1- ***- قامت بعض الصحف المحلية اليوم الاثنين 18 اغسطس الحالي بنشر ثلاثة اخبار ممعنة في الاحباط الشديد، واثارت استغراب الملايين الذين طالعوها وان الغرض من نشرها وبثها استفزازهم واثارة حنقهم -مع سبق الاصرار والترصد- وخاصة المواطنين الذين تضرروا كثيرآ من كارثة الفيضانات والسيول؟!!...خصوصآ وانها اخبار جاءت تمامآ بعد التصريح الاستفزازي المثير للجدل من الكتور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم, نشرته صحيفة "الجريدة" السودانية، وطالب فيه المواطنين "بضرورة الاستفادة من الضفادع لانها غنية بالبروتينات"... "وحلال مثل السمك «والعاوز ياكلها ياكلها»"!! 2- ***- الخبر الاول قامت بنشره صحيفة "الجريدة" صباح اليوم الاثنين 08-18-2014، وجاء تحت عنوان: "مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في السودان"، وجاء في سياق الخبر، ان منظمة "الإنذار المبكر" قد كشفت عن أن حوالي 5,3 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في السودان، 70% منهم يوجدون في المناطق المتأثرة بالنزاع في ولايات دارفور، وجنوب كردفان، و النيل الأزرق، ومنطقة أبيي، وأعلنت عن حالة انعدام أمن غذائي في المناطق التي تسيطرعليها الحركة وصفتها بالأسوأ. وأكدت المنظمة في بيان تلقت (الجريدة) نسخة منه أن هناك حوالي 5,3 مليون شخص سيواجهون معدلات أزمة حادة من الدرجة الثانية والثالثة وحتى الرابعة، وأوضحت أن معدلات انعدام الأمن الغذائي ازدادت في السودان، منذ أبريل الماضي. وقاد تدهور حالة الإنتاج خلال عامي (2013- 2014) إلى تناقص المخزون الأسري من الطعام، وأدى إلى انخفاض المعروض في الأسواق مما تسبب في ارتفاع قياسي في أسعار المواد الغذائية الرئيسية في جميع الأسواق. وأعلنت عن حالة انعدام أمن غذائي وصفتها بالأسوأ في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بجنوب كردفان، حيث يواجه السكان في تلك المناطق حالة طوارئ من المستوى الرابع من معدلات انعدام الأمن الغذائي. ***- وياتي هذا الخبر في ظل تجاهل تام من قبل الحكومة للجوع الذي ضرب اكثر من 37% من مساحة السودان، وعدم اهتمام نواب المجلس الوطني بما وصل اليها البلاد من بؤس الحال... 3- ***- اما الخبر الثاني، فقد اثار جدلآ حادآ بالشارع السوداني وما زال مستمرآ بغضب شديد، وبث موقع صحيفة "آخر لحظة"، وجاء تحت عنوان: "طائرة سودانية إلى (غزة) اليوم تحمل مساعدات بقيمة مليون دولار"!!، وجاء في مضمون الخبر، ان الدكتور محمد سعيد خليفة رئيس البعثة الطبية السودانية التي عادت من غزة بعد أن مكثت في القطاع ثلاثين يوماً قدمت خلالها المساعدات الطبية للجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، قد كشف عن تجهيز طائرة طبية ستغادر اليوم إلى غزة محملة ب (5) سيارات إسعاف جاهزة و(20) دراجة بخارية للمعاقين و(150) كرسي طبي متحرك و(30) عضواً من الحملة السودانية الشعبية لمناصرة غزة و(15) كادراً طبياً. وقال سعيد في مؤتمر صحفي أمس بجمعية الهلال الأحمر السوداني إن تكلفة المساعدات المنحة إلى غزة بلغت (مليون) دولار، لافتاً النظر لانعقاد اجتماع بجمعيات الهلال الأحمر والدول العربية نهاية الشهر الحالي لتعميم الأوضاع الإنسانية في غزة، داعياً المجتمع الدولي لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، مشيراً لقرار وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة القاضي باستقبال مستشفيات الولاية للحالات الباردة، وقال إن طائرة المساعدات ستقوم بنقل عدد من جرحى غزة لمعالجتهم بالسودان مثمناً دور الخارجية السودانية والمصرية في تسهيل مهمتهم الإنسانية. ونسأل باستغراب شديد: -------------- (أ)- هل يصنع السودان سيارات إسعاف جاهزة حتي يقوم بارسالها لقطاع غزة؟!! (ب)- ***- هل هذه السيارات كانت اصلآ ضمن مساعدات الدول للمتضررين من كارثة الفيضانات والسيول في السودان، فقامت حكومة الخرطوم التبرع بها لحركة حماس؟!! (ج)- ***- من اولي بهذه السيارت ياحكومة : سكان جبال النوبة والنيل الأزرق..ام الفلسطنيين الذين تلقوا مساعدات كبيرة ومؤن وملايين الدولارات من السعودية؟!! (د)- ***- الا يعتبر هذا التبرع " رغم تضامننا مع الشعب الغزاوي في محنته" هو نوعآ من الاستفزاز الظاهر وبلا ادني احترام لمشاعر مئات الألآف من السكان السودانيين ،الذين اصبحوا بلا ماوي ويحتاجون للغذاء والعلاج؟!! (ه)- ***-هل هذه المساعدات اصلآ قطرية ومرسلة لقطاع غزة عبر "كوبري" السودان؟!! (و)- ***- ماذا قدمت حكومة الخرطوم للمعاقين السودانيين الذين اصيبوا في معارك "جهاد الانقاذ" و"ساحات الفداء" وسبق لهم من قبل ان قاموا بسد "كوبري" امدرمان" للفت نظر السلطات في حالتهم المزرية واهمال الحكومة لهم؟!! .. لماذا لم تسعفهم الحكومة ب كراسي طبية متحركة، اسوة بالمعاقين في غزة، الذين شملتهم مساعدات حكومة البشير؟!! (ز)- ***- سبق ان قامت حكومة الخرطوم بتبرعات مادية ومؤن ومعدات للصومال،لاثيوبيا لبناء ضريح تذكاري للرئيس الراحل ميليس زيناوي، تلقت باكستان معونات اثناء تعرضها لفيضانات، تبرعت لمصر بالأف الخراف والابقار....فلماذا لا نجد هذا الكرم "الانقاذي" في السودان؟!! 4- ***- الخبر الاخير المحبط جاء من "وكالة السودان للانباء" وافاد، بان وزارة الصحة الاتحادية اعلن عن تأثر 55 محلية ب 15 ولاية جراء السيول والامطار التي شهدتها البلاد. وماسمعنا بمسؤول حكومي كبير في السلطة قد اعطانا الصورة الحقيقية عن الاوضاع في البلاد بعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع علي كارثة السيول والامطار!! ***- عندما وقعت الاضطرابات في مدينة "فرغسن" الاميريكية، التي تهزها اضطرابات عرقية منذ مقتل شاب ذي بشرة سوداء في ظروف مثيرة للجدل قبل اسبوع، قطع الرئيس اوباما اجازته ويتابع عن كثب مجريات الامور. وشتان ما بين رئيس ورئيس!! 5- ***- مثل عالمي معروف يقول:(المصائب لا تاتي فرادي)، وعليه، علينا ان نتوقع خلال الايام القادمة الكثير المثير الخطر من الاحداث والاخبار المحبطة...بخلاف كوارث السيول والامطار...والجوع الذي قد يضطرنا لاكل الضفادع!! بكري الصائغ [email protected]