مرت علينا قبل بضعة ايام الذكرى الاولى لثورة سبتمبر المجيدة .. فقد مضى عام باكمله , ولا زالت الازمات تراوح مكانها ، فطاحونة الغلاء ما انفكت ( تهرس ) فى عظام الشعب الذى ابتلاه الله بحكومة فاسدة كل همها البقاء على سدة الحكم باى ثمن ، ولو دعى الامر الى قتل العزل وسفك دمائهم بلا رحمة . لقد استشهد فى تلك الثورة التى ارعبت النظام ثلة من خيرة شباب الوطن ، ومن حقهم علينا فى ذكرى استشهادهم ان نترحم على ارواحهم الطاهرة ، ونخلد ذكراهم لنستلهم من شجاعتهم عبرة نشحذ بها هممنا لثورتنا القادمة . انهم فتية آمنوا بعدالة قضية الوطن الذى سرقته ذات ليلة بئيسة عصابة من اللصوص ، طفقت تنهب فى خيراته نحو اكثر من عقدين من الزمان ، وزادهم فساد النظام ، وعنجهيته ، وتجبره ايمانا بقضيتهم ومطالبهم العادلة ، فخرجوا وهم يحملون ارواحهم على اكفهم .. يدفعهم الشعور بالظلم الذى حاق بكل افراد الشعب خارج منظومة المؤتمر الوطنى ، ويحدوهم الامل فى تغيير النظام الذى جثم على صدر الوطن يسوم الناس سوء العذاب ، بفرضه للجبايات التى اثقلت كاهل الناس ، وتكميمه الافواه ، وزرعه للفتن بين مكونات الشعب حتى اضحى صوت القبلية والجهوية يعلو على صوت الوطن ، وتوسعت دائرة الحرب واصبحت البلد على شفا جرف هار يمكن ان ينهار بها فى اى وقت الى درك سحيق لا يعلم مداه الا الله . خرجوا ليعلنوا عن رفضهم للقرارات الاقتصادية الجائرة التى اتخذتها الحكومة بشان رفع الدعم عن المحروقات ، فنزلوا الى الشارع منددين بتلك القرارات المجحفة التى يقع عبئها على المواطن المسكين والذى بالكاد يستطيع توفير قوت يومه . بطولة رائعة قدمها اولائك الشباب وهم يستقبلون رصاصات امنجية النظام بصدورهم العارية ، فتخترقها تلك الرصاصات الجبانة وترديهم شهداء . لقد ضرب اولائك الشباب الذين لم تتجاوز اعمارهم عمر النظام اروع الامثلة فى البطولة والتضحية ، وهم يقدمون ارواحهم رخيصة فداء لوطن ظلوا يحلمون برفاهيته وسلامه واستقراره . [email protected]