مشهد مألوف.. رئيس العصابة يقف بقامته المربوعة و هو يتكيء على عصاه لإخفاء شيء من عرجه البائن وحوله جماعته يكيلون له كلمات الثناء والتزلف والكل يحاول التقرب منه أكثر، بعضهم يملؤه الخوف والبعض الآخر يطمع في ان يتقدم الآخرين في كسب ود من يسمونه المعلم الكبير ! يسأل المعلم .. من كلفه بتصريف البضاعة التي وصلت الميناء..؟ قبل أن يكمل سؤاله يطأطي المساعد رأسه ويحاول أن يتمم بكلمات ..أصل هو هو هو ..فيقاطعه المعلم منتهراً هو ماذا وأصل ماذا وفصل ماذا ؟ تكلم ..؟ أصل البضاعة إتقبض عليها يا ريس..وكانت متتبعاها مباحث بلادِ بره ! يا خيبتك ياخي ..! طيب و إتصرفت إزاي يا متنيل ؟ لالا إطمئن يا ريس.. شيلناها جماعة كده .. والعملية ماتت وشبعت موت ! يلا يا خوي روّح من وشي دي الوقت .. أنا مش ناقصك .. مش كفاية عليّ فضيحة ..الواد الخايب اللي إتقفش بشوية المليارات وشالها العيل اللي طلع جدع أكتر منه ! يدخل أحد افراد العصابة.. ويهمس في أذن المعلم .. خلاص يا ريس.. الجماعة فهمناهم ..وحيشيلو دم الراجل بتاع سرقة القطن اللي اتقتل في القيط ..! يعني أحط في بطني بطيخة صيفي .. وهما عيال قد الشيلة ! عيب يا ريس ده أحنا رجالتك..وخليناهم يعترفوا ويقولوا إن الراجل إتقتل عشان قال حاجات وحشة ..استغفر الله تودي النار عدل وهم جماعة بيعرفو ربنا كويس وما يسكتوش على العوج .. الطبخة مستوية يا كبير بس كل وإنت مّطمن ..! يرد المعلم في إستياء يعقبه أخذ نفس طويل من الأرجيلة جاتكم نيلة ..بالله ده أنتو رجاله يعتمد عليها الواحد ؟ ..علىّ النعمة أنتو تستاهلو تلبسو طرح ستات ! لسه امبارح فضحتوني وسط المعلمين اللي شمتو فيّ .. ومش عارفين تشكمو شويه غجر طلعو في الحارة بيهتفوا ضدي ..ولا عرفتم تقتلوا منهم إلا ميتين عيّل بس ! ده أنا كنت عايزكم تكنسوهم من على وش الأرض كنس وتخلصوني منهم نهائي ، مستنين إيه يعني ..لما يدخلو علىّ في البيت .. وناقص ينهبوا بضاعتي أنا وأخواتي اللي في مخازنا ، وأحنا اللي جمعناها بعرق جبينا ! يتحدث الجميع في صوت واحد ملؤه النفاق.. إطمّن يا ريس ده أحنا كلنا فداك ..بس أهم شيء تاخد بالك من صحتك يا سيد المعلمين .. وكلو يهون ! يرد المعلم وهو يلكز كبير معاونيه بعصاه .. أهو إنتو فالحين في الكلام ..وبس ..و تزيدو عليّ البلاوي .. وأنا مصدقكم ..لما البوليس يكبس ويوديني في داهية ..! وساعتها شوفولكم حد يشيل عنكم .. جاتكم البلاوي والقرف ! وفجاة تشتعل أضواء الصالة .. وتظهر كلمة ..إستراحة ..كبيرة على الشاشة .. ويتلفت الجمهور على بعضه دون أن يعلق على ماشاهده.. وينتظر في عدم مبالاة لنتائج المشاهد القادمة التي ألفها في أفلام مماثلة .. وينهض باعة التسالي و البارد لتسويق بضاعتهم.. قبل أن تنطفي الأنوار لمواصلة الشريط القديم الذي شاهدوه من قبل أبيض وأسود ..فقط الإختلاف في أنه تم تلوينه ليبدو جديداً ..واضيفت اليه بعض الخدع البصرية .. و بقية الجمهور يقف صفوف في الخارج ليدخل الى عرض الدور الثاني ! [email protected]