"نوقد شمعة اخري لاجل الانوار بدلا عن ان نلعن الظلام" ف السابع من يوليو العام 1977 تفتقت عبقرية الطالبات والطلاب السودانيين وهم يمثلون شعوب السودان عامة عن ميلاد مدرسة مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعات والمعاهد العليا السودانية ومنذ ذلك الوقت وحتي اليوم ماتزال التجربة السودانية اسيرة للدائرة الشريرة"ديمقراطية/انقلاب/ديمقراطية/انقلاب..الخ" وماتزال شعوب السودان بمختلف تكويناتها السياسية/ والاجتماعية/ والاقتصادية/ ذات التكوين ماقبل الرسمالي تكابد الامرين ف طريق بحثها عن السلام والرفاه لها ولمستقبل ايامها القادمة لقد بداءت فكرة ومشروع مؤتمر الطلاب المستقلين في غاية البساطة والوضوح ومازالت تسير كل يوم وتمضي نحو المزيد من التركيب والرصانة،بما يستطيع ان يعالج بفعالية تامة مشكلات الواقع السوداني والتجربة شديدة التعقيد التي ماتزال يوميا تزداد تعقيدا والتي كان علي السودانيون والسودانيات ان يعملوا بكد شديد وبعناية فائقة في مواجهتهاو فك تعقيدتها وتشييد صروح المجد والسؤدد والرفاه مكانها لقد انصبّ عمل الرواد الاوائل كما تنصب اليوم مجهودات الاجيال المتلاحقة علي عمل الفكر وفتح نوافذ الانوار ف العقل السوداني واستلهام تاريخه العظيم وماضيه المشرق وحضاراته الباذخة،كماان مجهودات مضاعفة ويومية ومستمرة تبذل ف سبيل احكام بناء التكوينات السياسية والتنظيمية والفكرية التي تستطيع ان تجسد التوق العارم والارادات الصلبة لشعوب السودان وهي تشق طريقها بعناء ف عالم اصبحت سمته اليوم سمة النظام والتعقيد والتركيب ان رحلة البحث والتفكير الشاقة وبناء التيارات الاجتماعية الواسعة التي تؤمن بمستقبل افضل لجميع السودانيين،تتمخض كل يوم عن اضافة جديدة ف سبيل بناء نظريات معرفية تفهم جيداوتحلل طبيعة الصراعات التي يشهدها السودان،وتسد النقص الفادح وتحل رويدا رويدا مكان المقاربات غير الصائبة تماما لمساعي شعوب السودان وبحثها الدائم عن صيغ اكثر فعالية في تشكيل "الحلم الوطني"،كما ان بلورة نظرية حزبية تتؤام مع سمح القيم الانسانية السائدة في العالم اليوم وفي مجتمعات السودان دونا عن سئيها ظلل افقا تسعي مؤسسات وتكوينات المستقلين لفتحه وتحويله من حلم الي مؤسسات راسخة وملموسة ان مساهمات مدرسة مؤتمر الطلاب المستقلين النظرية ومأثرتيه الخالدتين منهج "التحليل الثقافي"الذي قام بصياغته الدكتور محمد جلال هاشم،ومنهج جدلية المركز والهامش والذي قام بوضعه الدكتور ابكر ادم اسماعيل،ظلتا بوصلتان ينيران الدرب للمئيات من الناشطات والناشطين وكما ظلا يمنحان الامل في غد افضل لشعوب السودان تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة لقد جاءت المنهج كمحاولة لاستكمال بناء الخط الفكري/والسياسي الذي ابتدا مع اوراق اقراء /فكر/ ناقش ذائعة الصيت وقتها في الجامعات السودانية والتي ماتزال تدرس حتي يومنا هذا للعشرات من الطلاب المنتمين لمدرسة مؤتمر الطلاب المستقلين ولاصدقائهم من محبي الحرية والديمقراطية والسلام كما ان قضايا بناء العقلالسوداني الفلسفي"العملي /والنظري" واستقلاليته الي جانب قضايا التنوير والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان،تمثل الي جانب قضية العلمنة امتدادا جوهرانيا لروح المشروع التي وضعها الرواد الاوائل،وهي علي اهميتها اذا تعتبر من القضايا الشائكة والصعبة التي يعمل الشبان والشابات بلا كلل علي وضع تاسيساتها النظرية والتبشير اليومي بها في اطار عملهم الدوؤب والمثابر وذو الطابع الكفاحي والنضالي ان فلسفة الاستقلالية التي يقوم عليها بناء المشروع والتي تمثل في جوهرها استقلاليات سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية وجمالية تضع تكوينات المستقلين قاطبة امام حوجتها المتزايدة لفتح الباب امام العشرات من الطلاب النابهين والاذكياء والمبدعين في شتي ضروب الفكر والابداع ليعملوا جنبا الي جانب في روح جماعي لبناء نخبة سياسية فكرية جديدة ستؤل اليها مقاليد الامور في البلاد في مستقبلها القريب كما لايفوتنا ايضا ان نحيي ذكري اليمة وموجعة جدا علي قلوب كافة تكوينات المستقلين تتمثل في شهداء المشروع الذين اغتالتهم ايدي المنون "تصر الدين الرشيد/ميرغني نعمان سوميت/ايهاب طه"الي جانب من تم اختفائهم قسريا المناضل "احمد ضو البيت" والعشرات ممن تعرضوا لانواع من الاذي الجسيم بواسطة الالة القمعية لنظام الابادة الجماعية القائم اليوم،ولايفوتنا ايضا ان نحيي نضالات المئيات من الذين صمدوا ولسنوات في معتقلات النظم الشمولية ف السودان ومازالوا علي صمودهم وكبرئايهم ف الطريق لبناء المؤسسات الديمقراطية الراسخة لشعوب السودان نوقد شمعة جديدة بدلا عن ان نلعن الظلام احمد الحاج السابع من يوليو 2014 عشية الاحتفال بالعيد37 لمدرسة مؤتمر الطلاب المستقلين [email protected]