إستضافت قناة الجزيرة القطرية أحد المسئولين الإسرائيليين إبان القتال الدائر في غزة بين بعض الفصائل الفلسطينية و جييش الدفاع الإسرائيلي . علقت المذيعة على إجابة المسئول الإسرائيلي بأن اليهود لا يحق لهم بناء المستوطنات فلقد جاءوا من شرق أوروبا ومن مناطق أخرى ليستوطنوا في فلسطين . و حسم المسئول الإسرائيلي اللقاء بالضربة القاضية الفنية حين سألها ( هل أنت إعلامية أم الناطقة بإسم حماس ؟). تلكم هي معضلة قناة الجزيرة تكاد تنعدم فيها المهنية و التي هي الأساس في القنوات الفضائية الإخبارية في العالم. حيث يتم تدريب الكوادر لا بحيث أن تكون محايدة. فليس هنالك حياد حتى في النيوترون و لكنه إنحياز بالكامل للمهنية . و لعل لناس قد لاحظت المستوى العالي جدا للمهنية في قنوات إذاعة و تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بشقيها العربي و الإنجليزي مقارنة بالمستوى الضعيف جدا للمهنية في القنوات الإخبارية العربية و المنعدم تماما في قناة الجزيرة من الوهلة الأولى تنتبه إلى أن القنوات الأخبارية العالمية الأخرى تتعامل مع المشاهدين بأنهم أناس لهم قدرات ذهنية تمكنهم من الفهم و الإدراك و لا تحاول أن تقودهم كقطيع من النعاج لتقنعهم بوجهة نظرها هي أي القناة . و لا تسرف في إطلاق الألقاب ( تفوق تلفزيون أم درمان على قناة الجزيرة في إستضافة الخبراء الإستراتجيين ) و تحترم تماما الآخرين الذين يقفون على الطرف الآخر من ضيوفها و لا تحاول تسجيل الإدانات ضدهم فقط لمجرد أنهم يتبنون وجهة نظر غير وجهة نظر القناة المعنية. عكس قناة الجزيرة و التي يقوم كادرها بتسويق و توزيع و تلميع وجهة نظر تنظيم محدد و كأنهم كوادر سياسية لهذا التنظيم و ليسوا إعلاميين مهمتهم إبلاغ المعلومة و الخبر و التحليل المحايد سياسيا و المنحاز إعلاميا للمهنية . مذيعو قناة الجزيرة يأتون من منازلهم لا ليملكوا المشاهدين المعلومة أو الخبر و لكن ليثبتوا وجهة نظر التنظيم الذي ينتمون إليه. فإذا كنت تتبنى وجهة نظر غير تلك التي يتبناها التنظيم الذي تسوقه له قناة الجزيرة فأنت على خطأ لحظة أن غادرت منزلكم متجها لقناة الجزيرة بل ستجد نفسك ضيف غير قادر على إيصال فكرته لأن مذيع قناة الجزيرة سيكون حريص على مقاطعتك و مضايقتك لكي لا تكمل حديثك بينما الضيف الذي يحمل فكر التنظيم الذي تتحدث بإسمه قناة الجزيرة في رفاهية تسمح له حتى الإساءة اللفظية للآخرين كمايفعل شخص إسمه محمد عبد القدوس صحفي كبير السن يطلق على الناس بأنهم ( و ليعذرني القاريء الكريم لإيراد اللفظ) على انهم (زباله). الذي لا يدركه القائمون على الأمر في قناة الجزيرة هو أن الناس تلجأ لعدة مصادر للحصول على الخبر و أن رغم إجتهاد التنظيم على بقاء وعي الناس منخفضا لكن هنالك نسبة نمو في الوعي و المعرفة رغم عن كل المحاولات و تبقى قناة الجزيرة هي كما سموها جزيرة الكذب و النفاق. [email protected]