العميد حسن ابو العائلة شخصية لها وقع في النفس واثر بين الناس يتلون بتلون المواقف سلبا وايجابا ولكن الثابت جدا انه شخصية لا تمحي من ذاكرة الناس في الرياضة والجيش ، بدأ لاعبا في الهلال وذهب مغاضبا الامير منزول للمريخ في زمن كان فيه هذا التبادل قبسا من روح ذلك العصر الذي تبدد ، ولعب للفريق القومي ، رجل فيه وسامه بادية حتي رحيلة وفيه صرامة الحق بغير مداهنه ولا رياء في زمان كان للحق ضياء ونور وبصيرة زينت ذاك الجيل بكل ما هو جميل ، اشياء حطمناها كما الثور في مستوع الخزف ونبحث في ( كوم قش عن بوصلتها ) فلا نعثر الا علي قطر الندي وبل الصدي ممازحة لعمر ما بقي له من فيض الحياة الا اجترار الذكري في لهيب اكل الاخضر واليابس في انتظار ان يذهب العسر بين يسرين هما الرجاء والامل جسرا معلقا لعل وعسي ، شيئا من ذلك كان عند (ابو العائله) اللاعب والضابط العظيم ، كثيرون ظلموه في المريخ رغم كل ما قدمه لهم الا ان دعواهم ظلت ان كل ما فعله للمريخ هو نار النكاية بحبه الازلي الهلال وان احدهم مازحنا ذات صباح (اننا لو شققنا قلبه لوجدنا الهلال مرسوما فيه ) والي ذلك ظل ابو العائلة رمزا رياضيا لا ينساه التاريخ ولا تخطئه عين المؤرخ والمحايد رياضيا بل قد تعدي عمله للفريق القومي الذي لا بواكي له الان فاتي بمدرب انجليزي اسمه مستر (هولي ) قادنا في اولمبياد ميونيخ 1972لمباراة واحده ورحل مغاضبا لبلاده بسبب من الدحيش وقدوره وقطعا للمفارقه الفكرية الكبري وتولي بعده الراحل عبد الفتاح حمد المهمه فقدم عطاءه في حدود المتاح وقفل راجعا مع ذكري عطره في التاريخ لم تتكرر كما هو معلوم ، والي ذلك ظل تاريخ ابو العائله السياسي كما مبهما مع ان الرجل في سبيل ذلك عاني وقاسي الامرين ، فمشهود له انه كان من العسكريين المخططين لانقلاب مايو 1969وليس ثورته كما قال بذلك الشريف حسين الهندي حين ارشدته فاتنه ذكيه تقطن بحري كان قد خدمها الهندي بالانتماء الحزبي فكافاته بما يحاك في منزل مجاور لها لا تدرك كنهه فقال كان من بين المتامرين( ابو العائلة) وربما كان ( ابو العائلة ) لا يدرك الخلفية الحزبية للانقلاب وكثيرون غيره ولعل وجود ابو العائلة وغيره بخلفيات حزبية اخري هو الذي اعطب السيد /محمد عثمان الميرغني من مجابهة الانقلاب وافشاله كما قالت مصادر اخري والمهم بمجرد نجاح الانقلاب وظهر مجلس الانقلاب علي حقيقته وعين ابو العائلة قائدا لسلاح النقل علي ما اذكر وماهي الا ايام قلائل حتي سافر ابو العائلة ملحقا عسكريا خارج البلاد ربما تنفيسا لغضبته المضريه تلك وظل يتنقل في هذه الملحقية بين العراق ورورسيا حتي استقر بلندن وكان في كل اجازاته للسودان رجلا نشطا في الحقل الرياضي بصفة عامة والمريخ بصفه خاصة ولعل من ابرز انشطته سباق الكلاب باستاد المريخ وهو اتي بالمدرب الشاطر الانجليزي ( جون ماننق) الذي دحرته في بلادنا عصبية الشهادات ولا وقائع العمل كما فعلت بناغويرا مع تقلبات نميري المشهودة وكان الي كل ذلك ابو العائلة مراقبا لشخصيته القويه والمؤثرة في الجيش وترصد تحركاته بدقه حتي جاءتنا فجاة برقية سريه بنقله قائدا للقيادة الجنوبية بجوبا فتمارض بالسلاح الطبي بالجناح الخاص وذات صباح جاءني صديقي الانيق الوسيم المبتسم خفيف الظل والروح حمد النيل بابكروهو من