في مدينة انشخدي الهولندية الحدودية مع المانيا حجزت لي صديقة وزميلة دراسة هي وزوجها الذين يعيشون هناك تذاكر لحفل موسيقي وعندما جلسنا في المقاعد المخصصة لنا واذا بشخص وزوجته يبحثون عن رقم مقاعدهم وبالصدفه كان مقعدهم بجانبنا وقد صافحنا هو وزوجته وشاهدت ان بعض الاشخاص من الامام والخلف قد صافحوهما واذ بصديقتي تهمس في اذني و تقول : يا صديقي هذ هو المحافظ وذاك هو العمدة .... لم استغرب فقلت عاشت الحضارة وعاش التواضع ..... وفي مدينة اوترخت وتحديدا في المركز الثقافي الاوربي كنا لحضور فلم لشاب عراقي الاصل ضمن الاحتفاليه باسبوع مهرجان الافلام الاوروبيه ... وبعد حضور الفلم اشعلت الاضواء في الصالة واذا بسفير هولندا فى الاتحاد الأوروبى وعائلته واصدقائه يجلسون من خلفنا وتقريبا في الصفوف الاخيره ... فقلت عاشت الحضارة وعاش التواضع .... في اوترخت ايضا ( وسط هولندا ) كنا في الحدائق واذا بملكة هولندا تتجول في الحدايق بدراجة هوائية دون حرس ودون ان يتحرش بها احد او يعتدي عليها احد ... ... فقلت هنيئا لهم ولنا بالعدالة وعاشت الحضارة وعاش التواضع .... في مطار امستردام التقتني بإبتسامة على كاونتر الجوازات ... حيتني قائلة اهلا بك في هولندا ... هذه الموظفة كانت من اصول اسيوية الشكل واللكنة ... ولكنها هولندية الجنسية ... ترحب بمهاجر آخر وتؤدي واجبها .... فقلت هنيئا لها بالمواطنة وهنيئا لنا ببلاد يعترفون فيه بالإنسان الآخر ... في مدينة لاهاي وانا اقود سيارتي ومعي اخرون ... وفي الشارع العام يقف امامنا رئيس الوزراء الهولندى مارك روتن على متن دراجة بعد مغادرته مقر رئاسة الوزراء ويفصح لنا الشارع مبتسما لان لدينا الأسبقية ... فقلت هنا الحكم ليس وسيلة للاستمتاع بملاذ الدنيا ولا اداة للتميز علي الاخرين في المظاهر وانما مسئولية ... الحكام وسط الشعب دون حراسة حيث العدالة .. توفرت العدالة الإجتماعية بالدرجة التى إنتفت فيها كل مبررات العدوانية بين المواطن وقيادته .. أكتب هذا علي سبيل التأمل فقط أكثر من أي شئ وليس للمقارنة فكيف نقارن بهم و في اوطاننا يبحثون عن المراكز والسلطه لاجل هذه الميزة ويشعرون بكبرياء على خلق الله ... اكتب هذه الكلمات ليس لامتداح احد ... هم لا يحتاجون ذلك ... اكتب لعلي ادق علي الوتر الحساس عند أخوة واهل في مكانأ ما من الوطن ... التواضع مع الناس ينطلق من حقيقة أنك لست أفضل منهم مهما كانت رتبتك أو علمك ومنصبك أو عبادتك وهو دليل على طهارة النفس والقلب من أمراض التكبر ... ودعوة عملية إلى المحبة والمودة والترابط والمساواة بين الناس ووسيلة لتحرير القلوب من الحسد والكراهية ... !!! [email protected]