رغم فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفتية وبلدان شرق اروبا الا انها ظلت الخيار الوحيد الذي يحقق حياة الرفاهية للشعوب البشرية اللذين تنسموا بعبيق الحرية وإعلاء اصواتهم في مواجهة الظلم والاضطهاد المؤرست عليهم والتي استمرت قرون, فكانت ثورة اكتوبر هي الهزيمة تاريخية لكافة اشكال الاستقلال والاضطهاد الطبقي وانتصاره حقيقي للطبقة العاملة رغم التناقضات داخل المجتمع ولكن سرعانما اجهضت جنين الاشتراكية حينما سخرت المعسكر الراسمالي كل امكانيتها وادواتها الاعلامية والعسكرية لقطع حلم الانسانية والتشويه للفكره الاشتراكي في اكثر من موقف خاصة المراة والدين ومع ذلك هنالك بعض الدول استطاعت ان تصل للاشتراكية بطرق مختلفة, واسست البنية التحتية في كل من ملكية ادوات الانتاج للدولة وتحسين مستوي معيشة العاملين وتوفير الخدمات االاساسية من صحة وتعليم والضمان الاجتماعي والعناية بالطفولة, ولا احد يستطيع تجاهل جوهر الاشتراكية كاسلوب حياة كفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية والتقدم في التاريخ الانساني, لانها تدعوا الي الغاء الكامل لانفصال العمل الذهني عن العمل اليدوي وانفصال الريف عن المدن وفي ظل الاشتراكية يكون الموقف من الفلاحين علي اساس الاقناع ولا القهر في سبل الزراعة والمساواة بمعني المساواة امام علاقات الانتاج (ماركس مؤلفة نقد برنامج غوتا)وعن استمرار الحق البرجوازي في علاقات التوزيع في الفترة الانتقالية اي ان حق المنتجين متناسب طرديا مع حق العمل الذي يقدمونة, وفي مرحلة المجتمع الشيوعي ويمكن تجاوز الافق الضيق للحق البرجوازي وتطبيق الشعار (لكل حسب قدرته وكل حسب حاجته) وليس بالسزاجة التي يزيفها دعاة الراسمالية مثلآ( الفي جيبك في جيبي وحقي حقك )ومن المؤسف ان قطاعآ عريض من المثقفين سخرو اقلامهم بوعي اودونه خوفا اوطمعآ لتبشير بمحاسن و مزايا الراسمالية كحلم للبشرية (نهاية التاريخ فوك ياما ) الذي يحقق لها الوفر والرخاء والسلام والامان ولكن بعد مرور عقد من الزمان اثبت زيف الاحلام الوردي وكشفت عورتها الحقيقية للعالم من نهب ثروات الشعوب وطمس هويتهم التاريخية باسم (العولمة) التي تتخذ اشكال مختلفة (امبريالية لبرالية سوق حر انفتاح اقتصادي اقتصادي تنموي وغيرها ) كلها طاحون بدون دقيق ' فتينآ ايه ياراسمالية ؟ زيادة نسبة عطالة والفقر تقنين للاستقلال والاتاحة بالمبادي الانسانية (والراسمال تعمل علي حماية حقوق الانسان ) إعاقة حركة التاريخ ومسيرة الحضارات والعولمة تقول (العالم اصبح قرية صغيره) ,اقامة مستعمرات والسيطرة علي دولة العالم الثالث وتحويلها الي اسواق ظلامية لبيع الاسلحة بالاضافة الي وزيادة نسبة الديون الثقيلة عليه والامبرالية تقول (من اجل السلام والامن العالمي) , الدول الخمس الكبري (الولاياتالمتحدةالامريكية بريطانية اليابانالمانيافرنسا) تهيمن علي 90%من المؤسسات علي كوكبنا ,وتشير الاحصايات ان20%من دول العالم تستحوذ علي 85%من النتاج العالمي و84%من التجاره العالمية ,كما ان 95%من ثروات وموارد العالم الاقتصادية في يد اقل من 15% من سكان العالم هذا التفود القائم بين الدول يوازي تفود داخل كل دولة في امريكي مثلآ 1%من السكان يمتلكون 40%من الثروة وفي بلده متخلف كالسودان 94%من السكان يعشون تحت خط الفقر و10%من السكان يستحوذ علي 60%من ثروات البلاد , واللبرالية تقول( دعمآ لسياسية السوق الحر) ويشير مؤلفا فخ العولمة (الي ان في القرن الحادي والعشرين سيكون هناك فقط 20% من السكان الذين يمكنهم العمل والحصول علي الدخل والعيش في رغد وسلام ,اما النسبة الباقية 80% تمثل السكان الفايضين عن الحاجة ,الذين لايمكنهم العيش الا من خلال إلاحسان والتبرعات واعمال الخير ) مع كل ذالك نجد ان انصاف المثقفين والمهمشين والمنسين, بدون وعي نجدهم اكثر صلابة ودفاعآ عن الراسمال رغم التناقض الحاصل عند حدوث اي كساد (ازمة اقتصادية كبرى )تختفئ الكتب الماركسية في الاسواق من قبل الراسمال بحثآ عن الحلول.. اما في السودان استطاعت الرسمالية الطفيلية ان تلبئ طموحات الراسمال العالمية عبر روشتة التي قدمها صندق النقد وتنفيذ كل سياسات الراسمال العالمي عبر خصخصة القطاعات العامة من بيع المشاريع الزراعية شركات نقل جوية بحري مرافق عامة شركات اتصالات ميادين مدارس مستشفيات.....الخ) 25 عامآ مانفذته الراسمالية الطفيلية في السودان لم تسطيع مركز الراسمال من تنفيذه, فالطبيعة الطفيلية اذا لم تجد من يتطفل عليها تطفل علي بعضيها وهذا ماينطبق علي الراسمالية سواء كانت (طفيلية ام تنموية ام انتاجية) ,لكن حتي الان التاريخ لم يتوقف طالما العالم في حركة مستمر و تحكمة قوانين محدده بكل تناقضاتها وهذا مايقودنا الي الاشتراكية والتي اصبحت حتمية تاريخية . [email protected]