بعد عام من اجراء الاستفتاء الشعبي التي اقامتها عشائر الدينكا نقوك التسعة في شهر اكتوبر العام الماضي في منطقة ابيي... حرفيا الوضع هو نفس الوضع فالاستفتاء لم يتم قبولها من قبل حكومة جنوب السودان ولا حكومة السودان بالتالي المجتمع الدولي تعتبر بانه ليس هنالك تغيير طرأ على قضية ابيي لكن معنويا فان الاستفتاء التي اقامتها شعب دينكا نقوك تعني الكثير فقد كشفت رغبة نقوك و جديتهم للانضمام الى جنوب السودان و الدليل هو نسبة 99.9 % لصالح الانضمام الى جنوب السودان و الكرة الان في ملعب حكومة جنوب السودان لحساب اوراقها السياسية و اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب اما دينكا نقوك فقد فعلوا ما بوسعهم و اجتازوا كل الصعاب و اقاموا الاستفتاء رغم كل الظروف. اذا فان امر قبول نتيجة الاستفتاء شان يخص حكومة جنوب السودان و ليس في يد مواطنيين ابيي اجبار حكومة جنوب السودان لقبول نتيجة الاستفتاء عنوة لكن هنالك اوضاع مستعجلة على ارض الواقع يجب على حكومة جنوب السودان ان تعمل بكل جدية من اجل ازالتها في اقرب فرصة ممكنة و نذكر على سبيل المثال التحديات التالية: اولا: وجود قوات الشعب المسلحة السودانية في شمال ابيي غير قانوني و منافية لكل الاتفاقيات التي وقعتها الدولتين و لا مبرر لوجود تلك القوات باي مسميات سوا كانت لحماية البترول ام لاي سبب اخر فان منطقة ابيي منطقة منزوعة السلاح و مهمات الامن و الحماية متروكة لقوات الاممالمتحدة و اذا كانت حكومة الجنوب امتنعت ان قبول استفتاء ابيي لانها تطيع القانون اذا لماذا تقبل خرق السودان لنفس القانون التي الزم جنوب السودان بعدم قبول استفتاء ابيي الشعبي؟ ثانيا: وجود مليشات مسلحة في شمال ابيي تعتبر تهديد امني لسكان ابيي... يوجد نوعين من المليشات في شمال ابيي و اي منهما يستهدف مواطن ابيي في روحه و ماله فمثلا توجد مليشات تتبع لقبيله المسيرية مدعومة من قبل شمال السودان و كذلك توجد مليشات تابعة للمدعو توماس طيل و هم جنوبيين مدعوميين من قبل حكومة الخرطوم لزعزعة امن سكان ابيي يجب على حكومة جنوب السودان ان تضع حدا لتلك المليشات التي تنشط في المنطقة؟ ثالثا: اين نصيب ابيي من بترول ابيي؟ فقد منحت اتفاقية السلام الشامل نسبة 2% من البترول المنتج في ابيي رغم صغر النسبة فقد رضينا بالهم لكن اين هي تلك العايدات؟ في الوقت التي لا توجد في ابيي ادنى مقومات الحياة ناهيك عن التنمية يجب على حكومة جنوب السودان ضمان وصول نصيب ابيي من عايدات النفط و ان يتم توجيه تلك العايدات من اجل الخدمات الصحية و التعليمية للمواطنين و انشاء الطرق الحيوية في المنطقة و دعم الزراعة في المنطقة من اجل الوصول للاكتفاء الذاتي و لضمان النزاحة يجب ان يكون هنلك جهاز للرقابة و محاسبة كل متورط في الفساد المالى. ان عدم قبول حكومة جنوب السودان لنتيجة ابيي حتى الان قد تترك بعض المشاعر السلبية في قلوبنا لكن يجب الا ننظر للامر بطريقة عاطفية و حساسية مفرطة لكن لنركز في انفسنا نحن لنا الحق في الحياة بطريقة طبيعية و كذلك كل الاجيال التي ستعيش في ابيي في المستقبل لهم الحق في العيش بطريقة طبيعية يجب ان نكون مستعدين لتجهيز الحياة الافضل لنا و للاجيال الاتية بطريقة افضل وبما اننا بشر فليس في مقدورنا ان التنبوء بالوقت التي ستنتهي فيه الصراع في ابيي و بما ان البقاء للاقوى فيجب علينا ان نكون اقوياء و ان نركز في الكيفية التي نجعل بها مجتمعنا قوية و متماسكة و قادرة على الانتصار و اجتياز الصعاب التي تحيط بنا من كل الجوانب فقد ظلت ابيي صامدة في الصراع قرن من الزمان و الوضع الحالى يشوبها الكثير من التحديات ابرزها الصراع الداخلي في جنوب السودان فرضت نفسها بقوة لتلقي بظلالها على قضية ابيي التي كانت من اولويات حكومة الجنوب لكن انها مسالة وقت كي تعود المياه الى مجاريها مرة اخرى, اذا يتحتم علينا كابناء ابيي في هذه المرحلة التمييز ما بين الممكن و الغير الممكن. بقت مكواج انقويك [email protected]