هل كان السيد عبد الرحمن الصادق مساعد الرئيس لم يك يعلم ان أخته قادمة من سفرها ذلك فى الساعة و الليلة تلك و على الخطوط الجوية الفلانية ؟ ألم يك من شيم السودانيين على إختلاف مراكزهم الاجتماعية إستقبال ذووهم القادمون و يودعونهم على محطات القطارات و مطارات الطائرات؟ ترى لِم لمَ يستقبل السيد عبد الحمن أخته مريم ؟ سنجد له العذر كونه خارج البلاد او على جبهة القتال فى الجبال . و لكن لا يمكن ان نقبل انه لم يك عارفا بقدوم شقيقته و هو على ذلك المنصب الرفيع الذى يفرض عليه معرفة كل ما يدور داخل البلاد دع عنك حدود اسرته . إن فى الامر عجب!!! وفى هذه الحال كان فى إمكانه إنتداب أحد مرؤوسيه للقيام بما يلزم خاصة وهو يعلم علم اليقين المتاعب المعتادة التى تقابل اى سودانى قادم من الخارج فى مطارنا ؟ وهل لو هو فعل ذلك بصفته الرسمية ستكون اخته هنالك اليوم؟ أم ترى انه يريد أن يقرص أُذنها حتى تصمت عن نقد الانقاذ التى هو جزء منها ؟ لعن الله كل المناصب التى تعمى العيون و تحجب النخوة و تتنكر لعلاقة الدم . هذا الغياب هو الذى يدفع بأمثال بعض كتبة الانقاذ بالتقيؤ على اسرته من امثال الكاتب الظافر الذى يعتبر نفسه من الذكاء بحيث يمرر تقيؤاته وخبثه من غير ان يشم الناس رائحتها او يدركون ما يرمى إليه من تحت ثوب الخوف . فأقراوا ما كتبه "امس غابت الحكمة والرشد السياسي من الحكومة وهي تلقي بالدكتورة مريم المهدي في غياهب السجن..اغلب الظن تلك الخطوة كان يتوقعها الامام فاستثقل الخطى بقاهرة المعز ليرى ماذا يفعل أخوة يوسف بكريمته" أولاً للتمويه يصف الحكومة بعدم الرشد . و يقفز ل"أخوة يوسف" لماذا لم يكتبها"إخوة" يوسف . هل لا يفهم ابسط الناس ان فى هذا الكلام إهانة ممضة للإمام الصادق حين يدفع بفلذة كبده ليلتهمها عسس السلطة سائغة حتى يفدى نفسه و لا يعود رعباً وخوفاً ؟ و لإخوتها.أم ترى أنه يريد أن يقول إن مريم اشجع من ابيها؟ وهل هذا الكلام لا يمس السيد عبد الرحمن وأخيه بأى قدر؟ دعونا نذهب الى ما بعد أُسرة الامام و مواقف ابنائه لنرى ماذا قال الظافر مما يعتقد انه مخبؤ لا يدركه العامة ،و هو فى حقيقته تنبيه لحماة امن السلطة حين يتحدث عن بعض الدول و دعمها للجبهة الثورية على عموم فصائلها بقوله"بعض هذه المجموعات ما كان لها ان تقدم الدعم للجبهة الثورية صاحبة الخط السياسي اليساري واللبرالي" هنا ليس المقصود تلك الدول و لا الدعم الذى تقدمه إن كان حاصلا ، و لكن المقصود هو دمغ هذه الجبهات المقاتلة باليسارية التى يرى انها كافية لتخرجها عن ملة الاسلام .و بالتالى تصبح مستحقة للتكفير و الجهاد ضدها . و لكنه فى غلوائه ينسى ان يسمى لنا واحدة من تلك الحركات اليسارية. و كان فى إمكانه ذلك لو إقتصر على الاشارة الى جبهة عبد الواحد التى ظل هو وكل اطقم السلطة يقللون من دورها و حجمها و تأثيرها على الصعيدين الحربى و السياسى . ترى هل بقية الحركات كلها يسارية بما فيها حركة العدل و المساواة ؟ ما هذا البله ؟ الظافر فى مسيرته العجولة لإستنهاض كل عسس النظام و عدته و عتاده لإيقاف ما يراه قادماً رأى العين و لايسره و لا يسر النظام، نجده لا يغادر بعداوته الجبهات المقاتلة او الشخوص السياسية و احزابها و لا حتى المعارضة السياسية السلمية التى لا يرى فيها إلا أداةً من أدوات التأليب ضد النظام بقصد إسقاطه . وهنا يكشف بجلاء فهمه القاصر لمعنى الديموقراطية . و لا يكتفى فى لهثه لإستئصال كل صوت معارض حتى لو كان سلمياً فيندفع كالثورة المذكور يحطم كل ما بناه مما يعتقد أنه منطق فيقول "خط المعارضة المدنية السلمية التي تقوم على تأليب الشارع المدني ومساندة المجموعات المسلحة بصورة سرية سيكثف من الضغوط على الخرطوم" كيف تكون معارضة سلمية و تساند العمل المسلح يا ابو العريف . ألم يك من أوجب واجباته فى حماية النظام أن يقدم للأجهزة الامنية او لأى مما بيده السلطة و السلاح الوثيقة الخطيرة التى عبرها عرف أن المعارضة "السلمية " تساند العمل المسلح ؟ و قديماً قالوا الغرض يعمى من كان عنده بصر قكيف بمن لا بصر و لا بصيرة له ؟ [email protected]