لم يمت أحد في ثورة يناير ولم يفسد مبارك ولا نجلاه ولم يدان أحد من وزرائه المقربون أو كبار معاونيهم الأمنيون الذين كانوا يتبارون في حماية نظامه وعلى إستعداد لإبادة نصف الشعب المصري في سبيل بقاء ذلك الحكم طويل التيلة ! وبالتالي لم يقتل أحد في شوارع الخرطوم في إنتفاضة سبتمبر ولم يفسد أحد في كل عمر الإنقاذ المديد والتي تطمع في المزيد .. مثلما عاد على عبد الله صالح ليربك المشهد بعد أن ضمن الخروج الآمن من الباب فوجد النافذة على قدر مقاسه ليدلف الى داخل الصورة ! ومن حق محمد مرسي أيضاً أن يقول انا بري من تهمة قتلى قصر الإتحادية .. لأن براءة السيسي مضمونة بالتالي عن واقعة رابعة وبقية الميادين ! و الباجي قائد السبسي يستثمر فشل إخوان مصر في عودة نظام بن على ولكن عبر الصندوق الذي ألبسه الغنوشي على رأسه ليصمت بينما المرزوقي صار نهضوياً في مرحلة عض الأصابع.. فالشعب هو من قال كلمته ! الأسد يتبادل الغزل مع التحالف الغربي بعد أن احرقت نار داعش قلوب الجميع .. ففضل الأمريكان رمضائه عليها ولو كره الثائرون ! أما القذافي المسكين فقد ذهب بعوده وروحه و دعوات الليبين الآن تترى بالدعاء له برقدة هنية بعيداً عن جحيم الدولتين الجديدتين ! مثلما صار العراقيون يذكرون بطش ابوعدي بكل خير ! هل يا ترى العيب في سوء توقيت قيام هذه الثورات التي جاءت بالصدفة رغم معاناة الشعوب المخدرة طويلاً أم في سوء تقدير الثوار الذين لم يفطنوا الى أن الدولة العميقة هي تماماً كالإستعمار فدائماً ما تترك في حائطها المنهار جزئياً مسمارا كالذي تركه جحا في بيته الذي باعه .. فكان يعود كل مرة بدعوى الإطمئنان عليه حتى أصاب المشتري بالقرف من كثرة تردده فأعاد اليه بيته ! ثورات ناجحة في شكلها مثل إحتشاد الجماهيرمحسنين الظن في فريق كرة .. لكنه خيب ظنهم في النتيجة .. فخرجوا يهتفون بالسخط عليه بدلاً من الهتاف له ! وتيتي تيتي يا شعوب المنطقة وياليتك بمثلما رحتي قد جيتي ! فجدد كينا مخلوفاً كيفما شئت يا رئيسنا البشير .. ! أومثلما قال الزعيم سعد زغلول باشا لأم الشعب حينما أصابه الإحباط قبل رقدته الأخير.ة.. غطيني يا صفية .. مافيش فايدة ! [email protected]