تبت يد الارهاب مسلحون ملثمون يقتحمون مبنى (التيار) ونجاة رئيس التحرير من الاغتيال الخرطوم : خالد فتحي نجا رئيس تحرير صحيفة (التيار) عثمان ميرغني من محاولة اغتيال، بعدما اقتحم مسلحون ملثمون مقر الصحيفة قبل نصف الساعة تقريباً من موعد الإفطار امس (السبت) وأعادت حادثة الاعتداء على صحيفة "التيار" ورئيس تحريرها إلى الأذهان، حادثة اغتيال "صاحب الوفاق" الراحل محمد طه محمد أحمد في سبتمبر 2006. ووصل المسلحون المجهولون على متن سيارتين من ذوات الدفع الرباعي "لاندكروزر بك اب" إلى المكان وتوزعوا إلى مجموعتين دخلت أحداهما إلى صالة التحرير فيما توجهت الأخرى إلى مكتب رئيس التحرير. واشهر الملثمون وهم نحو (11) شخصاً الأسلحة في وجه طاقم الصحيفة وانتزعوا الهواتف النقالة، والحواسيب المحمولة من جميع الصحفيين العاملين في الصحيفة الذين صادف وجودهم لحظة الاقتحام. قبل أن ينهالوا على رئيس التحرير عثمان ميرغني بالضرب المتوالي بمؤخرات بنادق الكلاشنكوف (الدبشك) والعصي والسيخ والخراطيش البلاستيكية حتى سقط ميرغني مغشياً عليه من فرط العنف. وقال الصحفي ب(التيار) عبدالله اسحق في حوالي الساعة السادسة والثلث مساء وأنا اهم بالخروج من البوابة الرئيسية للصحيفة فوجئت بسيارتين "لاندكروزر" تندفعان بسرعة فائقة وقفز منها أربعة شبان وصاحوا بي (ثابت) وقلت لهم: من أنتم؟ وأمروني بالرجوع لداخل المبنى لكني رفضت فقاموا بلي ذراعي وانتزعوا الهواتف النقالة وأدخلوني عنوة واقتادوني إلى مكتب استقبال رئيس التحرير ودخلت مجموعة منهم حوالي (6) أشخاص يحملون السلاح والعصي فيما بقي أحدهم مصوباً سلاحاً نارياً في وجهي. وقال اسحق أن المجموعة التي اقتحمت مكتب رئيس التحرير لم يسمعها تتبادل الحديث معه وأنهالوا عليه بالضرب العنيف بعدها تركتني الشخص الذي كان يحرسني لداخل مكتب رئيس التحرير وعلى الفور تبعه ووجدت المجموعة لاتزال تضربه وهو مكوما على الارض والدماء تنزف منه بغزارة. واضاف :تدخلت وطلبت منه تركه وقلت لهم : بالله عليكم اتركوه انتوا مامسلمين وماصايمين والقيت جسدي فوقه لايقاف الضرب الذي توقف بعد ان القوا موبايل رئيس التحرير واخر يخصني على وجهي ولاذوا سريعا بالفرار بعد ان استولوا على جهاز "لابتوب" و"ايباد" يخص رئيس التحرير وحطموا اثاث المكتب بالكامل. وبعد خروجهم على الفور اسستنجدت بزملائي الاخرين لانقاذ رئيس التحرير الذي سقط مغشيا عليه، وقمنا باسعافه الى مستشفى الزيتونة لتلقي العلاج. وقال صحفي آخر شهد الواقعة ان (3) من المسلحين اقتحموا صالة التحرير على حين غرة احدهم كان يغطي ملامح وجهه بلثام ويحمل في يمناه بندقية كلاشنكوف وامر الجميع بالجلوس ارضا ثم طلب منحه الهواتف النقالة وبدأ في تحطيم احد اجهزة الحاسوب وهو يردد :" غزة تنضرب وعثمان ميرغني يكتب في شنو". فيما بدأ احد يحمل عصا في نزع قوابس الكهرباء عن اجهزة الحواسيب بينما كان الثالث يرفع يديه الى الاعلى والاسفل في اشارة لمواصلة خفض الرؤوس. وكان عثمان ميرغني قد دخل في مساجلات بشأن التطبيع مع إسرائيل عبر برنامج تلفزيوني وعلى زاويته المشهورة "حديث المدينة" في صحيفة "التيار. ورد ميرغنى على منتقديه بان الحلقة التلفزيونية جرى تسجيلها قبل نحو ثلاث اسابيع لكنها بثت فى توقيت وصفه بالغريب عندما تزامن مع الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، مبديا قناعته الشديدة بما طرحه. وخف الى مبنى الصحيفة المدعي العام لجمهورية السودان عمراحمد برفقة رئيس النيابة العامة بالخرطوم بابكر قشي ووكيل نيابة الخرطوم د. نصرالدين ابوشيبة ومدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق محمد احمد علي ومدير المباحث الجنائية بولاية الخرطوم اللواء عبدالعزيز حسين عوض وعدد كبير من كبار ضباط الشرطة برفقة الاطقم الفنية المساعدة حيث وصلت عناصر مسرح الجريمة والازمات ورفعت البصمات وقامت برسم كروكي لمسرح الجريمة. كما خفت الى مستشفى الزيتونة حشود من الاعلاميين والصحفيين ومساعد الرئيس البروفيسور ابراهيم غندور ووزراء الاعلام والعدل ومدير عام الشرطة. [email protected]