ما بين ... الدعاية الانتخابية ... والكهرباء السياسية ... في المنطقة المنسية ... والانتخابات على الأبواب كما تقول الحكومة وحزبها الحاكم ... فيا ترى ماهي الدعاية الانتخابية القادمة التي ستطلق في ... المثلث المظلم ... كما يطلقون عليه .. محلية البحيرة وشقيقتها أبو حمد ... فهي الدائرة رقم واحد في ترتيب الدوائر الجغرافية ... ونفسها تحتل الترتيب الأول في المناطق المتخلفة في الولاية وأبسطها أن تنعم كما ينعم غيرها بالكهرباء وهي الأقرب لسد مروي من ناحية المسافة وهي أساس قيام السد بأن أصبحت هي منطقة تهجير السكان وغمر الأراضي بالمياه ويحيرة سد وكما نكرر بان المياه لم تتم تعبيتها في جركانات ... ورغم عن كل ذلك تصبح هي المثلث المظلم ... أو منطقة الظل كما كان إسمها من قبل ... لو تحدثنا عن الكهرباء ونحن نعيش في عصر التطور والعولمة نجد ان الكهرباء لا تقل عن توفير الخبز أو المياه .. وهي حق من الحقوق التي يجب توفيرها للناس بل هي أساس الاقتصاد وتطوره صناعي أو زراعي وبالتالي أصبحت هي عمود فقري للتطور في كل أشكاله ... عليه نجد إن الحكومة سعت في الأمر بجد ووفرت له طائل الأموال في مروي أو الرصيرص أو غيرها من مشاريع فأتسعت دائرة الكهرباء ووصلت للمدن والقرى والأرياف بعيدها وقريبها بل ذهبت لخارج الحدود ووصلت حتى لدولة السودان الجنوبي الوليدة دون أن تقام احتفالات أو خطابات أو يربط وصولها بشروط وانتخابات ... بل أصبح الناس يخرجون للشارع ويتظاهرون إذا قطعت عنهم ليوم أو بعض يوم ... ولكن ... في المثلث المظلم ... وهو أساس الكهرباء لم تصل الكهرباء حتى الآن ... بل لن نسمع عنها أنها وضعت في الميزانيات طيلة السنين الماضية ... وصبر الناس وصبروا لسنين وعندما نفز صبرهم وذهبوا للسيد الرئيس الذي قال لهم بصريح العبارة على الملا ... ما عندنا قروش الان بعد خروج البترول ولا توجد ضمانات ... وهذا دلالة واضحة من أعلى سلطة في البلاد أن الكهرباء لم تكن موضوعة أصلاً في ميزانية الدولة طول السنين السابقة ما قبل الانفصال وقبل خروج البترول وكل ما جاء فيها من تصريحات ووعود واحتفالات يمكن أن نطلق عليه .... الكهرباء السياسية ... وفعلاً اصبحت الكهرباء في محلية أبو حمد والبحيرة هي .. كهرباء سياسية.. يأتي الهادي ليعقبه علي ويعقبه محمد ... مربوطة فقط بالانتخابات وفوز مرشح بعينه وجلب أصوات ... وليست جزء من الخدمات التي توفرها الدولة لمواطنيها في بقية المناطق حتى داخل الولاية نفسها .... عن نفسي لا أدري هل هناك اختلاف ما بين كهرباء ابو حمد والبحيرة عن كهرباء بقية المناطق الاخرى التي دخلتها دون ضجيج ... ؟ قد يقول أحدهم بلغة الرباطاب ... كهربتكم بيطعموها بي سكر شان انتو مسيخين ... لذلك ستصبح مكلفة ... اخيراً دخلت دولة قطر في الخط بأن تقوم بدفع التكلفة للتوصيل مقابل أن تقييم مشروعها الكبير في المنطقة الذي سيتهلك مليار متر مكعب من المياه قبل الأراضي وهذا الأمر منذ سنين مضت ... وتصدر التصريحات من جميع المستويات ... ويتفقون جميعهم على بعض العبارات .. تم التمويل من دولة قطر أحياناً .. أو من شركة حصاد صاحبة المشروع المقترح بعض الأحيان ... ووقعت العقود مع الشركة المنفذة ... وهي هاربين الصينية.. ومدة التنفيذ 24 شهراً ... وستصل الكهرباء .. وتمر سنة .. لتصبح سنتين .. وثلاثة ... واربعة وتمتد لخمس سنوات و لكن ال 24 شهراً تظل كما هي لا هي نقصت ولا الكهرباء وصلت ... ولا أدري هل أكبر الخمس سنوات أم الأربعة وعشرين شهراً ... قد يكون الأمر في شكل الأرقام ما بين .... ال 5 وا 24 ... فطعاً ال 24 أكبر في القراءة ... في الأخير ... الأمر سيتكرر وسيأتي البرنامج الانتخابي ... وأول ما فيه ستكون الكهرباء والرقم 24 سيظل قائماً ... فماذا نحن فاعلون ... وماذا نحن قائلون ... ؟ فهل هي منة من أحد ... أم أنها حق من الحقوق الشرعية والقانونية والدستورية التي تجعلنا نرفع مظلمة ضد الدولة في أجهزتها المختصة أولها .. إدارة السدود والكهرباء .. بأنها هي من عطلت عجلة الانتاج والتنمية في المنطقة دون غيرها بعمد طيلة هذه السنين ... وهجرت السكان ... وغمرت الأراضي بالمياه دون أي مقابل للمنطقة .. بل تعاملت مع المنطقة بقصة ... جزاء سنمار ... أم أننا سنهلل ونكبر كعادتنا ... ونعمل بنظرية .. جحا ... الذي يغزف بالحجر ويقول للأطفال هذه حلوة فيجري الأطفال وراء الحجر .. فيصدق جحا نفسه الأمر ويقول .. قد تكون حلوة فيجري معهم ...