القلائل في القبيلة الحمراء علي تلك الشاكله الجميله ومن حظي ان كل صحبي منهم علي ذلك الجمال والبهاء ربما لتالف الارواح و الارواح جنود مجنده كما نعلم سحبني هذا الصديق الذي يسكنني رغم فرقة اكثر من ثلاثه عقود هامسا (يا جوك ارح نزور ابو العائلة بالمستشفي العسكري ) وكيف لا تصحب هذه الغيمه الشفيفه ولحسن حظنا ما ان دلفنا الي مستشفي الرجال حتي وجدنا (ابو العائلة ) بكامل بزته العسكريه منتصبا بشموخ ابي كما هلاريخ والقوات المسلحة امامنا بوسامه ونضارة ووجه تفاحي ساخن سلمنا عليه بسعة ذلك الزمان و رجاله الذين لن يتكرروا حتي ينفرج التعاسرالحالي والعسرة الماثله وتسامرنا معه ثم حمدنا له السلامه فكان قوله كالعهد (لست مريضا ولكني اتمارض لانني منذ ان جاءت مايو لم استقر في الخرطوم هكذا انا جوال كاني طريد او غير مرغوب فيه من لندن الي الخرطوم الي جوبا لماذا هذه المنافي ...يا اقعد هنا يا في كلام تاني ) ثم تسامرنا قليلا وضحكنا وتركناه يدخل للدكتور مصطفي عبد الماجد علي امل اللقيا ...وماهي الا ايام قلائل حتي وردت لنا برقية احالته للمعاش مختتما حياته هكذا فقد كان رجلا في عصر ورجال لن يتكرروا -رحمه الله رحمة واسعة!!! ***هوامش **اليوم مصر تلعب ضد المنتخب الكيني في افتتاح استاد اسوان ارض الحضارات ...وبالامس شاهدت علي الحياة مشاهد من مركز القلب باسوان ومؤسسه دكتور مجدي يعقوب وشهدت تكريم عميد اللاعبين احمد حسن وكلمته في الاحتفال كان بمنتهي الهدوء والادب انها مصر الدوله الفكر والمنهج والاسلوب والحضارة ....عقبال فريقنا القومي يلقي شوية حماسة ولو رقصة نقاره ومنها بالحماس تبرع سخي يستر عوراتنا المتلازمه في فهم ما معني الدوله وقيمهما وواجباتها ام الضرب علي الميت حرام !!! **مكافاة لاعب واحد من لاعبي المريخ بخصوص سيكافا تكفي الفريق القومي العنت الذي يلاقيه اهو الجهل ام هو التنكر للوطن او هو الحسد علي الفريق القومي ام هو انحطاط الفهم والوعي الجمعي !!! **عطفا علي ما كتبته عن الفريق القومي قال لي البعض ( الحكومة لا تري فائدة من نتائج الفريق القومي لذلك لا تصرف عليه ) قلت كيف يحقق النتائج بدون صرف واستراتيجية وخطط وعمل فالنتائج لا تهبط هكذا من السماء !!! **الفريق القومي لا بواكي له او عليه تماما كحال الوطن !!! لذلك تعربد السطحية والمبطلاتية ويكثر حارقي البخور وماسحي الجوخ وهؤلاء كلهم ليسوا من شعبنا الذي نعرفه ........ من اين اتي هؤلاء !!! **لو صح ما كتبه الاخ الاستاذ الكبير شجرابي من اساءه في احتفالات المريخ في حق الهلال وعلي الهواء مباشرة وبالطريقه التي وصفها علينا ان نقول اننا وصلنا حافة الهاوية بل وبدانا السقوط واسوا ما في الامر ان نبدا السقوط بالرياضة واذا كانت هذه هي نتيجة المليارات التي صرفت في القمة يبقي يا قلبي لا تحزن وعلي الدنيا السلام بسقوط واحد من اكبر الاحزاب الرياضية في السودان وهم صفوة كما يقولون او كما يقول منصور خالد في سفره العظيم (النخبة السودانيه وادمان الفشل ) وهل في محنة في السودان غير صفوته !!! ** تعرف لماذا اصبح الناس تتجرا علي السلوك السئ السبب بسيط وجوهري هو غياب مبدأ الثواب والعقاب حتي وصل عامة الناس فاصبح الجميع علي حل شعره وهذه هي الفوضي العارمه التي فيها نحن الان !!! [email protected]