلقي العلاج . عزيزي المسيحي السوداني : هذه الاْعمال المنافية للاْنسانية وحقوق الفرد في ممارسة شعائره الدينية بكل حرية , لم يستنكره ويدينه معظم السودانيون المسلمين بل ظلوا في موقف المتفرجين وربما من المؤيدين لهدم الكنائس وطرد المسيحيين من السودان , ولم اْري مسلماً سودانياً واحداً يقدم اْعتذاراً لهؤلاء المنكوبين ولو من باب المجاملة إلا القليل منهم اْو النشطاء السياسيين , لذلك نيابة عن نفسي وعن كل السودانيين المسلمين والغير مسلمين , اْعتذر لكل المسيحيين في السودان الذين يضطهدهم النظام وبعض المهووسين دينياً , اْقول لهم : اْننا ندرك مدي الجرم الذي اْرتكبه هؤلاء , ونعلم جيداً مدي غضبكم من المسلمين ولكن.. لا تؤخذوا كافة المسلمين بما فعل السفهاء منهم , فهولاء هم اْعداء الدين الاْسلامي واْعداء الاْنسانية التي تجمعنا جميعاً , سوف نعمل معكم علي إسترداد جميع حقوقكم وسوف نقف ضد كل من يحاول إضطهادكم باْسم الدين الاْسلامي . اللهم اْنصر اْخوتنا المسيحيين المستضعفين في السودان . اْ ضحية سرير توتو القاهرة [email protected]