هى حتما ليست الرسالة الاولى التى يخاطب فيها مواطن سودانى عادى حضرة المشير ، فقد سبقتها رسائل عديدة وخصوصا من اشخاص كانوا من قادة النظام الذى يقوده البشير ، ومشاركون اصيلون فى ماوصلت اليه البلاد من تدهور ، الا انهم لسبب أو آخر ابتعدوا أو ( أُبعدوا ) عن الواجهة فدفعهم ربما ( زعلهم ) لمناصحة الرئيس . سيادة الرئيس : لقد تم انتخابك من قبل حزبك مرشحا للرئاسة فى الانتخابات القادمة ، ولا يخامرنا شك فى انك ستفوز بالجولة لدورة اخرى ، لانه من رابع المستحيلات ان ينافسك مرشحا آخر ، وبالطبع لا يعود ذلك لرغبة الشعب فى بقائك او محبته لك كما يوحى لك بذلك حواريوك ، بل لان فوزك لهو أمر مفروغ منه فى ظل انتخابات غير نزيهة ، ومنافسون ديكوريون ربما ترشحوا لاكساب شرعية لانتخابات فصلت على مقاسكم فقط . عزيزى الرئيس : مجيئك مرة أخرى معناه مزيدا من المعاناة ، ومزيدا من الحروب ، ومزيدا من التشرذم والتفكك ، ووجودك على سدة الحكم معناه امتداد للفساد وضياع لحقوق العباد واهدار لموارد البلاد ، رئيسنا الهمام : ترؤسك حكومة السودان لخمسة سنوات أخر يعنى ان يزداد الأغنياء ممن ينتمون الى حزبك غنىً وان يزداد الفقراء وهم السواد الاعظم فقرا ، ولا نلقى بقولنا هذا على عواهنه فقد خبرناكم خلال خمس وعشرون سنة كانت اسوأ فترة تاريخية تمر بها البلاد ، فلقد افقرتم الشعب وانتهكتم حقوقه وشردتموه واستعملتم معه سياسة ( جوع كلبك يتبعك ) وقبضتم على مفاصل الدولة بما يسمى سياسة التمكين التى ابتدعتموها لتتمكنوا بها من رقاب العباد . رئيسنا الهمام : لقد حصدت حربكم الضروس مئات الآلاف من الارواح البريئة ، والذى لم تقتله الحرب مات بحوادث المرور فى شوارع الموت التى لم تسووها ، والذى ينجو من حوادث الطرق ، يموت بالسرطان والملاريا والتيفوئد والايدز ، والذى ينجو من كل هذه يموت غما ، أتراك سيادة الرئيس قرأت تقرير منظمة الصحة العالمية الذى جاء فيه ان السودان يتصدر الدول العربية فى حوادث الإنتحار ؟ أم ان مثل هذه الاخبار لا تصل اليك لان حوارييك لا يريدون ان ( يزعجوا ) سيادتك بمثل هذه الأخبار ( المغرضة ) والتى ( تفبركها ) دوائر الصهيونية العالمية ؟ وان كنت قرأته فيا ترى إلى ماذا عزيت ذلك ؟ سيادة الرئيس : واحد وخمسون فى المائة فقط هى مجموع الاصوات التى حصلت عليها من اعضاء الحزب ، فبالرغم من انك ولى نعمهم وحامى فسادهم ، الا انهم لم يمنحوك الا تلك النسبة الضئيلة ، فإن كان ذلك كذلك ، فما بالك بشعب لم ير منكم غير الاهانة والتسلط والعنجهية ؟ سيادة الرئيس : رد الحقوق الى اهلها وارحل غير مأسوفا عليك ، فالشعب ، كل الشعب لا يريد ان يراك مرة أخرة فى دورة قادمة [email protected]