النظام في اسوأ حالاته وأبلغ مراحل ضعفه وتلك فرضية منطقية تفرضها الوقائع والنتائج لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً ..وما ظلت تفعله هذه العصابة الحاكمة بالدين والبلاد والعباد هو خبث علمه (فقهاء السلطان) زماناً وإرتضوه ووغضوا عن المنكر أبصارهم وإشتروا بالآخرة دنياهم فحبطت أعمالهم ولن يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً إن كانوا يعلمون لأنهم افتوا للفئة الضالة الحاكمة بفعل المنكرات وإستباحة الحرمات وسكتوا خوفاُ أو طمعاً عن سفك الدماء المحرمة..وأقول حقاً أنني لست أميل إلي منطق الذين يقولون بإقتراف الحفنة الحاكمة لموبقات الدين ونفاقهم فيه بل الصواب هو أن هذه الفئة الباغية علمت حدود الله في دينه ثم إعتدوا عليها عمداً وإدعت الصلاح ونافقت في دينها متخذة من الدين مطية لأهوائهم حتي نزعوا عن أفئدتهم الخاوية الحياء من الله أو الخوف من عقابه . ثم لم يمض زماناً حتي إستبان تكالب الأمم عليهم كما تتكالب الأكلة علي قصعتها ولا زال المولي عز وجل يملي عليهم حتي إذا أخذهم لم يفلتهم فرهنوا إرادة الأمة ببيت النصاري ناصع البياض وهانوا علي اليهود فإستباحوا ديارهم وهي دار إسلام محرمة عليهم وهم في قلة من الحيلة والضعف والإنكسار والفرقة والتشتت حتي إستهدف بعضهم بعضاً وقلبوا لبعضهم البعض ظهر المجن وأمتهم في مقاعد المتفرجين لا يساند بعضهم بعضاً ولا يثق حزب في آخر حتي غدوا رماحاً تكسرت لتفرقها أيدي سبأ. وما يجب الإشارة إليه أن ضعف النظام ونبذه في مجتمعه العربي والإسلامي يثبته التاريخ والتاريخ كتاب لا يكذب ولم يمض زماناً من إنقلابهم المشئوم حتي هاموا ولهاً وخوفاً ورعباً بالإدارة الأمريكية وقوتها الغاشمة بعيد الزيارة غير الودية للبحرية الأمريكية لمصنع الشفاء بمدينة بحري في العام 1998م وسحبهم من آذانهم لتوقيع إتفاقية (نيفاشا)في العام 2005م ورغم تعرض البلاد في أكثر من مناسبة للهجوم الإسرائيلي وهم في إرادة مشلولة للقدرة علي رد العدوان ولا حتي بإستراتيجية النظر إلا أن سياستهم نحو دعم حركة (حماس) والتقرب إلي الدولة الشيعية وغمامها الأكبر لم تخمد جذوتها في تبلد سياسي غريب وغباء فاضح يعزز نظرية الفشل الذريع في التعامل مع المواقف الدولية لهولاء المتأسلمين وضيق آفاقهم في التفكير مما جعل تخوم البلاد وبيضتها مكشوفة لإنتهاكها ولإستباحتها دون قدرة علي رد العدوان . والآن ماذا بعد أن إستبان للشعب السوداني والمجتمع الإسلامي والدولي أن حقيقة هذه العصابة المتاسلمة الحاكمة في الخرطوم لا تعدوا كونها حفنة من الفاسدين والأشرار ومجرمي الحرب والمتاجرين بالدين وبأموال الناس وأعراضهم وكانت أسوأ التجارب التي :(أضرت بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين حول تجربة الإسلام السياسي ) كما جاء علي لسان (الغنوشي) مرشد الجماعة في تونس وعضو التظيم العالمي للإخوان . النظام إجتهد في سعيه الدؤوب لتغيير صورة النظام في منظار المجتمع الدولي بعقد التحالفات والإئتلافات و(الوثبات) والحوار الوطني الشامل الذي ينادي بها راس نظامهم وهي كلها لا تصب إلا في رغبة النظام لإطالة أمد غيبوبته أو موته السرير بعد أن نضب معينه من كل أكاذيب الدنيا وضلالاتها ومحاولات التذاكي اليائسة علي المجتمع الدولي التي لم تحقق غاياتها يبدو أن النظام يلقي بآخر أوراقه علي الطاولة وهي إقصاء كل رموز النظام المتاسلمين وتحديد إقامتهم وإستبدالهم بنظام عسكري بتقلد ضباط الجيش للوزارات الأمنية والعسكرية بدءاً بالجهاز الرئاسي وإنتهاءاً بوزارة الداخلية في محاولة بائسة أخري ترمي لإصطياد عصفورين بحجر واحد ...محاولة إقناع المجتمع الدولي والإقليمي أن التنظيم الإخواني تخلي عن الحكم بإرادته وضحي بذلك من أجل تحقيق إئتلاف وطني يضم كل ألوان الطيف السياسي بالبلاد سيما المعارضين وأنه ماعاد يمارس هوايته في التنكيل بهم وتصفيتهم .ويسعي في ذات الوقت إلي ضمان الحماية للنظام من الإفول والتلاشي وحمايته من أي مغامرة عسكرية تطيح به وتم تعزيز ذلك كله بإحاطة العاصمة بحزام من القوات العسكرية زيادة في التحوط..علي ان السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو كفاية هذا التغيير في إقناع المجتمع الدولي بتعري النظام من ملابسه المتاسلمة وإنسلاخه عن التنظيم العالمي للإخوان ؟؟ وفي تقديري أن الإجابة بالإيجاب مؤداها أن هذه العصابة الفاسدة المتاسلمة هي اذكي من مشي علي قدمين وأن المجتمع الدولي لا يديرة سوي حفنة من السياسيين الأغبياء وتحقق هذه الغاية وتلك الفرضية لهذا النظام يقتضي طلوع الشمس من مغربها . عمر موسي عمر - المحامي [email protected]