[email protected] في بلاد الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ليس هنالك كبير على المساءلة او فوق النقد او بمنجاة من التوبيخ والتعنيف ايا كانت درجته او منصبه ولأن الشئ بالشئ يذكر فعندما ثار البرلمان البريطاني على توني بلير رئيس الوزراء البريطاني آنذاك وشن عليه النواب هجوما عنيفا بما فيهم نواب حزبه (نواب حقيقيون وليس ديكوريون مثل نواب الاجماع السكوتي قاتهلم الله أنى يؤفكون ) فقد انبرى احد الواب وهو قانوني ضليع ووجه انتقادات عنيفة لرئيس الوزراء وذكر بان توني بلير رئيس وزراء منتخب يتمتع بشرعية دستورية وقانونية (legality) الا انه يفتقد الى الشرعية الاخلاقية (legitimacy) واوضح ان الفرق بين الشرعية القانونية والشرعية الاخلاقية كبير وان فقهاء القانون الدستوري الانجليزي ارسوا مفاهيم قانونية راسخة تستند الى الاخلاق والمثل العليا والقيم الرفيعة والتي من اجلها شرعة الدساتير والقوانين وذهب ذلكم النائب المحترم الى القول ان توني بلير انطلت عليه حيلة جورج بوش في موضوع اسلحة الدمار الشامل بالعراق وقام بالتدخل العسكري في العراق بالرغم ن عدم وجود قرار من مجلس الامن الدولي وكانت النتيجة فقدان ارواح المئات من الجنود البريطانيين ولم تسفر الحرب العراقية عن اي اسلحة دمار ولم ينتج عنها سوى الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وهذا هو المطمح الامريكي ويقول النائب الشجاع نفسه : ان توني بلير سواء ان كذب على الشعب البريطاني او انطلت عليه الحيلة الامريكية فهو غير جدير بالبقاء في منصبه لكونه يتمتع بالشرعية القانونية ويفتقد الى الشرعية الاخلاقية فهذا امر لايمكن السماح بيه او قبوله على الاطلاق وبعد ان فرغ ذلكم النائب من حديثه ضجت القاعة بالتصفيق ووقتها كان توني بلير يستمع كطالب في مدرسة أساس وكان تعليقه على حديث النائب بان ما ادلى به يعتبر محاضرة قيمة في القانون الدستوري ومنذ تلك الجلسة لم تقم لتوني بلير قائمة الى يوم الناس هذا. عزيزي القارئ اذا اردنا ان نعقد مقارنة بين ماجرى لتوني بلير من محاسبة صارمة ومايجري في برلمان (هي لله) فاننا حتما سنظلم البرلمان البريطاني ظلما عظيما وستصاب بالغثيان وعظيم الاسقام فعلينا بالصبر وقوة التحمل فهنالك من المخازي والمآسي والنكبات والخيبات التي يحسبها جماعة الحاج ساطور ابتلاءات وما هي بابتلاءات وانما هي حصاد السنتهم القيح وفعلهم القبيح واذا اردنا ان نستعرض هذه المخازي والبلاوي لاحتجنا الى مجلدات وآخر تلك الفواجع مقتل طلاب جامعة الجزيرة نزلت عليهم شآبيب الرحمة والمغفرة وعوضهم الله الجنة عن شبابهم العفي واتوجه بهذه الاسئلة في ختام مقالى هذا هل يوجد وزير بريطاني بعقلية صاحب الرادار البشري؟ هل يوجد مسئول بريطاني بتخانة جلد نافع؟ او بسخافة امين حسن عمر ؟ او بتفاهة ربيع عبد العاطي (المتعاطي) او اي من بقية الحثالة عليهم اللعنة احياءا وامواتا؟؟؟ آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين القرشي علي عبد اللطيف