المكان دار شيشر لتأهيل الأطفال المعوقين بالخرطوم قصة من مئات القصص من هذا الجانب من ضفة الحياة الذي يهب الأمل لأطفال ولدوا بمشاكل إعاقة ، الأمل نعمة عظيمة من عند المولى عز وجل ، يُساعدنا على القفز بعد عون الله على صعوبات الحياة وما أكثرها ، ولو أننا علمنا ما تفعل الثقة بالله !! الأمهات يملئن الدار ، غلبتهن الحياة وضاقت والله يعد أن مع العسر اليسر ، والحياة عندما تختبر أحيانا تكون قاسية ، لكنها الأم ، وما أعظم عاطفة الأمومة لو تعلمون !! لا عاطفة في هذه الدنيا الواسعة أعظم من عاطفة الأمومة ، هي العاطفة الوحيدة التي تتفانى المرأة في الإخلاص لها حتى ساعة اليقين ، لقد أودع الله في قلوب الأمهات سرا عظيما وطاقة حب جبارة لأبنائها وأبنائهم من بعدهم ، حب مستمد من نور العرش وفيض حنان منهمر على الدوام حتى ونحن مغاضبيهم نحبهم ونشفق عليهم ، كيف إذا لو أنها أنجبت طفلا بمشكلة إعاقة ، سيتضاعف هذا الحب وتلك الشفقة ، ستهب حياتها له وهذا بالضبط ما لمسته ورايته من أمهات الأطفال بدار شيشر قصة كما قلت من مئات القصص التي تعيشها هذه الدار أم أنجبت ثلاثة أبناء بمشاكل إعاقة ، كانت تأتي يوميا بكل طفل على حده للعلاج ، الذي حدث أن أباهم رفض الاستمرار في حياته معها ، السبب إعاقة الأبناء ، لكنها الأم التي جعل الله الجنة تحت قدميها ، تركها وذهب لحياته ، إنه عرق الابتلاء الذي عصر أيامها ، تصل الدار حاملة إياهم بالمركبات العامة ، أطفالها كانوا يعتمدون عليها كليةً وهم بأوزان مختلفة ، عدم الحركة بالنسبة لهم كان يزيد من أوزانهم بصورة واضحة ، الظلم حرمه الله على نفسه وجعله بيننا محرما ، ظلمها فذهبت تطلب العدل الأرضي ، اشتكته في المحكمة طالبةً نفقة الأبناء ، حكمت لها المحكمة بستمائة جنيه ، مبلغ لا يسد حاجة ولا يطعم كفاية ، لكن العدل السماوي لا يُظلم عنده احد ، بعد شهور تُوفي الولد وتبقت البنتان ، ما حدث أن الأب ذهب إلى المحكمة يطلب إنقاص النفقة لأن احد الأبناء قد مات ، بالله عليكم أي أب هذا !!!! ضائقة معيشية ، البلد لا يخلو من خيرين لكن النكبات كثرت والحال ضاق والفقر احكم طوقه ، والحمد دائما أولى بالمحن غالبية أمهات الأطفال المعوقين بالدار إما مطلقات أو لا يعلمن أين هو الزوج ، تبخر من حياتهم ، لكن أقول أول أمر عالجه المولى تعالى بعد نجاة نبيه موسى أن رده إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ، كرم رباني من أجل يوكابدا – أم موسى – لا من أجل موسى ، لأن فؤادها أصبح خاويا ، هذه هي عاطفة الأمومة التي نتحدث عنها يا أيها الاباء ، بالله عليكم إنهم من أصلابكم والمؤمن مصاب والأجر عظيم في الدنيا والآخرة ، ليفتح الله بصيرتكم ويزيل عنكم غشاوة القسوة هذه [email protected]