أنا لا أدعي العلم ولكن أتحدث من واقع التجربة لن ينجح علماء السنة الذين يخطبون بالمساجد ليل نهار بأقوالهم هذه في محاربة التشيع ، بل على العكس ستزيد نسبة المتشيعين اذا استمر هذا النهج لعدة اسباب منها : فقدان الشباب للثقه في علماء السنة لترديدهم المكرور للخطب التي لا تلامس مخاوف الشباب من قريب ولا من بعيد كثرة طرق علماء السنة لفقه المرأة والحيض والنفاس والحجاب الذي لا تخلو منه خطبة أو محاضرة دينيه جعل الشباب يتوقعون مضمون المحاضرة قبل بدايتها وهذا امر يفقدهم التمعن والتعمق في أقوال الخطيب أو المحاضر بل يدعوهم الى الإنصراف أو الانشغال بأشياء جانبيه تناقضات علماء السنة بين تأييد وشجب تصرفات الحركات الدينيه المتطرفه وتغيير رأيهم فيها كل عشية بين تحليل أفعالها وتحريمها يجعل المرء يحتار كيف يتخذ موقفه بناء على رأي الفقهاء وإلى أي فقيه يسمع ارتباط علماء السنة بديوان الحكم على مر التاريخ رسخ في الأذهان مقولة علماء السلطان كما أن ارتباط هؤلاء العلماء بالسلطان جعلهم يعتمدون على قوته أكثر من اعتمادهم على العلم كذلك أيضا هذا الإرتباط بالسلطه والإرتزاق من عطائها أورث العلماء داء الحفاظ على هذا الإرتباط الأمر الذي قتل لديهم الجرأة على الإنتقاد سواء كان انتقاد السلطه أو انتقاد المذهب الذي تسير عليه السلطه وهو أمر جرت عليه العاده منذ العهدين الأموي والعباسي الخوف من الإنتقاد ومحاولة الحفاظ على الحظوة السلطانيه أيضا أورث علماء السنة الخوف من الإجتهاد والخوف من تنقيح السنة مما هي محشوة به من اسرائيليات وأحاديث موضوعه أو ضعيفه أو غيره خوفا من ثورة زملائهم عليهم واتهامهم بالرغبة في هدم الدين وانكار المعلوم من الدين بالضرورة وغيره من التهم الجاهزة والتي أي منها كفيلة إن لم تكن بقتل صحبها فهي كفيله بجر غضب السلطان عليه. لذلك تجد أن جل دفاعات علماء السنة مهما كانت درجة مبتدرها العلمية لا تخلو من الشتم والسب واللعن والتهديد بالويل والثبور وتحمل في مجملها اقوال مثل الرويبضه والنكرة وعميل المجوس وعميل اليهود والخنازير . في المقابل نجد أن علماء الشيعه وأئمتهم على مر العصور في خلاف مع السلطان وهذه الأمر استفاد منه علماء الشيعه في الإستقلال برأيهم رضيت السلطه أم أبت كذلك استطاع علماء الشيعه غرس عقيدة الخمس بين أتباعهم فأصبح فقيرهم يسبق غنيهم لدفع الخمس ويعتبره نوع من العبادة الواجبه الأمر الذي جعل العلماء والحوزات العلميه ذات استقلال مالي ومنعتق من ربقة اتباع السطه لتصرف عليه والمثل يقول من ملك قوته ملك قراره خلاف أئمة وعلماء الشيعه وأتباع الشيعه مع السلطان وتعرضهم لأنواع التشريد والقهر والظلم أورث شكيمة قوية وأورثهم القدرة على تحويل المواقف مهما كانت ضدهم الى صالحهم وهي ميزه يفتقدها علماء وأئمة أهل السنة لما تقلبوا فيه من نعيم على أيدي السلاطين على مر العصور. ان الشيعه في دعواهم للتشيع يعرفون من أين تؤكل الكتف فالشيعه يعلمون أن داء السنة يكمن في السنة ذاتها لا في صحة أو عدم صحة العقيده الشيعيه ، لذلك تجد أن علماء الشيعه أكثر الناس استعمالا للصحاح من كتب السنة بل إنهم يبتعدون بقدر الإمكان عن الضعيف منها إلا اذا اضطروا لذلك ، لعلمهم أن الصحاح من كتب السنة المعتمده والتي يؤمن أهل السنة بأنها بعد كتاب الله لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها يعلمون أنها مليئة بالمتناقضات ويملكون الجرأة على انتقادها. إن الشيعه حينما يدعوك للتشيع لا يعرضو عليك الاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب، (وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة) إنما يناقشوك من واقع كتبك كسني باستعراض صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن النسائي وجامع الترمذي وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه . لأنهم يعلمون ما تذخر به هذه الكتب من تناقضات يرفض أئمتنا التطرق لها أو المساس بها والشيعه عندما يدعونك للتشيع لا يعرضون عليك أقوال أفعال أئمتهم وأنهم المعصومين ولكن يعرضون عليك أقوال وأفعال أئمتنا من خلال كتب السنة لأنهم يعلمون أين التناقض بين الأقوال والأفعال في هذه الكتب الشيعه عندما يتعرضون للصحابة والسيده عائشة لا يستدلون بما هو مكتوب في مراجعهم وصحاحهم وانما يستدلون بتاقضات موجوده في كتبنا وصحاحنا ولا يملك الشخص أمامها الا أن يقف مكتوف الأيدي ، لأن مناهجنا وعلمائنا يقولون لك في مثل هذه المواقف عليك أن لا تخوض فيها وكفى. لذلك أقول لهؤلاء الشيوخ من علمائنا وخطباء المساجد إن العنتريات والسب والشتم وربط التشيع وايران بالمشروع الإسرائيلي لن يقنع من تشيع بالعوده الى صفوف السنة ووصف حزب الله بأنه يعمل لصالح اسرائيل أمر يثير الضحك والبكاء عليكم في آن واحد ، ووصف الحوثيين في اليمن بأنهم مدعومين من ايران وأنهم يصبون أيضا في صالح المشروع الصهيوني لهو والله اهانه لشعب اليمن ، عليكم بالإرتقاء الى مستوى الحدث [email protected]