وسط البؤس المطبق علي شعب السودان و اليأس من شيوخ السياسة الذين أجادوا الفشل عبر مسيرة السودان منذ أن رفع العلم .. وسط كل هذا الضباب والسواد الذي يلبد سماء السودان وأرضه والذي أزداد قتامة وسوءا بأن ابتلينا بحكام نزعت من قلوبهم الرحمة وتحللوا من صفات البشر .. يقتلون النفس التي حرم الله .. ويتاجرون في الزمم ويهتكون الاعراض .. ويأتون الموبقات ما ظهر منها وما بطن .. وسط هذا الكم من القتامة والبؤس يطل علينا حزب المؤتمر السوداني لينبئنا بأن للزجاجة نصف آخر مملوء بالتفاؤل و الغد الموعود بوطن أرحب .. و أن حواء السودان ما زالت تنجب نشامي نساءا ورجالا .. آمالهم أرحب من دجل المرابين ..و سريرتهم التي تعشق تراب هذا الوطن أمضي من بؤس بقايا بني امية الذين حكموا شعب السودان معلم الشعوب في غفلة من الزمان .. وما فتئوا يتقيئون قيحا طيلة ربع قرن من الزمان .. حزب المؤتمر السوداني لم ينبئنا بالامل والغد المشرق بالخطب الرنانة و الندوات العصماء .. لم يأتي المؤتمر السوداني متحللا من سرقة المال العام في رابعة النهار ولم يسن فقها للفساد ولم يأتي معتذرا عن قول الحق في وجه سلطان جائر .. (ولو علي سبيل التقية !!) كما فعل أمام القرن الحادي والعشرين .. بدل كل ذلك جاءنا حزب المؤتمر السوداني متحللا من الخوف حينما صدح رئيسهم الاستاذ / ابراهيم الشيخ وقال.. للظلم لا.. للكبت لا .. ووضع يده علي الجرح و حطم صنم الخطوط المسماة حمراء ووصف ما يسمي قوات الدعم السريع بما تستحق .. وظل جبلا ثابتا يبث الحماسة والفروسية في نفوس كادت أن تيأس من قادتها .. كان ابراهيم الشيخ الاعزل الا من ايمانه بعدالة قضيته و ثقته في شعب السودان كان جبلا تكسرت أمامه كل أساليب الطغمة ترغيبا وترهيبا ليفعل كما فعل الامام .. فعادوا من حيث اتو كسيرين ذليلين . وقبلها أصابهم بالدهشة والرعب عندما رأته القوات الامنية يتقدم صفوف المتظاهرين طلابا ومزارعين و شماسة في هبة سبتمبر المجيدة وصدره مكشوف أمام مرمي رصاصهم واصابعهم المرتعشة . وكان ذلك درس لهم ولغيرهم .. وهاهو المؤتمر السودان يقرن القول بالعمل في درس جديد أن كيف يكون النضال وكيف تكون القيادة وكيف تلعب السياسة دور الحامي للشعب الذي تمثله .. فعندما لا تأبه الدولة بحال مواطنيها و تعمل علي اذلال حرماتهم بترويع الطالبات الآمانات في سلوك لا يمت للاخلاق قبل الدين... و للانسانية قبل العرف بأي صلة .. حينها لا تكفي الادانات و أراقة المداد شجبا و قدحا في السلطة .. بدلا عن ذلك يتوجب علي الساسة وقادة المجتمع تحمل المسؤولية و التصدي بفعل ميكانيكي يصحح الاوضاع وكان حزب المؤتمر السوداني قيادة وقواعد عند حسن الظن و كأنه تحسس أن شعب السودان ينظر اليه بعين التفاؤل .. فقاموا في بادرة لا تستغرب عليهم بأيواء طالبات دارفور و توفير غطاء الحماية لهم .. و أظن أن السلطة قد خبرت الحزب و صمود كوادره وتدرك ما معني أن يتصدو لحماية حرائر بلادي الذين هانوا في زمن هان فيه كل شئ .. هكذا دور السياسة الذي تعلمته قيادة وقواعد المؤتمر السوداني في أولي مدارسه الطلابية مدرسة مؤتمر الطلاب المستقلين .. وشعارهم دوما ( سنظل نحفر في الجدار .. أما فتحنا ثلة للضوء أو متنا علي سطح الجدار ) طوبي لكم بنات وأبناء بلادي طوبي لكم نساء ورجال المؤتمر السوداني ابراهيم محيسي اكتوبر 2014 . هيوستن- تكساس