نحن قوم نؤمن بنظرية التآمر بصورة غريبة ومريبة .. في كل مناحي حياتنا .. أي مصيبة تحصل لنا في من أصغرها لأكبرها لا بد من متآمر ما هو السبب .قد يبدأ من العين والحسد في حالة عدم الحصول على دليل مادي .. مثلا واحد حصل له حادث يبدأ ينسج قصة من انه السبب عين فلان وقصة من نوع ( من شاف عربيتي دي ما رفع عينه منها في النهاية هز رأسه وقال أرزاق ... بدون ما يقول ما شاء الله ) رغما اعن دعائنا الإيمان بالقضاء والقدر ..لكن هذه نستخدمها فقط في حالات الفشل البين الذي لا يمكن إلصاقه بمتآمر ما . عندما كنا ممتحنين للشهادة السودانية كان توجد في مقرر الرياضيات نظرية النسبة والتناسب . أستاذ الرياضيات أصر على انه هذه النظرية ألغيت من مقرر امتحانات الشهادة السودانية وبالتالي مافي داعي نضيع وقتنا فيها ..قلنا ( يا أستاذ ما تدرسنا لها من باب الاحتياطي او قل خليها من باب العلم بالشئ طالما هي اصلا موجودة في الكتاب )قال ( لا أحسن نكسب الوقت في الاشياء المهمة ).. ودخلنا الامتحان لنجد مسالة ( قدر الضربة ) في نظرية النسبة والتناسب هذه .. أنا شخصيا ما بقى لي الا أن .. أدق صدري وأقيف وسط البلد وأهتف ..( تآمر ..تآمر ) الحمد لله في ذاك الوقت ما كان ظهر في حياتنا شئ اسمه التآمر الصهيوني. .. قبل أسبوع تقريبا أحد الولاة يخطب ويقول انتشار المواتر في البلد هو تآمر صهيوني .. لكن ما فسر لنا كيف نشر الصهاينة المواتر في البلد .. وما هو الضرر الذي سببته تلك المواتر حتى على الاقل نظن أن اسرائيل استفادت منه . أو كيف نشروا المواتر هل ضبطت منظمة ما توزع المواتر بأقساط مريحة تصل لخمسين سنة مثلا ؟ لانه اليهود معروفين أنهم ابخل أهل الأرض لا يصرفون جنيها قبل أن يتأكدوا من أنه سيعود لهم بجنيهين . وكذلك المطر الصناعي قيل هو نشر نترات البوتاسيوم في الفضاء بواسطة الطائرات . ما بعيد تكون السيول والأمطار في هذه الحالة تكون مؤامرة صهيونية ... هي طائراتهم عملت الكثير يعني بقت علي شوية ملح تنشره في الجو .. وعليه نبلغ المواطنين الشرفاء أن يذوقوا طعم موية المطر أذا تبين فعلا أن طعمها مالح فضلا بلغوا أقرب والي أو معتمد .. حتما هي مؤامرة صهيونية .. الله المستعان .. أقول قولي هذا وإشهد الله أني اؤمن بأن اسرائيل دولة ملعونة ووجودها غير شرعي وكذلك ضعيفة و واهنة .. لكن نحن فقط من نقويها برعبنا ونسب كل مصائبنا لها ..كأنهم ليس لهم في الدنيا سوانا حتى يوظفوا كل مقدراتهم وعلمهم لإلحاق الضرر بنا . [email protected]